•8•

2 1 0
                                    

‎مع تقاربو السفن ، انتظر الأميرال اللحظة المناسبة و عطى ليهم اشارة ، لي خلاهم يقفزو للسفينة الاسبانية بحيت لامست سطح سفينتهم .. و من بينهم داميا كتحاول تتقن دورها من بعد ما لمحت جان في غرفة القيادة و عينيه مركزين مع كل القراصنة و خصوصا معاها!

‎التعليمات كانت واضحة ، يقتلو لي وقف أمامهم و الباقي غينتهي بيهم المطاف كعبيد من بعد ما كانو شخصيات ذات طابع مرموق في اسبانيا .. دقائق معدودة و الدم ملا أرضية السفينة الخشبية ، انحنات داميا مختبئة وراء أحد القراصنة من عيون جان جانزون و لامست الدماء بإيدها تا عمرت عاد مسحتها في لباس القراصنة لي لابساه تا تبان و كأنها حاربت بحالهم ..

‎و إنتهى بيهم المطاف بعدد لا يحصى من القتلى و عشرات الرهناء لي هبطوهم للمخزن و قيدوهم من بعد ما لمحو الطاعة في عيونهم ..

‎نزل جان جانزون من مركز القيادة بمشية الأمراء من بعد ما سالات المجزرة ، شاف في الأرجاء بتفحص و نظرة الرضى غلفت عينيه فاش شاف الدم في ملابس داميا و لمح خيالها هاز السكين ، في حين هي غير مسكتو لتشتيت انتباهو ..

‎الصمت كان مريب ، لذلك الصرخة الأنثوية لي دوات ترددت في جميع أرجاء السفينة بقوة خلات القراصنة يلتفتو كلهم لمصدر الصوت ..

‎بنت كتتفركل بين يدين زوج قراصنة ، وجها أحمر و حبات العرق متجمعة على جبهتها من المقاومة.. شعرها الأشقر الطويل في حالة هيجان و كأنو يعبر عن حالتها ، أما نظرتها فكانت كافية تخليك تتعرف على شخصيتها القوية و المناضلة..

‎وقفوها القراصنة أمام جان ، كتلهث بسبب التعب و لكن الإستسلام كأنو تمحى من قاموسها ، إلتفتت بحركة خفيفة في لمح البصر لاوية إيد أحدهم و دوزت السكينة لي ٱفتكتها منو على عنقو تا وقع جثة هامدة بدون حراك ..
‎دارت في نفس الثانية للقرصان الآخر و لكن إيد بارباروس لي جا أخيرا من المخزن منعتها ، ضربها بقوة على ظهرها بمرفقه تا ٱنحنات جالسة على ركبتها أمام جان و زير بقوة على إيدها تا وقع السكين ..

‎جان جانزون بنبرتو الخبيثة المعتادة : " اللبؤة عيات "

‎هزت راسها و أنفها كيسيل بالدم ، و جاوبتو بٱستفزاز : " خايف من بنت ، محمي بالقراصنة ديالك ؟ "

‎ضحك بفضاضة على إثر كلماتها ، دوى بنفس نبرتها : " عجبتني تيقتك في راسك ، يعني بغيتي تقولي نتي "" أشار عليها بٱستصغار و كأنها حشرة "" غتربحيني ؟ "

‎إبتسمت بعزيمة : " جربني ، كتعرف للسيف ؟ "

‎طلع بارباروس حاجبو مستنكر وقاحتها و زير على ظهرها تا تأوهوت : " قرصان و أميرال البحار مغيعرفش للسيف ، زربانة على موتك."

‎غمزو جان جانزون و نطق بهدود : " خليها تحلم " شاف فيها بحدة متسائل " شنو غنربح من هاذشي ؟ "

‎ما فكرتش زوج مرات ، جاوبتو بتيقة : " ما بغيتش نكون من العبيد ! ربحت غتخليني نمشي ، خسرت غنقدم ليك خدمة "

‎التزم الصمت للحظات ، و فجأة تعالات هتافات القراصنة فاش دار الأميرال إشارة لبارباروس تا يطلقها كدليل على موافقته و قبوله للتحدي!

