لِّتَسْكُنُوٓا إِلَيْهَا

مقدمة| مواعيد

مقدمة| مواعيد

تنظر بعيونٍ تحاكي الأسود إلى البدر المنير، لا تراهُ البدر الذي يعرفه الجميع، بل تراه وجه ذاك الرجل الذي لا ينظر لها ولا حتى لغيرها، وللحق هذا يريحها كثيرًا؛ لا يجب على فتاةٍ مثلها أن تقع أسيرةً للهوىٰ، لديها عهدين أمام الله تجعلها تمتنع عن الاسترسال في الهوى، ليست كشقيقتها التي ضحت بحُلمها لأجل عاشقٍ متيمٍ بأخرى، لا تبالي بتلك العَبرات التي تشق طريقها رافضةً لاستمامة عقلها، تكره الهوىٰ ومن يهوىٰ، تراه ضَعفًا ولا قوة فيه، إنه يسبب التراجع دائمًا في مدارات الحياة.

تنهدت بقوة لا تقوىٰ على قلبها، لـٰكنها تطمئن روحها بأن الله هو القوي العزيز، به تقوى وبه تمضي إلى دربها المحبب إليها، ابتسمت لهذه الخاطرة التي تجولت عبر أفكارها المشتتة، تنبهر بكم الراحة وكم المشاعر التي تغيرها طريقة التفكير، تشكر الله في قرارة نفسها على نعمةٍ عظيمةٍ كهذه لا يدركها الكثيرون.

هبطت إلى منزلها تستقبل أحضان توأمها وشقيقتها التي تشعر بها دون حديث، أردفت شقيقتها بحبٍ يقطر من عينيها:

" الجو برد يا روما، تعالي يلا ادخلي بسرعة "

يكفي صوت شقيقتها المريح وتلك النبرةِ الدافئةِ منها، تنسى بعدها الحبيب والعالم بأسره، وتبقى أسيرة أحضان توأمها الحبيبة...

  __________________________♡

ميعاد الرواية بأمر الله: يوم الأربعاء من كل أسبوع، بدايةً من الأربعاء القادم.

و.. دمتم في أمان الله