٣-(أنا إسمي الحقيقي دانيال)

1.5K 202 130
                                    

"عندما تتشبث بقشة في بحرٍ هائج، قد تكتشف أن تلك القشة نفسها جزء من العاصفة التي تجرفك بعيدًا."

-باولو كويلو

**************
صلوا على النبي

لم أعرف شعوري في تلك اللحظة بالتحديد، بمجرد سماع ومعرفة جنسيته الحقيقية. راودني سؤال: لماذا نسب جنسيته إلى فلسطين وهو ليس كذلك؟ ومن هنا تأكدت بأن آخر شعاع أمل قد اختفى. كل ما أعرفه هو حقيقة موتي بأبشع طريقة ممكنة وسط هؤلاء القتلة عديمي الرحمة.

يقطع صمتهم اتصال هاتفي، فيرد خاطفها على المتصل. أما هي، فقد جلست تحدق به وهي رافعة حاجبيها باشمئزاز قائلة:

-" طلعت   شالوم يا سي دانيال في الآخر،أنا قُلت برضو، ده مش شكل فلسطينيين، الناس ديه أنضف منك أنت واللي جايبينك."

رد عليها باستفزاز من كلماتها الموجهة له:

-"إنتِ قليلة الأدب على فكرة."

ثم تابع وهو ينظر أمامه ويعقد ذراعيه:

-"هما المصريين كده."

في هذه اللحظة، لم تستطع منع نفسها من أن تبصق بأفظع الشتائم التي لم تعتاد أبدًا على التلفظ بها، قائلة بعدها:

-"مالهم المصريين يا روح أمك؟، أحسن وأشرف منك أنت واللي خلفوك يا حرامية!"

انتابته صدمة عميقة بعد سماع ما قالته، شهق بتأثر، ثم أشار بإصبعه نحوها وهو مصدوم، قائلاً بصوت مرتفع :

"How dare you?"

"إزاي تقوليلي حاجة ذي كده؟ إنتِ إنتِ......مش محترمة،أنا مش هرد عليكي وأنزل ببرستيجي ليكي"

اندلعت منها ضحكة تشبه ضحكة الراقصات وبعدها أكملت قائلة:

-"تنزل بإيه يا عينيا،قالك برستيج،برستيج إيه يالا دا أنت إسرائيلي يهودي،عايز إيه اكتر من كدة؟،دول لوحدهم يمسحو برستيجك الأرض "

ضحكت مرة آخره وهي تنظر للسقف ثم تابعت:

"أرض سيناء.....فاكر ٧٣ دا أحنا علمنا عليكوا،
جاي علي أرضي وملعبي، وعايز تكسبني ،ليه فاكرين نفسكوا الأهلي"

يُفاجَأُ من كلماتِها وجرأتِها، ثم يقول بتساؤل:

-"هو إنتِ عبيطة؟ إنتِ مخطوفة أو بمعنى أصح أسيرة في بلد تاني غير بلدك،لا وبلد أعدائك، وقاعدة وسطهم، وفي واحد معندهوش أي مشكلة أنه يموتك"

من تجرأ واحتلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن