عذرا على التأخير، بس كالعادة الأسبوع كله مليان وكنت بقعد عافية مع نفسه عشان أكتب مشهد كامل حتى، بس إن شاء الله الفصل يعجبكم، قراءة ممتعة..
لا تنسوا التصويت والتعليقات اللي بين الفقرات يا حبايب..
" من أحب لقاء اللهِ أحب اللهُ لقاءه.. "
" الله أكبر "
_________________________________♡
أخذ فارس شهيقًا وزفيرًا ببطء شديد وهو يشاهد تحول همس وارتجافة جسدها كليًّا وأيوب الذي تسمر مكانه لا يتحرك إنشا وهو ينظر لها بوجهٍ أحمر قاتم وعيونه تلتمع بالدموع يأبى أن تهبط منه أمام هذا الجمع الكبير.
لاحظ الجميع كل هذا وسندس متعجبة من هذا الصمت المريب، وآرام تخترق همس بنظراتها وكأنها تحاول اكتشاف سبب ارتعاشها وحمرة وجهها الشديدة!
ابتسم فارس بصعوبة وهو يوجه الحديث للجميع مردفا بمرح مصطنع:
" فيه ايه يا جماعة، همس بس بتخاف من الرجالة الغريبة عنها، وأنا هاخدها وأطلع أوضتي أتكلم معاها شوية وهوديها لحياء تاني.. "
استنكر الجميع ما قاله خاصة مع تحول أيوب هو الآخر والهمس باسمها لـٰكن قرر الجميع ألا يتدخلوا ويتركوا الأمر كليا لفارس حتى يأتي هو لإخبارهم فيما بعد.
حملها فارس دون جدال وصعد للطابق الأعلى الخاص بوالديه، ودلف إلى غرفةٍ ما فتح بابها بقدمه ثم أجلسها على الفراش وحدق بها لدقائق وعينيها تفيض بالدمعات، ثم بدون سابق إنذار ضمها إليه بشدة يهديها الأمان أو ربما هو الذي يحتاج الأمان في هذا التوقيت؛ قلبه يرتجف وجسده خائف عليها ويخشى القادم..!
ربت على ظهرها ومسد عليه ذهابا وإيابا وهو يتلو القرآن ثم عاود الكرة على رأسها حتى استكانت داخله وهدأت تمامًا، ثم تمسكت في قميصه بكفيها الصغيرة تطبق على جفنيها وكأنها تحاول نسيان شيء ما..
استمر هذا الحال لنصف ساعة حتى غفت على صدره ولم يتوقف هو عن تلاوة القرآن حتى لاحظ غفوتها فعدَّل من وضعها ثم جاء بالغطاء ودثرها جيدا ثم قبل جبينها وحدق بها لدقائق بحزن دفين، وخرج من الغرفة يغلق نورها وبابها وقرر مواجهة أيوب...!
هبط إلى أسفل وهو يشعر بنارٍ تكوي صدره لـٰكن هيأته الخارجية باردة لا توحي بأي شيء.
وجد أيوب جالسًا بصمتٍ مريب والجميع ينظرون له بتعجب، فجلس هو قِباله فوجه الحديث لقاسم مردفا بهدوء:
" هو ايه اللي حصل يا عمي؟! "
نظر له قاسم ثم نظر لأيوب وبعدها عاود النظر للجميع مردفا بتنهيدة:
" واحنا جايين في الطريق لقينا عربية واقفة في النص محتاجة مساعدة فنزلت عشان أشوف فيه ايه، لقيت الأخ دا ومعاه واحد تاني كان بيصلح العربية من ورا ودا كان بيهزر معاه كل شوية لغاية ما التاني اتعصب عليه بس كانت عصبية عامة هزار، المهم كانت العربية في نص الطريق أصلا وفيه عربية تانية تدل على إن صاحبها كبير في البلد وكدا فنزل على طول يصرخ فيهم ولا حتى سألهم واقفين كدا ليه! "
أنت تقرأ
لِّتَسْكُنُوٓا إِلَيْهَا
General Fictionوالذي لم يحسَبَا حِسابَه: أن أطفالهم أصبحوا رجالًا، كبروا وترعرعوا وأدركوا الصواب من الخطأ.. والأدهى: وقعوا في فخ الحب..!