كانت ميليسا وأوريان يعيشان حياة مليئة بالحب والوئام قبل أن تغمرهم المأساة. كان اللقاء الأول بينهما في إحدى حفلات القصر الملكي، عندما وقع أوريان في حب ميليسا من النظرة الأولى. كانت ميليسا شابة جميلة، بشعرها البني الطويل وعينيها اللامعتين كالأمواج المتلألئة، تتمتع برقة قلما وُجدت في سيدات القصر. كانت شخصيتها الجذابة وقلبها الطيب يفتحان الأبواب لقلب الملك بسهولة.
"لقد وجدت فيكِ يا ميليسا ضوء حياتي"، هكذا كان أوريان يقول لها دائمًا، كلماته تنبع من قلبه المليء بالحب. ولم تكن ميليسا أقل حبًا له؛ فقد كانت تشعر بالأمان بقربه، وكان وجوده يمنحها قوة لا تضاهى.
بينما كانت الأيام تمر، كان الحب بينهما ينمو كالشجرة التي تعمقت جذورها في الأرض. كان أوريان يحب أن يهديها الزهور باستمرار، وخاصة الزنابق البيضاء، التي كانت رمزًا لنقاء حبهم. كان يقول لها: "يا زهرة قلبي، هذه الزنابق لا تضاهي نقاءكِ ولا جمالكِ."
♕♕♕♕•♕♕♕♕
كانت نزهاتهم العائلية في حدائق القصر ملاذًا للسعادة والفرح. كانوا يقضون ساعات طويلة وسط الخضرة، حيث يركضون خلف جانيت الصغيرة، التي كانت تشبه ميليسا في الكثير من صفاتها. كانت ميليسا تضحك بحرارة بينما تركض خلف ابنتها، وكان أوريان يشاركهما تلك اللحظات السعيدة وهو يمسك بيد جانيت الصغيرتين ويقذفها في الهواء برفق.
جانيت كانت مدللة أمها، تملأ حياتها بالضحك والبراءة. كلما وقعت عين ميليسا على ابنتها، كانت تتفتح الزهور في قلبها. كانت تقول دائمًا: "جانيت هي أجمل هدية منحني إياها القدر، لو لم يكن وجودها لكان العالم فارغًا."
حمل ميليسا
عندما علم أوريان أن ميليسا حامل مرة أخرى، كان في قمة السعادة. كانت تلك اللحظة من أجمل اللحظات التي مروا بها كعائلة. لم يكن أوريان يستطيع الانتظار حتى يرى مولوده الجديد. كان كل مساء يجلس بجانب ميليسا، يتحدث إلى طفلهم القادم وهو يضع يده على بطنها، قائلاً بصوت دافئ: "هل تسمعينني، صغيري؟ أنا والدك، سأكون هنا لحمايتك وتدليلك مثل أختكِ."
كانت ميليسا تضحك كلما رأته يتحدث إلى الطفل بتلك الطريقة، لكن في داخلها كانت تشعر بفرحة غامرة. كان ذلك الحب العميق الذي جمعهما يظهر في كل لحظة، سواء في التفاصيل الصغيرة أو الكلمات الحانية التي كانت تتبادلها.
في بعض الأمسيات، كانوا يجلسون سويًا، أوريان وميليسا وجانيت، على شرفة القصر، يشاهدون غروب الشمس. كانت ميليسا تحتضن جانيت بينما يحكي أوريان قصصًا عن الأميرات الصغيرات والأبطال الشجعان. كان صوت ضحكاتهم يملأ القصر، وكان الجميع يشهدون على تلك العائلة السعيدة التي تعيش في حب ووئام.
أنت تقرأ
لعنة الحرب
Historical Fiction"بينما تشتعل نيران الحرب وتُنسج المؤامرات في الخفاء، يُطرح السؤال: إلى أي مدى يمكن للقلوب أن تتحمل ثقل الواجب؟ وفي عالم لا مكان فيه للسلام، تجد الأميرة إيليا نفسها أمام خيار قد يُغير مجرى التاريخ. ولكن، هل يمكن للحب أن يكون أقوى من اللعنة التي تلاحق...