السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شجعوني يا حبايب بالتصويت والتعليقات بين الفقرات، بفرح بيهم أوي بجد.كُفِّي يَا نَفْسُ عَنِ البُعْدِ..؛
قَلْبُكِ يَحْتَاجُ لِفِطْرَتِكِ.." صلِّ على نبي النور.. "
______________________________♡
نِعمةٌ هي وجود الآباء في حياتنا، فمن ذا الذي يعلمنا كيف نسير في درب الحياة؟! من ذا الذي كلما وقعنا كان كفه الأسرع في التقاطنا وكأن روحه هي الذي تتحرك؟! من ذا الذي يحملنا فوق أكتافه في كل مدارات الحياة؟!
«أبي هو حبي الأول رغمًا عن أنف الجميع»
سار قاسم خلف ابنته يجلسان في مكانٍ بعيدٍ عن الجميع، حتى استقرا كلاهما جوار بعضهما بعضا، جلس قاسم صامتا لم يتفوه بحرفٍ ينظر أمامه لأمواج البحر الثائرة _التي اشتدت مع الوقت_، والأخرى تحاول استجماع ما تود قوله بصعوبة فيبدو أن والدها ما زال جامدا من ناحيتها.
ترقرق الدمع في عينيها سريعا قبل التفوه بأي كلمة لـٰكنها تشجعت وأردفت في ندمٍ شديد:
" آسفة يا بابا.. "
لم ينظر لها قاسم وصمت لوهلة ثم سألها في جمود:
" آسفة على ايه؟! "
أخفضت رأسها أرضا ثم تحدثت بخفوت ولم تستطع رفع نظرها له مردفة:
" علشان اللي عملته يوم تخرج أخويا، أو عشان تهوري عموما وقلقتكم وأنا مش في بالي، أو أنا بنسى نفسي في الحوارات دي أوي، أنا آسفة والله كل مرة بتسبب في مصيبة وبتبقى كبيرة فعلا، فلو حضرتك شايف إن أنا مينفعش أدخل كلية لها علاقة بالتحقيق فحضرتك صح، المهم متزعلش مني، والله أنا مقدرتش أنام بقالي فترة بسبب حاجات كتير وأولهم زعلك مني، فأنا مستغنية عن كل حاجة بس متزعلش دا الأهم، وكدا كدا أبعد عادي عن التحقيق هو يعني آخر الدنيا!! "
اختنق صوتها في آخر جملتها، تنطق بما لا يريده قلبها، لـٰكنها لن تتمرد على والدها بسبب شيءٍ كهذا، وكل ما قابلها من ردة فعله هو الصمت فقط لبرهة، ثم سألها بنبرة هادئة معاتبة في باطنها:
" أنتِ بقالك كم يوم مجتيش تصالحيني يا آرام؟! "
نظرت له آرام وعينيها مليئة بالدموع مردفة باختناق:
" أربع أيام.. "
نظر لها والدها بملامح جامدة ثم أردف بنبرة قوية:
أنت تقرأ
لِّتَسْكُنُوٓا إِلَيْهَا
Narrativa generaleوالذي لم يحسَبَا حِسابَه: أن أطفالهم أصبحوا رجالًا، كبروا وترعرعوا وأدركوا الصواب من الخطأ.. والأدهى: وقعوا في فخ الحب..!