البارت الرابع عشر

87 11 36
                                    

ومضى أسبوعان والجامعة لم تشهد حضور عمر ، بل كانت تشهد بقوة شخصية فتون من جديد و أن الألم يشفي بدخول السعاده داخل قلبها مع احبتها ، أصبحت علاقتها قوية مع الله عز و جل أكثر من قبل فقد كانت تشكره و تحمده علي ما حدث و ما سيحدث و أنها في فيض من النعم ، كانت لا تشعر بالذنب اتجاه عمر فقد أتمت وفائها للنهايه و لكن في قلبها كانت تمحو كل المشاعر اتجاههُ ، و بعد أيام إلا أنه قرر الذهاب إلى الجامعة مجددًًا ليفيق إلى حاله ..وها قد ذهب عمر إلى الجامعة ووجد صديقيه جالسين وفي خجل وانكسار اقترب منهما
-عمر : عاملين إيه
هم احمد بالرحيل إلا ان صديقه اشرف أمسك بيده واجبره على المكوث و الأنصات لعمر .
-احمد : سيب ايدي بس يا اشرف ، هو انت ليك عين تيجي قصادنا وتسأل علينا كمان يا بجاحتك .
-اشرف بحده وبصوت عال قليلا يقول : احمممد .... احنا في الأول والآخر بينا عشرة .
-احمد : عشرة إيه يا ابو عشرة أنت ، وهو اصلًا خان العشرة وخان الثقة والقلب اللي حبه سهل يجي في يوم يخسر اي حد فينا واحنا عمرنا ما قبلنا بالظلم نهائي وهو ظالم و أناني و بجح .
-وجد عمر نفسه غير مرغوب فقام بالرحيل ولكن ناداه اشرف قائلًا : اقعد يا عمر ده مكانك .. بقولك اقعد .
انصت عمر لأشرف وجلس واحمد يقذفه بوابل من النظرات المعبرة عن مدى بغضه وكرهه له ويسأله مستهجنًا : جاي ترجع ليها تاني ولا إيه؟ ولا تستعطفها ع أنها تسامحك ؟ ولا لا سمح الله قدرت قيمتها و جاي تعترف بحُبك من جديد .
-عمر : ولا اي حاجه من دول يا احمد ، انا بس عايز اتكلم معاها و اخلص ضميري .
ضحك أحمد ساخراً منه و هو يضرب كف علي كف و يحك مؤخرة رأسه قائلاً : ضميرك !! انت ب 100 وش ف بلاش جو الصعبنيات ده علشان حقيقي مش لايق عليك ، و فتون مبقيتش عايزاك ولا طايقه تشوفك سيبها تعيش حياتها بقي بعيد عنك ما صدقنا أنها باقيت احسن ، و اظن ان ده أبسط حقوقها بعد اللي عاشته .
-عمر : تعرف تنزلها النهاردة يا أشرف ؟! كلم زينب وقول إنك هتخرجهم وتعالي نتقابل كلنا.
_ أشرف : موافق.
ينظر أحمد لأشرف و هو الصدمه علي وجهه فصاح به و هو يضرب يده بقوه علي الطاوله ليقع كل ما عليها و يقول : موافق ع ايه انت ناوي ع أنها تبقي ليه تاني ولا عايز ايه فهمني ، و بعدين مين قالك أنها هتوافق ولا انا هسمح ب ده من اصلا .
وقف أشرف معتدل هيئته و ينظر لكل من أحمد و عمر و قال بجديه :
أولاً .. انا صاحب للاتنين دول يعني لا هخسر فتون علشان خاطر عمر ولا هخسر عمر علشان خاطر فتون .
ثانياً .. المفروض هما اللي ينهوا ده بينهم و بين بعض بكل احترام و زوق من غير تدخل حد فينا .
ثالثاً .. احنا هنبقي كلنا موجودين حتي لو من بعيد و لو هي رفضت تقابله ده حقها بس نكون عملنا اللي علينا للآخر من غير ما نقصر مع حد ولا نكسف حد .

ساد الصمت طويلاً حتي قرر احمد الانسحاب معلناً كلماته : اعفوني من الليلة دي انا مش هقدر أشوف ضعف ليها تاني .
وقام مسرعاً ليذهب من أمامهم .
-اشرف : متستغربش .. احمد أكتر واحد قريب ليها دلوقتي وشكله بيحبها يا عمر ... مش عارف إذا كنت هتضايق من ده ولا إيه بس دي الحقيقة انا شايف الحب في عين أحمد لفتون اكتر من اللي كنت بشوفه في عينك .... متزعلش مني يا صاحبي بس انت فعلًا ظلمتها وخسرتها .
-عمر : ساعدني اني اقعد معاها ونتكلم ارجوك يا اشرف أنا اول مرة أطلب منك طلب .
-اشرف يومأ رأسه بالموافقة .

