وهمٌ مستحب

Part 3: لنرَ الحقيقة

أشرقت شمسك اليوم؟
كلا ما زلتِ لم تبتسمِ لي

.................................................
........................................

مرَّت ثلاثة أيام بمشاعر سوداءٍ.
لكل منهن قصتها:

_المعلمة بيرت كادت تفقد أثمن ما لديها، دافعت بكل ما تملك عن عذريتها، لم تخرج من منزلها خوفًا من العالم، قد شوهت حياة ذلك المتحرش القذر، هي لا تشعر بالأسف حياله، بل تُشفق على ضعفها ووهنها من ذاتها، أين هي بيرت الحجر التي لا تشعر؟!

أين تلك القوية التي لا تخشَ العالم! حسنًا ستجيبكم بيرت الصغيرة.

الطفلة بيرت:

ماذا؟ أين العدل والقانون عندما عنف أمي!
لم أكمل السادسة وترك ندوبًا تحمل بين طياتها كوابيسًا لاحقتني طوال تلك التي تسمى حياتي.
ما هو تعريف القوة بالنسبة إلى أمثالكم؟
اللامبالاة والتصرف كالأطفال!

أخطأتم.
القوة هي أن تحب ذاتك وتقدرها، وتضع حدودًا لنفسك لا يتعداها أيَّا كان.

القوة أن تعبر عن مشاعرك دون الخوف من نظرة البقية لك، القوة هي البوح بما تخبئه كي تضمن سلامتك النفسية قبل الجسدية.

بيرت الكبيرة أفيقي من هذا الوهم المخادع، تبًا لمن سولت له نفسه بكسركِ يا فتاة.
أنتِ كالحجر في قسوته وفي جمال زمرداته.

استيقظي من غفلتك يا فتاة، تُوفيت والدتكِ عندما غفلت عن حقها، تذكري حديث أمكِ عندما عنفكِ والدك ذات مرة وأبلغتِ عنه علمًا بحقوقكِ:

" ليتني مثلك بيرت،أنتِ قدوتي صغيرتي "

قد توفيت والدتكِ فداءً لكِ.
لذا اذهبي وخذي حقكِ.
لستِ بمجرمة أنتِ شجاعة، تحدثي عن ما حدث لكِ، لا تصمتِ.

" تذكري ما دام القانون موجودًا فحقكِ آتٍ في اليةم الموعود"

وكما شجعتها بيرت الصغيرة، أفاقت معلمتنا من هذا الوهم المخادع، ما الذي حدث معها وقتها! ستُحضر هذا القذر ولو كان بمعدة حوت في أعماق آيسلاندا المخفية.

ارتديت ملابسي وأضفت لها هذه المرة ألوانًا كدت أنسى حبي لها، سروال بأرض نبعت الحياة من فوقها، والسترة هي تلك الحياة.

ذهبت صوب وجهتي للمدرسة، دخلت إلى مكتب المديرة "آريانا" وجدتها على كرسيها قاعدة أمام حاسوبها تعمل على بعض المذكرات الجديدة، أشغالٌ روتينية كالعادة.

_مرحبًا بك أيتها القصيرة أين والدك هل ضعتِ منه؟
_مع والدكِ يزوران الجحيم

أدركت أنَّها غاضبة مني لاختفائي المفاجئ، إنَّها آريانا صديقة الطفولة، ورثت هذه المدرسة من أمها، هي من وظفتني في حصنها البائس مثلها، لمَ تشزرني هكذا! أيجب أن أرتعب وأنادي لأمي يا عالم.