البارت الثاني عشر

37 8 37
                                    

صباح اليوم التاني في المستشفي كانت تفيق فتون وهي تشعر بالآلام في جسدها بالكامل ، فتحت عيناها بهدوء لتري امها ممسكة ليديها وتقبلها وهي تحمد الله علي سلامتها وأنها نجت من هذا المختل نفسياً وقالت : انتي كويسه يا حبيبتي طمنيني عليكي .
-ابتلعت فتون ريقها بصعوبه ، فقد كانت شفاتيها مثل الصخر لا حياة فيها ، جافه مشققه ، متورمه ، فقالت بصوت ضعيف و متقطع : عمل فيكي ايه يا ماما ، انتي بخير بجد .
- : بخير يا حبيبتي فوقي انتي بس و انا هحكيلك علي كل حاجه .

شردت فتون وهي تتذكر احمد الذي لم يتركها طول الليل ، فكانت تشعر به رغم لن تراه ، آفاقها بطلها المنقذ قائلاً : ايه بقي يا ستي هتفضلي نايمه كده كتير بطلي كسل ، يلا علشان تفطري ، وحاولي تظبطي نفسك كده علشان أشرف بره وعايز يطمن عليكي .
تبسمت بهدوء و هي تعتدل في جلستها وأصدرت بعض التأوهات قائله : مش عارفه من غيرك كنت عملت ايه ، متشكره بجد يا احمد .
وبعد دقايق دخل أشرف وزينب حاملين الورود إليها وبعد أن اطمئنوا علي صحتها هي وامها قال اشرف : هنعمل فيه ايه ، انت زي ما قولتلي وحابسه في شقتي القديمه .
-احمد : مش دلوقتي ، فيه مشوار هخلصه انا وفتون الليله ، وبعد كده نروق لأمه .
قالت الأم قلقه : مشوار ايه ده يا ابني ، يعني مينفعش المشوار ده يستني شويه لحد ما تقدر تمشي علي رجليها كويس .
-فتون : لا يا ماما حتي لو فيا ايه هروح مع احمد وهخلص الحوار ده ويرجعني ليكي متقلقيش .
-أشرف قائلاً : هو في ايه تاني انا معرفهوش ، من امتي وبتخبي يا احمد .
-احمد : قولتلك متتسرعش كل حاجه في آوانها .

وفي مساء اليوم و المكان المحدد بين فتون وعمر ،
يدخل عمر الكافيه وتكون فتون في انتظاره جالسه ، ثم تقول له : أنا محبيتش آجي وإيدي فاضية
ويدخل أحمد ويشاركهم الحديث ويرحب به عمر قائلاً : أهلًا ازيك يا أحمد ، بس ايه اللي جمعكم ببعض وايه اللي علي وشكم ده ؟! بس عاش من شافك يا صاحبي .... إيه اللي جابك فجأه كده ما أنت على طول بعيد خير في ايه ؟ وايه معلش اللي جمعك بخطيبتي ؟ هو في ايه انا مش فاهمهُ .
كان يتحدث وهو متوتر و كأنه قد كشف فصدم من رد فتون عليه
- : في أنك كداب و عمرك ما عرفت تحبني، في انك وجعت قلبي اللي حبك وانت متستهلوش ، في أنك ضحيت بيا عشان خاطر القرف اللي جواك أنا عايزة أعرف ليه ؟؟ عملتك ايه ؟ لييييه يا عمر !
-عمر : انا مش فاهم بتتكلمي على إيه، في إيه يا أحمد هي اتخبلت في مخها للدرجة .
- فتون : اتخبلت فعلًا عشان وثقت فيك وسلمتلك قلبي أنا على علم بكل كبيرة وصغيرة في حياتك بس قولت لنفسي معاكي هيتغير وهيبقي بني آدم بجد ، عمر انا مقصرتش معاك في اي حاجه لكن انت جيت عليا بكل حاجه أفعالك وكلامك وتصرفاتك ودلوقتي انت بجد خربت كل حاجه جوايا .
-احمد : ومتهيألي كويس إن محصلش بينكم حاجة رسمي اكتر من كده وانك وضحت كل اللي جواك ليها وطلعت اللي في قلبك كله ... سامحني يا صاحبي كل اللي على تليفونك صوت وصورة حتى كل شتاتك بقيت معايا ومع فتون ....بس أنت يا عمر اتضحك عليك لتاني مرة؛ مريم عمرها ما حبتك، مريم بتحب واحد تاني وأنت عارف هو مين ، بس هي بتكمل معاك عشان توجعه شوية فترة خصام مؤقتة يعني ( وأحمد يضحك ساخراً عليه ويقول ) يعني حق فتون اترد في نفس الوقت وزي ما خونتها مع واحدة متسواش ،ف نفس البنت راحت برضو خانتك واشترت فلوسك وفلوس أبوك وتلعب بعواطفك كام يوم على عكس فتون تمامًا اشترت قلبك وبس ، انت بيعت الغالي بالرخيص اللي زيك .

عشقى الآمن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن