في بيت بسيط بمنطقة بولاق ابو العلا ، يدخل شابان طوال القامه ، مفتولين العضلات ، ع وجه كُلاً منهما الشحوب والحزن ، دخلوا البيت بهدوء وبدأوا بإلقاء التحية علي كل من داخل البيت حتي أن وصلا إلي والدة صديقتهم
-عمر : البقاء الله يا طنط ، شدي حيلك
-اشرف : الحقيقه احنا كنا عايزين نعزي فتون و نطمن عليها
-الأم : اوي اوي اتفضلواادخلتهم الام إلي ابنتها التي لا حول بها ولا قوة و كانت تحمل صورة والدها و ثيابه وتحتضن بهم و تستنشق رائحتهم
وقف عمر في مكانه يراقبها في صمت و بداخله حزن مفرط علي وضعها المؤلم ، انتبه من شروده و اقترب قريباً منها إلي أن وصل أمامها ، نظر لعيونها الحُمروين اللي كادت أن تخلع قلبه من صدره و لكن ما الذي بداخله ، ما هذا الشعور الذي لم يشعر به من قبل ، فأنه لا يعرف معني الفراق و لكن شعر بفقدان النعم وزوالها في وقت لا تحسب فيه اي شيء-بدأ اشرف الحديث معها قائلاً : انتي اقوي من كده ، الضعف مش ليكي ، انتي بمية راجل و قد اي ابتلاء ، و احنا عارفين انك هتتعافي و هتبقي زي الاول و احسن ، مش كده يا عمر ؟!
-تنهد عمر في ضيق واصبح صوته يكاد أن يبكي و لكن تحمحم و اغمض عينيه وهو يسحب من بين يديها اغراض والدها و قال : انتي ليه بتعذبي نفسك يا فتون ، ده عمره وده اللي ربنا كتبه ليكي وليه ، هو خلص رسالته واكيد منزلته احسن بكتير مما تتخيلي ، الله يرحمه تعب مع مرضه وصارع معاه ، ف ليه الدموع دي بدل ما تدعيله دلوقتي مش ده احسنله يا بت يا لمضه
-سقطت دموعها بحُرقه علي فراق حبيب عمرها و صديق أيامها و مأمنها ، فكم كانت تهوي حديثه معها ليلاً وانتظاره في كل وقت لتضحك معه ويشاغبها ، فلم تكن ابنته المدلله بل كانت حبيبته وصديقته الوفية خاصة في كل قراراته ، اخدت تصرخ بما في جوفها ، حتي أن أتت صديقتها و احتضنتها سريعاً واخدت تقرأ بصوت عالي بعض من الآيات القرآنية والرؤيه الشرعيه حتي أن هدأت تلك الصغيره بين احضان ونيسة عمرها ..
-اصبحت تتذكر آخر الكلمات بينها وبين آبيها وابتسمت في حزن وقالت : قالي خدي بالك من نفسك ومن امك ، كان عارف أنه هيمشي ويسيبنا لوحدنا وهو عالم بمكر الدنيا وان الناس غداره وهتنهش فينا ، مشي وسابنا لحالنا و ... وانا لسه معشتش اي حاجه معاه ولا ذكري لسه شهدها معايا
-قالت صديقتها زينب : لله ما أعطي ولله ما أخذ ، الله يأجرك في مصيبتك ويعينك و يبرد نارك ، وانا جنبك كلنا معاكي مش هنسيبك يا فتون انتي مش لوحدك
-نظرت فتون إلي صديقتها زينب وتبسمت في صمت لها وأمسكت يديها برفق وقالت : اكيد ده حتي بابا وصي عمر عليا قبل ما يموت ب 3 ايام ( و نظرت إليه و هي لا تعلم ما كان بينهما فلماذا عمر ؟! ) ، إلي أن أكملت حديثها قائله : اتمني تكون قد الوصيه علشان انا حقيقي عايزاكم جنبي في كل وقت ، انتوا اهلي اللي بجد و انا ماليش غيركم
أصبحوا يتحدثون عن صداقتهم ومحبتهم لبعض والذكريات التي جمعت بينهم منذ لقائهم الاول ، حتي برزت ملامح فتون السحريه وهي تبتسم بخجل رغم ما تعانيه ، إلا أنها مثل الاطفال الأبرياء و عيونها يُغرم بها الأحبة
انتهي مجلسهم وبعد أكثر من 3 شهور يجتمع عمر وأشرف من جديد ولكن دخل الحرم الجامعي ..
يتبع ...إن شاء الله ، يوم بعد يوم هيكون البارت جاهز ، اتمني منكم بس التفاعل و الدعم و رأيكم يهمني اكيد .
أنت تقرأ
عشقى الآمن ( مُكتملة )
Romanceفتاة تمر بظروف عائليه قاسيه ، تجد نفسها اسيره لحب مخطئ ، فكانت لا تملك إلا الرجاء و الدعاء لتتغير الأقدار