وفي مساء اليوم بينما اجتمع الأطراف جميعهم في إحدى الكافيهات ( فتون وزينب واشرف) إذ بعمر داخلًا عليهم وسلم على الجميع ومد يده إلى فتون لكنها رفضت يده خائبة وما ان رأته حتى اسرعت راحلة من المكان على الفور وتغررت عيناها بالدموع ، ويومئ اشرف إليه ان يلحق بها ولم يتردد عمر وهرول خلفها مطالبًا إياها ان تسمح له بدقيقة تسمعه فيها فبكائها لا ينقطع أبدًا وهو يلح ويترجاها قائلًا:
فتون أنا آسف أنا حقيقي آسف ليكي على كل اللي عشتيه بسببي انا غلطان في حقك يا بنت الناس ، وانا مستاهلش قلبك ولا روحك عشان انتي نضيفة فعلًا ، انا لو بإيدي امسح كل حاجة في قلبك وعقلك من ناحيتي عشان تقدري تكملي باقي حياتك من بعدي هعملها ، ومش هتردد لحظة انا حاسس بوجعك يمكن انا كمان وجعي اصعب لاني ظالم ومظلوم في نفس الوقت ، انا كنت اتمنى اعيش حياتي كلها مع اهلي مش مع فلوسهم ، كنت اتمنى اعيش مع كل واحد فيهم منكونش بعاد كده ، كنت بحلم اكبر وسطهم واحس بحبهم لبعض ، كنت اتمنى الاقي صحاب عمري من بداية حياتي يحبوني مش مجرد مصلحة جيب يا عمر عربيتك نروح كذا وانا امشي وراهم عادي ولا كأني سواق خصوصي ليهم ، كنت اتمني مبقاش بالجشاعة اللي في قلبي دي بسببهم هما ، كنت اتمنى يوم ما آجي احب احب اللي تسعدني وتحافظ على اللي بينا بس انا عشان من يومي وكل الغلط معايا ربنا عاقبني أشد عقاب... وانتي عشان بنت حلال ربنا بعدك عني بس هتكملي من بعدي ، انا عارف ده كويس انا عايز اقولك ان احمد بيحبك لو رايدك فعلا اقبلي ابوس إيدك اقبلي وعيشي مع اللي يحبك من قلبه بجد ويعوضك عن كل يوم مقرف عشتيه وبلاش تعيشي مع اللي قلبك اختاره لأن عمره ما هيديكي نفس اللي بتديه ليه

-فتون تخرج عن الصمت اخيرًا وتقول : انا كنت بشوفك كل حاجة ليا ، حسيتك ابويا اللي اتحرمت منه ، وحسيتك ابني اللي بخاف عليه ... انت موتني وانت مش ملاحظ ده ... عايزه احضنك واترمي فيه واعيط واشتكي منك وعايزه اقتلك وانهش فيك من غير رحمة، تعرف أنت تستاهل إيه فعلًا؟..
ويقطع حديثهما صوت مذهل وفجأة تلطم يد فتون خد عمر بلا أي هوادة وتقول: أنا آسفه لنفسي أني حبيتك ، بس الحقيقه أنت أحقر بني آدم أنا شوفته في حياتي ، و كلامك و دموعك و وقفتك قدامي ولا تفرقلي ، انا من ساعة ما اكتشفت دناستك و انا والله دوست عليك بجزمتي مبقيتش شايفاك ، لكن اقولك ع حاجه .
صمت عمر مصغياً لها و هو مطاطي الرأس و يعتصر قلبه من كلماتها الهاجمه .
_ انت مثير للشفقه بجد ، و انا غلطانه اني فكرت و لو للحظه انك ممكن تكون نسيتها و جاي ليا علشان بتحبني .. تعرف انت عملتني ايه ؟ محطه .
ثم صمتت بعد أن رأت معالم وجهه تتغير و كأنها علمت بما كان يقصده قديماً ، ثم أكملت حديثها قائله : محطة انتظار لحد ما مرادك يدخل قلبك و تقفل عليه و تتمكن منه لولا تتحرك ، لكن لو مجاش مرادك اديك متونس في المحطه .... بص يا عمر انا عمري ما هقبل اني ابقي لعبه ساذجه في ايد حد حتي لو روحي فيه ، بس اطمن روحي باقيت بتقرف منك و قلبي بقي خايف لا يكون اتأثر بوجود حد زيك فيه .
وتدفعه من أمامها وتتركه وحده وتنصرف .

-كانت تشعر براحه وقتها ، فهي بكت ليس علي فراقه إنما علي ثقتها بالشخص الخطأ وانها فتحت له قلبها وما به من اسرار فانه خائن لأحلامها واسرارها ، وقفت شارده وهي تفكر ان تراسل هذا الشخص الغامض لأول مره ، أسرعت وهي تكتب علي لوحة المفاتيح و البسمه أضاءت وجهها قائله بالرسالة " مستنياك بكره الساعه 2 في كافيه ... عايزه اقولك حاجات كتيره مهمه وانا كمان حابه اسمعك "
اغلقت هاتفها وقالت : بكره يوم جديد بحكايه جديده ، واثقه فيك يارب انك هتعوضني اوي انا عشمانه فيك خير.
يتبع...

عشقى الآمن ( مُكتملة ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن