في الصباح، أفاق أليكس ليجد أن أسبوعاً كاملاً قد مر منذ أن فقد وعيه. كان مستلقياً في سرير بسيط داخل غرفة صغيرة، ولم يتوقع أن تكون هذه هي اللحظة التي سيفتح فيها عينيه بعد معركة كان فيها على حافة الموت. شعر بألم خفيف في رأسه ووجد أن أحداً قد وضع ضمادات طبية على جروحه، ومع ذلك، لم يستطع تذكر تفاصيل المعركة بشكل كامل. حاول أليكس النهوض من السرير، لكنه سرعان ما شعر بدوار، وأُجبر على الاستلقاء مجدداً. أخذ يتساءل عن مصير الإمبراطورية وعن قراره بالانسحاب من المعركة بأوامر من الإمبراطور ذاته، والذي كان حريصاً على إبقاء هذا الانسحاب سراً كي لا ينتشر القلق بين أفراد الشعب.
أدرك أليكس أنه في إحدى القرى القريبة من العاصمة، حيث قرر الإمبراطور أن يكون بعيداً عن أنظار العامة حتى لا يُفزعهم بحالته. بعد فترة قصيرة، دخل إلى الغرفة أحد الفرسان، وأخبره أن الإمبراطورية قد أرسلت القوات لإحضاره بعد أن تحسنت حالته قليلاً. شعر أليكس بمزيج من الغضب والاستياء، إذ لم يكن يريد أن يعلم أحد بضعفه. رغم ذلك، لم يجد سوى القبول بما قرره والده، متسائلاً في نفسه عن الأحداث التي فاتته أثناء غيابه.
في الناحية الأخرى، كانت إيليا ما تزال مغمىً عليها.
أصابها مرض غريب بعد المعركة، أثر فيها أكثر من أي شخص آخر، خاصة أنها تلقت صدمة نفسية شديدة بعدما اكتشفت أن أليكس هو في الواقع الأمير الكسندر، عدوها الأول. تسببت الحمى التي أصابتها في حالة من الهذيان، وكان جميع الأطباء حولها عاجزين عن تخفيف ألمها. كان سيريافين قلقاً عليها للغاية، فلم يغمض له جفن منذ أسبوع كامل خوفاً من فقدانها. أما أختها جانيت، فقد كانت جالسة بجانبها، تشعر بالندم والذنب، وكانت تعتذر بصمتٍ لإيليا عن قسوتها السابقة معها، على أمل أن تسمعها في حالة إغمائها، رغم أن والدها لم يظهر أي تعاطف أو اهتمام بحالتها.
في تلك الأثناء، وصل خطاب هام إلى البلاطين، ينص على أن الخسائر التي تكبدتها كلتا الإمبراطوريتين لا تسمح لهما بالاستمرار في الحرب، وأن الحل الوحيد لإنهاء هذا الصراع هو الاتفاق على زواج سياسي بين الأمير الكسندر والأميرة إيليا. كان هذا القرار بمثابة صدمة كبيرة، خاصةً أن أليكس ما زال لا يعرف هوية إيليا، بينما إيليا ما زالت غائبة عن الوعي، غير مدركة لما يُخطط لها.
أنت تقرأ
لعنة الحرب
Historical Fiction"بينما تشتعل نيران الحرب وتُنسج المؤامرات في الخفاء، يُطرح السؤال: إلى أي مدى يمكن للقلوب أن تتحمل ثقل الواجب؟ وفي عالم لا مكان فيه للسلام، تجد الأميرة إيليا نفسها أمام خيار قد يُغير مجرى التاريخ. ولكن، هل يمكن للحب أن يكون أقوى من اللعنة التي تلاحق...