اقباس ٣<عنك ما فهمت عيش وموت غبي>

897 73 57
                                    

كانت تأكل البيتزا باستمتاع، فهي كانت تشتهيها. ما ألطف إشباع النفس في جوع آخر الليل! تركت قطعة البيتزا ثم أخذت رشفة من كوب الماء، وبعدها ضحكت بسخرية وهي تنظر لمن يأكل في هدوء بجانبها، قائلة:

- "قالك شعب الله المختار، الجملة نفسها مفهومة غلط بشكل عبثي لا يُصدق. على فكرة، مش معناها إن أنتم الموعودين بالجنة. "المختار" يعني تحقيق رسالة الرسل على كتفكم. يعني ماتجيش حضرتك تقتل، تسرق، تحرق."

ثم تغير نبرة صوتها بنبرة تهكمية، قائلة باستفزاز:

- "وفي الآخر كمان تبجح وتقول أصلنا شعب الله المُختار. ليه؟ يعني ملغي عندكم "الحرام list" ؟"

أنت قلت لي قبل كدة إن يوم الحساب هو اللي هيحدد أنت كويس ولا وحش، مش هتتحاسب على أساس الناس شايفة موطنك إيه. طيب لو أنت كل الأوبشنز الحرام متاحة ليك عادي عشان أنتوا VIP، خليني أمشي بفكركم. طب أمُال جيتوا الدنيا ليه؟ دخلتوا الامتحان معانا ليه من الأساس؟ وأنتوا عاملين منهج جديد معليين بيه على "طارق شوقي."

تابع حديثها بتمعن وتركيز، كان ينظر إليها بعينين ملؤهما الدهشة والفضول. لحظة صمت ثقيلة مرت قبل أن يرفع عينيه نحوها ويسأل:

- "سؤال مهم؟"

ابتسمت قليلاً، ثم ردت بحماس:

- "اسأل، أيوة كدة، أحب أنك تدخل في المناقشة."

ملامحه تغيرت فجأة إلى الجدية، وكأن السؤال الذي سيطرحه مهم للغاية:

- "مين هو طارق شوقي ده؟ يهودي علمتوا عليه في حرب أكتوبر اللي قرفاني بيها ؟

تجمدت ملامحها للحظة، ثم انفجرت قائلة بغضب:

-"نعم يا روح أمك! يعني أنت سبت الحوار ده كله وركزت بس في طارق شوقي وأنا اللي تعبة قلبي عشان أشرح لك ! أتفخس على ديه بشر."

من تجرأ واحتلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن