٢-(شكلنا روحنا في الشلاحات)

1.8K 139 129
                                    

"الحياة تُعطينا ما لا نتوقع أبدًا، سواءً كان ذلك جيدًا أم سيئًا."
"حتى لو كنت تخطط لكل شيء بعناية، فقد تجد نفسك في نهاية المطاف في طريق لم تكن تتوقعه."

-فرانسو دي لاروشفوكو
- أنوثا جيردين
_________

صلوا على النبي✨
٦ من أكتوبر ٢٠٢٣:

في غروب يومٍ مليء بالأمل والتفاؤل، وصلت يارا إلى أرض فلسطين الجزء المسموح لها بدخوله فقط عن طريق الحدود البريه من خلال "معبر رفح" ،فلسطين تلك الأرض الجميلة التي تنبض بالتاريخ والثقافة، لم تكن هنا لإظهار جوانب الاحتلال أو لرسم صوراً مؤلمة من الواقع،بل هي هنا لتستكشف جوانب الحياة اليومية لأهل هذه الأرض ، لكي تتعمق في تراثهم وتنغمس في أسرارهم الثقافية.
لم يكن تقريريها عن السياسة أو النزاعات المعروفه للجميع ،فهي تعلم جيدًا ما يدور في مخيله أي شخص سواءً كان كبيرًا او صغيرًا ،عندما يسمع اسم "فلسطين" ،حيث ترسم مخيلته تلقائيًا صور الأطفال الضحايا والشهداء الذين يقتلهم الاحتلال يوميًا. ولكن أراهنك أنه لا أحد يتذكر مناظر أشجار الزيتون العريقة او حتي الحرف اليدوية.

كمثال عندما نسمع كمصريين اسم "سوريا"، يأتي في مخيلتنا الشاورما، فهي واحدة من أكثر أطعمة المطبخ السوري انتشارًا في وطننا العزيز. ولكن هل يعلم البعض أن "الكنافة النابلسية"،مع جمال نكهتها الفريدة، موطنها الأصلي في "مدينة نابلس الفلسطينية"؟
هكذا نجحت يارا في إبراز جميع الجوانب المخفية لهذا الشعب العظيم، الذي للأسف يعاني من التمييز والظلم، بدلاً من التركيز الشديد على الاحتلال.

وبعد يومٍ طويل استقروا في النهاية على أحد الأرصفة الجانبية ليتناولوا طعامهم، وفي وسط الطعام قاطعها علي قائلاً:
-"تعرفي؟....كان عندك حق فعلًا كنا لازم نسافر السفرية ديه"

-"عيب عليك, ...أنا عمري لبستك في حيطه او وديتك في داهيه؟"
قالتها بثقه وهي تضع خصلات شعرها خلف اذنيها

لم يستطع منع نفسه من الضحك علي جملتها الاخيره التي جعلته يترك ما يأكله ويرد عليها بسخريه قائلًا:

-"يارا حبيبتي ،أنتِ مايجيش من وراكي اصلًا غير المصايب......ديه معجزة إن ماحصلناش حاجة  لحد دلوقتي"

-"صدق أنا غلطانة، المفروض كنت أطلع الطلعة ديه لوحدي، وأخد المكافأة كلها بدل ما تتقسم علينا"

-"بعض النظر عن جدعنتك الاوڤر ديه،بس تفتكري هنعرف نروح تاني ؟"

-"أيوه، والمره الجايه هيبقي معاها القدس و يافا وتكون اتحررت"

من تجرأ واحتلنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن