Feller 02

21 8 1
                                    

في تلك الزاوية المنسية من العالم،
حيث الشوارع مليئة بالغبار والحطام، يتعايش الأطفال مع الموت والجوع كأنه جزء من حياتهم اليومية. المنازل هناك كانت بالكاد تقف على أقدامها، جدرانها متصدعة وأسقفها متآكلة، تُشاهد الحشرات تجوب أركانها والروائح الكريهة تفوح من النفايات المتراكمة. الأطفال في الشوارع بملابسهم الرثة وجوههم شاحبة، بعضهم يعاني من أمراض انتشرت كالنار في الهشيم دون أي علاج.
كانت الجثث المتناثرة بين الأزقة هي التذكير الوحيد للناس بأن الحياة هناك ليست إلا صراعاً دائمًا مع الموت.

*

*****

وسط هذا العالم البائس، ظهر طفل صغير بشعر أبيض غريب، ملابسه كانت مهترئة وقدميه حافيتين، يركض عبر الشوارع المدمرة بخطوات متعثرة. كان يسابق الزمن من أجل إنقاذ والدته المريضة، يحمل في يده حفنة من العملات التي جمعها بشق الأنفس ليشتري الدواء من تاجر الأعشاب، لكن التاجر أخبره أن المال لا يكفي. وعيناه تملأهما الدموع، كان يعلم أن والدته على وشك الموت، وأنه بحاجة إلى الدواء بسرعة.

حين لم يجد أي مخرج، جاءته فكرة سرقة المال. وبينما كان يبحث عن هدف، لمح سيدة نبيلة من عائلة أوبيليا، فارسة تحمل حقيبة من العملات الذهبية. ودون تردد، قرر أن يسرقها. وفي لحظة واحدة، اقترب منها وسرق الحقيبة وهرب بكل سرعته. السيدة لاحظت ما حدث وسرعان ما بدأت بمطاردته، ولكنه كان أسرع منها، حتى اختفى بين الأزقة المظلمة.

استطاع الطفل الهرب والوصول إلى صيدلية ثانية، حيث تمكن من شراء الدواء الذي يحتاجه. وعاد إلى منزله المتهالك ليقدم الدواء إلى والدته.
كان البيت صغيرًا متصدعًا، غرفته الوحيدة مليئة بالرطوبة، والأرضية مغطاة بالقش المتعفن. والدته كانت ممدة على فراش قديم،
تتنفس بصعوبة بالغة.

حين قدم لها الدواء، سألته بضعف: "من أين أتيت بالمال؟" حاول الطفل تفادي السؤال، عازماً على إخفاء الحقيقة، لكنه سرعان ما انهار تحت إصرارها. "رجل خير أعطاني المال..." لكنه لم يكمل، إذ بدأ السعال العنيف يسيطر على جسدها، وخرج الدم من فمها.و لكنها بقيت مصرة على استجاوبه بشأن مصدر الاموال.

في تلك اللحظة، دخلت السيدة النبيلة أثانازيا إلى الغرفة، وقفت عند الباب وقالت بصوت هادئ: "أنا من أعطيته المال."

كانت الأم تعلم أن ابنها يكذب، وعندما تأكدت من الحقيقة، طلبت من أثانازيا التحدث على انفراد. في حوار مليء بالأسى، ترجت الأم السيدة النبيلة: "أرجوكِ، لا أملك أحدًا غيره، وهو صغير... اعتني به بعد رحيلي." أثانازيا شعرت بالمسؤولية، ووعدتها بالعناية به. وما هي إلا ساعات قليلة حتى فارقت الأم الحياة بين ذراعي ابنها.

♕♕♕♕♕♕♕

بعد وفاة والدته، أخذت أثانازيا الطفل معها إلى عائلة أوبيليا. ورغم أن الحياة هناك كانت مختلفة تماماً، إلا أن الطفل كان يدرك أن العالم لا يزال قاسيًا. عُلّم فنون السيف، وتدرب ليصبح فارسًا ماهرًا. ومع مرور السنوات، أصبح واحدًا من أفضل فرسان العائلة.

لكن خلال فترة تدريبه، اندلعت حرب قارية بين الإمبراطوريات الكبرى. وكانت هذه الحرب بسبب الطمع والصراع على الأراضي والموارد. المدن دُمّرت، الحقول أُحرقت، وسقطت أحلام الكثيرين تحت أقدام الجنود. كان لابد من إرسال الفرسان للدفاع عن البلاد، والطفل الذي أصبح الآن شابًا كان مصمماً على القتال.

________________

في بداية الحرب، وبينما كان يقاتل في أحد المعارك الكبرى، التقى بمجموعة من الأشخاص مثله تمامًا، يمتلكون قدرات سحرية قوية. كونوا معاً مجموعة، وأدركوا أنهم ليسوا مجرد فرسان عاديين، بل أبطال يمتلكون سحرًا غريبًا يُعتقد أنه ينبع من قوة أسطورية. كانوا يعتقدون أن كل مائة عام يولد أبطال يحملون هذه القوة لإعادة السلم للعالم، لكنهم في الوقت نفسه يحملون لعنة، إذ يُتهمون بأنهم سبب البلاء الذي يصيب العالم.(أسطورة قديمة منتشرة بين سكان القارة)

ولكن مازادهم ثقة و تيقنا بأنهم مختلفون أنّه

في إحدى المعارك، وبينما كان الشاب يقاتل بشجاعة، وجد ساحرة مسجونة في زنزانة قديمة. بعد أن أنقذها، قالت له: "يا صاحب الشعر الأبيض، ألا تدري أنك تحمل قوة لا مثيل لها؟ أنت وأمثالك أُسست أسطورة تقول إنه كل مائة عام، يظهر أبطال مثلكم لتخليص العالم من الحروب. لكن هذه القوة تحمل معها لعنة، أنتم مباركون ومشؤومون في آنٍ واحد. الناس لن يروا فيكم سوى الشر، رغم الخير الذي تجلبونه."
ك

انت كلماتها غريبة ومتناقضة الشؤم و الخير في وقت واحد، الأمر لايبدو منطقيا.

بعد أن توحد الأبطال واستعملوا سحرهم القوي، تمكنوا من تحقيق الانتصار في الحرب. أوقفت المعارك، واستعادت الأرض سلامها. تم الاحتفاء بهم وتكريمهم كمنقذي العالم، وأصبحوا أسطورة يتحدث عنها الجميع. لكن سرعان ما انقلب العالم ضدهم. بدأت الشائعات تنتشر بأنهم يستخدمون السحر الأسود وأنهم سبب في جلب المصائب، ومع مرور الوقت، تم اتهامهم بأنهم سحرة أشرار، وأنهم جلبوا الدمار بدلاً من السلام.(عارفة سويت الأحداث سريعة، عشانها مش القصة الرئيسية وهاي القصة المنتشرة بين سكان القارة حول الأبطال)

ومع تزايد الشكوك والمخاوف، أصبحوا منبوذين، واضطروا إلى العيش في الظلال، ينتظرون يومًا جديدًا يثبتون فيه براءتهم. الأسطورة أصبحت تقول إنه كل مائة عام، يظهر هؤلاء الأبطال مجددًا، يجلبون معهم الخير والشر معًا.

شكرا لكل من دعمني شكرا جزيلا
اذا تحاوز الفصل 10تصويتات خلال يومين سأنشر الفصل التالي يوم الأربعاء كشكر لكم..

I love my followers

لعنة الحربحيث تعيش القصص. اكتشف الآن