‎وقفت بسرعة كتنفض في جلايلها فاش طلقها بارباروس ، خنزرت فيه بعيونها الفضية .. في حين تقدّم منها أحد القراصنة و قدم ليها سيف لامع ، حاد و دار نفس الشي لجان جانزون .. الا انو الفرق كان في سيف الأميرال لي كان كلو ذهبي و منقوش عليه بعض الكلمات بلغة غير مفهومة ..

‎اصطفو القراصنة دايرين حلقة محيطة بجان و البنت لي ما بانت عليها تا ذرة خوف ، و ٱبتدأت المصارعة القاسية تحت هتافات القراصنة و تصفيرهم كتشجيع لسيدهم الأميرال !

‎ما قدرش جان جانزون ينكر براعتها قي ٱستعمال السيف ، بحيت كانت تتستعملو بكل سلاسة موجهتو ليه في كل مرة بحركة مدروسة .. و لكن لي عاش حياتو كاملة كيقتل و نجح تا حكم جمهورية القراصنة المغاربة أقوى سلاح بحري مر عبر تاريخ القارة الأفريقية. مغغيدوزوش عليه بعض الحركات الخبيثة من فتاة كتوصل لكتفو..

‎هدفو كان واضح ، تفادي ضرباتها فقط ..
‎محاولش يسدد ليها أي ضربة بتا طرييقة ، و فعلا نجح في تحقيق هدفوو .. خلاها تتعب تا تخور قواها و جا دورو يدفعها ثمن تحدي الأميرال نفسو ..

‎ٱندفع نحوها بدون سابق انذار بضربات قوية و متتالية ، مراعاش بنيتها الضعيفة أو كونها فتاة في آخر الأمر .. كل همو يكسر ليها داك الغرور و الوقاحة لي تجرأت و دوات بيها معاه !

‎تصدمت من تحولو المفاجئ و رجعت خطوة للوراء في محاولة تا تجارييه و تتفادا ضرباتو ، و لكن محست غير بألم رهيب في إيدها لي شادة بيها السيف و الدم عمر ليها ملابسها في لحظات .. طاحت شادة كفها المجروح و هزت راسها كتشوف في جان جانزون و نظرة الإنتصار لي ترسمت على وجهو مع تعالي تصفيقات القراصنة .. سدت عينيها فاش حستو حاط السيف على رقبتها مستسلمة للواقع .. و لكن لحظات و دقائق و ما طرا والو ، تا فكرت لي يمكن قتلها و ما حست بوالو..

‎فتحت عينيها كتشوف في قرصان هيئتو هزييلة أو بالأحرى " داميا " واقفة أمام جان بكل ثقة .. شعرها كان مغطي بالرداء لي لابساه و طولها ظهر جد ساخر أمامو ..

‎ٱستغربت المدعاة " بيلامي " من جرأة هاذ القرصان و بقات على حالها كتشوف في صمت ..
‎تا تطرق لأذنها صوتو الرقيق مقارنة بباقي القراصنة .. و وخا الموقف مكانش يضحك الا أنو حكمتها هستيرية دالضحك فاش شافت محاولتو البائسة تا ينقذها و هو الا ضربو جان غير بٱيدو غيموت ليه ..

‎داميا :" سيادة الأميرال ، راه قالت غتقدم ليك خدمة ، سمعها في البداية ! "

‎امتعض جان جانزون من هاذ الجرأة ، رد ببعض الحدة :" الأميرال مكيحتاجش لخدمات العبيد ، بعد من الطريق .."

‎نبرتو الآمرة خلاتها تزير على ٱيدها و تتذكر أفعالو الشنيعة ، شافت بنظرة خاطفة في السيف و مكرهتش تحطو في قلبو .. و نظرتها مخفاتش أبدا على جان جانزون .. ٱبتسم على جنب ، و توسعت إبتسامتو أكثر من بعد كلمات هاذ القرصان الساجذة ..

‎داميا :" مثل ما قلت ، ما تلوثش إيدك بالعبيد .. شكون يعرف ممكن تفيدك ؟"

‎نطق جان جانزون بهدوء بعد تفكير مطول : " عجبني تفكيرك ! عندك الحق مغنلوثش إيدي .." مد ليها السيف بخبث " نتا لي غتلوث إيدك ! "

أسياد البحارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن