البارت الحادي عشر

63 10 28
                                    

ومر عدة ايام دون أي حديث أو اتصال قائم بين كل من فتون وعمر وهو في دهشة من الأمر، ما الخطب؟ لماذا انقطعت الاتصالات منها ؟ فقرر الاتصال بها وكانت فتون في لحظتها منهمرة في البكاء ، ولكن حاولت إخفاء دموعها أثناء الرد عليه وبكل بساطة تقول:  ايه يا عمر
- : مالك قلقتيني عليكي بقالك تلت اربع ايام مختفيه ومش بتكلميني ولا بتيجي الجامعة
- : لا أبدًا بس تعبانة شوية وحابة أكون مع نفسي
- : صوتك مقلقني يا فتون ، في ايه انا مش ممكن اسيبك ، انتي مني يا بت وبحبك

وهنا بدأت دموعها تتساقط من جفونها وتدهشه بكلامها أنها قد أصيبت بسكين غدر قتلها  ( وبدأ صوتها يجهش بالبكاء ) وتكمل حديثها : بس أنا تمام كويسه وهقابلك بكرة ونتكلم يا عمر
- : اكيد يا حبيبتي، على فكرة أنتِ وحشتيني
-فتون مقاطعة حديثه قائله :
انا لازم أقفل يا عمر عشان ماما بتناديني .

وتنهي الاتصال في عجل وتبلغه في رسالة بمعاد المقابلة في الغد ، وما أن استقبلها عمر حتى حدث نفسه:  "هي مالها أول مره تبقي كده ، ده لما بيكون عندها أي مصيبة حتى لو حاجة صغيرة بتيجي وبتصدعني بيها ... وكمان مش عوايدها تقفل معايا عشان امها برضو ، فتون عُمر ما عدي عليها يوم غير وبتكلمني فيه ب ال٢٠ مرة وده غير كلامنا شات معقول عرفت حاجة؟؟ يا عم تعرف منين دي هبله وعلى نياتها قوي ، وبعدين وهي من امتى بتشك فيك أصلًا ولا بتاخد فونك والكلام ده وحتى لو عرفت عادي ما هيجي اليوم اكيد وهتعرف باللي فيها ، المهم أخلص من الهم ده بدري عشان أفضل لمريم طول عمري ووقتي .

في ذلك الحين فتون كانت مستلقيه علي فراشها مغمضة عينيها تبكي في صمت ، حتي سمعت نواح امها ، خرجت مسرعه لتتفاجئ بأبن عمتها محمود يحاول التهجم علي امها لتسقط أرضاً وهي في حالة اغماء ، اسرعت إلي امها وتحتضنها وهي تصرخ بأعلي حس لديها قائله : مااااااماااااا
كان ينظر إليها بتفحص ليري جمالها الذي كانت تخفيه وراء لبسها الشرعي فهي الان أمامه بمظهر آخر كالحوريات ، كان يبتسم وعلي وجهه معالم الشر كأنه شيطان متنكر في صورة بني آدم ، امسكها من خصلات شعرها قائلاً : متخافيش مش هتموت ، انا بس اديتها إبرة انسولين علشان يخلي ليا الجو بيكي يا بنت الخال .
وضع يديه علي فمها قبل أن تنطق بحرف واحد وحملها من خصرها ليدخل بيها غرفتها ، كانت تحرك أطرافها بسرعه حتي تفلت جسدها من بين يديه هذا المدنس ، قام بالقائها علي فراشها يحاول أن يثبت جسدها حتي ينعم بها ولكن توسلت إليه وهي تبكي وتصرخ قائله : حرام عليك والنبي سيبني في حالي ، انا عملتلك ايه متضيعش حياتي .
-: تؤتؤتؤ اهدي اهدي ليه كل الخوف ده ، انا طلبت اتجوزك وانتي رفضتي ، طول ما رفضتي هعمل اللي عايزه ُ بقي .
و صفعها علي وجهها بلكمة قويه ثم امسكها من شعرها مرة أخري قائلاً : اما بقي باللي حصل في الجامعه مع اللي اسمه احمد ده ف انا مبقاش راجل أن مجبتش خبرك في الليله دي .
وقاطعه رنة جوالها ف شعرت كأنه أحمد ف ضربته بقوه في اسفل بطنه وجرت حتي أمسكت محمولها وأجابت علي المتصل لتصرخ بقوه : الحقني يا احمد ، اطلب الإسعاف بسرعه لماما .

وقع منها الجوال بسبب محمود الذي أسقطها أرضاً ويضربها فتعالي صراخها الذي بغير فائده ف هي وحيده هي وامها في هذه العماره ، فلم يكن لها مأوي غير الله الان ليحررها من بين أيدي الظلم والفساد و الدناسه
- : انتي فاكره اني هسيبك ، ورحمة ابوكي لا في كل مره اشوفك فيها هندمك علي انك رفضتيني ، انا مش بشوف غيرك ، مش بحلم غير بيكي ، انتي ..انتي خافيه عني كل جمالك ده من سنين ، ها قوليلي
كانت فتون لا تجيب عليه فكانت تفقد الوعي تدريجياً ولكن كانت تشعر بما يفعله هذا الوغد فقد حملها بين يديه وانزلها علي فراشها و قال بحده : مكنتش عايز اعمل كده بس انتي اللي اجبرتيني
كانت فتون تحاول استدراجه بأنها غير قادره علي محاربته ، حتي بدأ يلامس عنقها ووجهها ذو الملمس الناعم حتي أمسكت فتون الزهريه التي بجانب فراشها وضربته ع رأسه بقوه بالغه ، فقد وعيه وسقط بجانبها ، حاولت فتون النهوض ومشيت خطوات بطيئه كأنها طفله تبدأ أن تتعلم ، سقطت لتزحف علي بطنها حتي وصلت إلي عبائتها سحبتها لتغطي جسمها النصف عاري ، فهي تعلم أن عشقها الآمن لن يتركها وتعلم أن الله يحبها فنجدها من بين يدي هذا الخائن للدين والشرف ، وخرجت إلي امها فرأت الابره الذي حنقها بقي فأمسكتها وهي ترتعش ولكن هذه ليست إبرة انسولين كما قال فما هذا إذن ، جلست راكعه لتجس نبض والدتها فعلمت انها حيه ترزق ، سجدت الي ربنا باكيه ، لم تعلم الوقت الذي مر ولكن كانت بدأت في شعورها بأنها لا تقدر علي التحمل أكثر من ذلك ، أغلقت عينيها ولا تعد تشعر بشيء.
في ظرف دقائق قليله كان وصل أحمد فهو علم مكانها من محمولها ، كسر الحاجز الذي يمنعه عن إنقاذ حبيبته فوجدها فاقده للوعي بجانب امها ، كان خلفه بعض الممرضين الذين قاموا بحمل والدة فتون ، وقام أحمد بحمل فتاته لتفتح عيونها بهدوء و تري أنها الان في أمان فهي معه ، قريبة لقلبه ، سامعه لأنفاسه ، نطقت بأسمه الذي اهتز قلبه حينها وكأنها نطقت باعلان الحب ، سقطت دموعها علي صدره ليرفعها إليه قليلا وكأنه يحتضنها هامساً لها : انا جنبك يا حبيبتي مش هسيبك والله .
وينزل بها لسيارة الإسعاف ويتحركوا للمستشفي .

يتبع…

عشقى الآمن ( مُكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن