ومر عدة ايام دون أي حديث أو اتصال قائم بين كل من فتون وعمر وهو في دهشة من الأمر، ما الخطب؟ لماذا انقطعت الاتصالات منها ؟ فقرر الاتصال بها وكانت فتون في لحظتها منهمرة في البكاء ، ولكن حاولت إخفاء دموعها أثناء الرد عليه وبكل بساطة تقول: ايه يا عمر
- : مالك قلقتيني عليكي بقالك تلت اربع ايام مختفيه ومش بتكلميني ولا بتيجي الجامعة
- : لا أبدًا بس تعبانة شوية وحابة أكون مع نفسي
- : صوتك مقلقني يا فتون ، في ايه انا مش ممكن اسيبك ، انتي مني يا بت وبحبكوهنا بدأت دموعها تتساقط من جفونها وتدهشه بكلامها أنها قد أصيبت بسكين غدر قتلها ( وبدأ صوتها يجهش بالبكاء ) وتكمل حديثها : بس أنا تمام كويسه وهقابلك بكرة ونتكلم يا عمر
- : اكيد يا حبيبتي، على فكرة أنتِ وحشتيني
-فتون مقاطعة حديثه قائله :
انا لازم أقفل يا عمر عشان ماما بتناديني .وتنهي الاتصال في عجل وتبلغه في رسالة بمعاد المقابلة في الغد ، وما أن استقبلها عمر حتى حدث نفسه: "هي مالها أول مره تبقي كده ، ده لما بيكون عندها أي مصيبة حتى لو حاجة صغيرة بتيجي وبتصدعني بيها ... وكمان مش عوايدها تقفل معايا عشان امها برضو ، فتون عُمر ما عدي عليها يوم غير وبتكلمني فيه ب ال٢٠ مرة وده غير كلامنا شات معقول عرفت حاجة؟؟ يا عم تعرف منين دي هبله وعلى نياتها قوي ، وبعدين وهي من امتى بتشك فيك أصلًا ولا بتاخد فونك والكلام ده وحتى لو عرفت عادي ما هيجي اليوم اكيد وهتعرف باللي فيها ، المهم أخلص من الهم ده بدري عشان أفضل لمريم طول عمري ووقتي .
في ذلك الحين فتون كانت مستلقيه علي فراشها مغمضة عينيها تبكي في صمت ، حتي سمعت نواح امها ، خرجت مسرعه لتتفاجئ بأبن عمتها محمود يحاول التهجم علي امها لتسقط أرضاً وهي في حالة اغماء ، اسرعت إلي امها وتحتضنها وهي تصرخ بأعلي حس لديها قائله : مااااااماااااا
كان ينظر إليها بتفحص ليري جمالها الذي كانت تخفيه وراء لبسها الشرعي فهي الان أمامه بمظهر آخر كالحوريات ، كان يبتسم وعلي وجهه معالم الشر كأنه شيطان متنكر في صورة بني آدم ، امسكها من خصلات شعرها قائلاً : متخافيش مش هتموت ، انا بس اديتها إبرة انسولين علشان يخلي ليا الجو بيكي يا بنت الخال .
وضع يديه علي فمها قبل أن تنطق بحرف واحد وحملها من خصرها ليدخل بيها غرفتها ، كانت تحرك أطرافها بسرعه حتي تفلت جسدها من بين يديه هذا المدنس ، قام بالقائها علي فراشها يحاول أن يثبت جسدها حتي ينعم بها ولكن توسلت إليه وهي تبكي وتصرخ قائله : حرام عليك والنبي سيبني في حالي ، انا عملتلك ايه متضيعش حياتي .
-: تؤتؤتؤ اهدي اهدي ليه كل الخوف ده ، انا طلبت اتجوزك وانتي رفضتي ، طول ما رفضتي هعمل اللي عايزه ُ بقي .
و صفعها علي وجهها بلكمة قويه ثم امسكها من شعرها مرة أخري قائلاً : اما بقي باللي حصل في الجامعه مع اللي اسمه احمد ده ف انا مبقاش راجل أن مجبتش خبرك في الليله دي .
وقاطعه رنة جوالها ف شعرت كأنه أحمد ف ضربته بقوه في اسفل بطنه وجرت حتي أمسكت محمولها وأجابت علي المتصل لتصرخ بقوه : الحقني يا احمد ، اطلب الإسعاف بسرعه لماما .وقع منها الجوال بسبب محمود الذي أسقطها أرضاً ويضربها فتعالي صراخها الذي بغير فائده ف هي وحيده هي وامها في هذه العماره ، فلم يكن لها مأوي غير الله الان ليحررها من بين أيدي الظلم والفساد و الدناسه
- : انتي فاكره اني هسيبك ، ورحمة ابوكي لا في كل مره اشوفك فيها هندمك علي انك رفضتيني ، انا مش بشوف غيرك ، مش بحلم غير بيكي ، انتي ..انتي خافيه عني كل جمالك ده من سنين ، ها قوليلي
كانت فتون لا تجيب عليه فكانت تفقد الوعي تدريجياً ولكن كانت تشعر بما يفعله هذا الوغد فقد حملها بين يديه وانزلها علي فراشها و قال بحده : مكنتش عايز اعمل كده بس انتي اللي اجبرتيني
كانت فتون تحاول استدراجه بأنها غير قادره علي محاربته ، حتي بدأ يلامس عنقها ووجهها ذو الملمس الناعم حتي أمسكت فتون الزهريه التي بجانب فراشها وضربته ع رأسه بقوه بالغه ، فقد وعيه وسقط بجانبها ، حاولت فتون النهوض ومشيت خطوات بطيئه كأنها طفله تبدأ أن تتعلم ، سقطت لتزحف علي بطنها حتي وصلت إلي عبائتها سحبتها لتغطي جسمها النصف عاري ، فهي تعلم أن عشقها الآمن لن يتركها وتعلم أن الله يحبها فنجدها من بين يدي هذا الخائن للدين والشرف ، وخرجت إلي امها فرأت الابره الذي حنقها بقي فأمسكتها وهي ترتعش ولكن هذه ليست إبرة انسولين كما قال فما هذا إذن ، جلست راكعه لتجس نبض والدتها فعلمت انها حيه ترزق ، سجدت الي ربنا باكيه ، لم تعلم الوقت الذي مر ولكن كانت بدأت في شعورها بأنها لا تقدر علي التحمل أكثر من ذلك ، أغلقت عينيها ولا تعد تشعر بشيء.
في ظرف دقائق قليله كان وصل أحمد فهو علم مكانها من محمولها ، كسر الحاجز الذي يمنعه عن إنقاذ حبيبته فوجدها فاقده للوعي بجانب امها ، كان خلفه بعض الممرضين الذين قاموا بحمل والدة فتون ، وقام أحمد بحمل فتاته لتفتح عيونها بهدوء و تري أنها الان في أمان فهي معه ، قريبة لقلبه ، سامعه لأنفاسه ، نطقت بأسمه الذي اهتز قلبه حينها وكأنها نطقت باعلان الحب ، سقطت دموعها علي صدره ليرفعها إليه قليلا وكأنه يحتضنها هامساً لها : انا جنبك يا حبيبتي مش هسيبك والله .
وينزل بها لسيارة الإسعاف ويتحركوا للمستشفي .يتبع…
أنت تقرأ
عشقى الآمن ( مُكتملة )
Romanceفتاة تمر بظروف عائليه قاسيه ، تجد نفسها اسيره لحب مخطئ ، فكانت لا تملك إلا الرجاء و الدعاء لتتغير الأقدار