حل الليل ويدخل عمر الكافيه ويجد فتون بانتظاره، فيهمس عمر لنفسه متوعداً لصديقه اشرف قائلًا : ماشي يا اشرف بتدبسني
وجلس أمامها ليري ابتسامتها الرقيقة مع دموع خفيفة تظفر من عينيها وقالت : وحشتني يا عمر
-عمر : دلوقتي أنا المفروض جاي والاقي أشرف انتي بقي بتعملي ايه هنا
-صدمت فتون من رده والحده والجديه الذي يتحدث بها فقالت بحزن : أنت مش عايز تشوفني ؟ مضايق أنك معايا دلوقتي !
يرد ببرود مشاعر : نعم يا فتون عايزة ايه ؟
تستعجب ماذا يقول فتعقد حاجبيها في ضيق قائله : عايزه اطمن عليك من حقي أعرف فينك اليومين اللي فاتوا دول ، وحصل معاك ايه ، و ليه بعدت عني انا عملتلك ايه لكل ده ؟
-عمر بعصبيه : يوووه مش هنخلص من كنت فين ومع مين وليه هو انا هنا في زفت تحقيق
- : ااه تحقيق أنا من حقي اطمن على حبيبي ، انا مليش غيرك في الدنيا وانت عارف كده كويس .. ( وتسكت وتنظر بأعماقه وتقول ) : مالك يا حبيبي
-عمر يستنشق بعض الهواء ويخرجه في ضيق كاعتراض علي وجودها واسئلتها ولكن سكت قليلاً وقال : مخنوق شويه
- : من ايه طيب سمعاك احكيلي
عمر يسأل و علي وجهه الجديه : ليه يا فتون
- : ليه ايه يا عمر بالظبط ، انا مش فاهمه حاجه
-: ليه حبتيني رغم كل الناس بتكرهني وتبعد عني .. ليه شايفاني كل حاجه ليكي وأنا ولا حاجه أصلا .. ليه كل مره أشوف كل الحب والخوف ده في عينيكي وانا مستهلوش ... ليه رغم كل الحب اللي حبيته ليا وهي محبتنيش ، هو انا قصرت مع مريم في ايه علشان تمشي و تبيعني... ليه محدش فاهمني ولا حاسس بيا وكل حاجة غلط في غلط حتي حبنا غلط يا فتون ، انا مستهلش الحب ده
- : هششش أنا حاسة بيك وعارفه شعور أن اللي تحبه ميحبكش ويختار غيرك ده صعب وعارفه أنك بتمر بوحدة سواء من أهلك واصحابك بس اللي متأكده منه أني والله بحبك من كل قلبي وانك احسن راجل في الدنيا وان اللي بعد عنك والله خسر كتير ، مع الرغم انك كده قللت مني في انك في حياتي وبتتكلم عنها المفروض تكون نسيتها وانا دويت جرحك لكن الحقيقه أنه لا
-عمر يظل ساكتاً ولم يتقبل الحديث معها فقام من مجلسه قائلا : قومي يا فتون خليني اوصلك
ويدفع الفلوس المشروب الذي طلبته فتون قبل مجيء عمر
ولكن فتون رديت بحده و بصوت قوي : انا لسه مخلصتش كلامي علشان تقوم وتمشي ، انا مش جيباك هنا علشان اسمعك واعرف اللي جواك اللي مش مبرر علي هروبك وانك مش بترد عليا ولا حتي انك تطمني ، انا كمان ليا كلام محشور جوايا و لازم أقوله علشان نبقي صرحا
جلس وهو مجبور وزفر في ضيق فلم يرد بكلمة واحده
-اكلمت فتون قائلة : انت اتغيرت يا عمر واوي كمان ، انت واحد تاني غير اللي انا حبيته حتي في شخصيتك ، اهتمامك قل لا ده بقي منعدم ، انت تعرف انا بيجرالي ايه مع اهلي ؟ في بيتي ؟ في الجامعه ؟ انا كويسه ولا لا ؟ انت مش هاين عليك لحد دلوقتي تقولي انك اسف ع اهانتك ليا اخر مره وانك تخليني اجري وراك واسأل اصحابك واهلك انت فين ... انا مستهلش المعامله دي اصلا
- : اه انا اتغيرت عجبك ولا لا ؟ ويلا بقي علشان نمشي انا زهقت
-صُدمت فتون فكانت هذه الضربه الناسفه لتحطيمها ..
قام مسرعاً وخرج لسيارته ، اخذت تفكر وتشاور نفسها هل تسأله سؤالها الان ، وهي تعلم أن إجابة هذا السؤال ستغير مصير حياتها ولكن تشجعت لتخرج إليه وتركب سيارته واحل بينهم سكوت تام إلا أن سألته سؤالها : حبيتني أنا اكتر ولا هي يا عمر ؟
ونظراتهم تتطاير لبعضهما في صمت داهم وعمر ماضٍ في قيادته للسيارة فتعقب فتون قولها: ايه مش عارف ترد و تقول حبيتني أنا ولا هي ولا يمكن خايف تجرح مشاعري .... هو انت ساكت ليه حرام عليك انا بيجي في دماغي مليون سؤال دلوقتي .. هو انت اختارتني عشان تنساها طيب ... ولا بتضايقها بيا ... ولا أنت عايز تكون جنبي منظر ( فتفقد أعصابها تماما وبعصبيه تقول ) :
ما ترد عليا بقي .-يقف عمر السيارة مره واحده و يسكت قليلاً ويقول : أنا عايز نبعد فترة أنا مش عايز أظلمك معايا من الآخر ، وأنا حابب أكون لوحدي ، لما احتاج لوجودك هجيلك بنفسي ، أنا مش قادر أصدق أن في حب بجد يا فتون ... كله بيكدب علي كله واللي بيحب واحدة عشان خاطر جسمها واللي تحب واحد عشان خاطر فلوسه واللي يتجوزوا عشان المصالح تزيد بينهم ومفيش أمان موجود في اي علاقه .... فتون أنا بحبك اه بس ، ويسكت عمر و يغمض عينيه ويتعدل ويكمل قياده ويقول : أنا هقفل تليفوني وهغيب شوية ، مش محتاج قلقك عليا ولا خوف أنا مش صغير وعارف أنا بعمل ايه كويس ( بيرد وكأنه بيعطي أوامر لها واجبة التنفيذ بدون تردد )
وفتون كل هذا ساكته وناظره للشباك وعينيها مليئه بالدموع ، تتذكر ما حدث بعد رجوعها من الجامعه ..
Flash backدخلت إلي عمارة بيتها لتتصادم بعمها سلامه علي الدرج ، تثمرت في مكانها فلماذا اتي ؟ هل امها حالتها علي ما يرام ؟ ولكن عندها رأته حامل بعض الاشياء الثقيله تواجد الشك في قلبها و تسألت :
ايه اللي في الشنط دي ؟
لتسمع نواح و صراخ امها و هي تشكو الي الله و تدعي علي هذا المخلوق اللعين
-سلامه : نصيحه كفايه مشاكل علشان مدمركوش زياده
ودفعها ليعبر من أمامها وهي صعدت مسرعه ، تضطرب أنفاسها ، وصلت المنزل واخذت امها بين اضلعها لتهدأ من خفقات قلبها وتحاول أن تضبط أنفاسها إلي أن استقرت وقالت الام باكيه : اخد حاجة ابوكي يا فتون كلها ، الدهب و الميزان و الفواتير كأنه عارف البيت وحافظ كل شبر فيه ، اخد حق وتعب وشقي ابوكي منه لله
Backضغطت فتون على يديها بقوه لتغرس مخالبها في جلدها و تبدأ بارتجاف أطرافها ، ظلت هكذا حتي وصلت بيتها وتركها عمر ، فكانت تتنفس بصعوبه ، أطرافها أصبحت بارده ، كل ما يحيط بيها يدور ، فماذا سوف يحدث المره المقبله لقد خسرت حق والدها ، قلبها ، حبيبها فما الخساره القادمه ، فلم تعد أرجلها علي أن تحملها فسقطت أرضاً مغشياً عليها
يتبع ...
أنت تقرأ
عشقى الآمن ( مُكتملة )
Romantikفتاة تمر بظروف عائليه قاسيه ، تجد نفسها اسيره لحب مخطئ ، فكانت لا تملك إلا الرجاء و الدعاء لتتغير الأقدار