٢٨- حلم و لا علم ؟

758 65 161
                                    


* بعض الناس يرون الأشياء كما هي ويتساءلون لماذا، وآخرون يحلمون بأشياءٍ لم تكن أبداً ويتسألون لم لا ،

* لكن تظل الحقيقة دائماً أغرب من الخيال 🕊

اللهم صلي و سلم و بارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ❤

------------------

راقبت الموقف منذ بدايته للنهاية و قلبها يؤلمها بعنف على الطرفين، لا تعرف أ تذهب و تعانقه بشدة تعبر له عن مدى جنون اشتياقها لكل فعل تافه يصدر منه أم تواسي تلك الواقفة تحت هول الصدمة تشعر كأن أكسجين الدنيا اختفى فجأة،

غلبتها عاطفتها و اشتياقها لأخيها فخرجت سريعًا خلفه تسبقها دموعها التي لا تعرف أهي فرحة لرؤيته بعد تلك السنوات القاسية أم حزن لما حدث معه أم عجز من عقلها عن استيعاب وجوده هنا فأخرجه في صورة دموع تأبى التوقف.....

بينما هو يمشي بالقصر بخطوات سريعة كأنه يحارب نفسه كي لا يعود، وجهه جامد ليس به معلم واحد من معالم الحياة على أتم الاستعداد للمغادرة و ترك هذا العالم للأبد، حتى إلتقى بذلك الرجل ذو الزي الملكي و الذي لم يكن سوى الحاكم محمد الذي وقف مصدوم يطالع مختار بعدم تصديق لوجوده بالمملكة، فابتسم له مختار بسمة لم تصل لعينيه و اقترب منه ببطئ مميت قائلًا بكره: " اشبع بالمملكة و بنتك عليها هدية يا.... خالي "

ثم أكمل طريقه بثبات تام و الحاكم واقف كما هو لم يسعفه الوقت لإظهار ردة فعل واحدة، حتى جرى نحوه طفل صغير قائلا بلهفة: " جدي جدي... هل ذلك الرجل هو خالي عدنان؟.... هو نفس الرجل بالصورة مع أمي.... "

لم يجب الحاكم بأية كلمة فتركه حفيده و أكمل ركضه خلف مختار الذي إلتقى بفيكتور بالخارج و قال ببرود أقرب للغضب: " رجعني "

و قبل أي استفسار من فيكتور كان الصغير قد تدخل و أمسك بساق مختار قائلا بحماس: " خالي.... ألم تعرفني... أنا عدنان..... "

أخيرا نجح الصغير في فك ملامح مختار الباردة فنزل لمستوى الطفل و أردف ببعض اللين: " انت تعرفني يا حبيبي "

رد الطفل بأعين متسعة و نبرة تأكيدية: " بالطبع......انظر أمتلك أعين تشبه عينيك تمامًا.... أبي قال أن أمي كانت تحملق في صورتك كثيرًا فأصبحت أشبهك "

ثم وضع يده الصغيرة على رقبته و هو يخرج قلادة رقيقة قائلًا بإبتسامة بريئة: " أنت الذي هنا بجوار أمي "

كانت مجرد كلمات متعلثمة من طفل على وشك إتمام الخامسة لكن هل تعلموا شعور الزهول الذي يتحول للهدوء الشديد من قوته، كان هذا وضع مختار و هو يطالع القلادة برقبة الصغير بأعين أدمعت فجأة لا اراديًا،

و بكل دهشة استقام و أخذ يتراجع للخلف عدة خطوات و عينيه الدامعة لا تفارق القلادة، فقط خلايا وجهه تتحرك بحركات مترددة كأنه يجهل التعبير المناسب للموقف فنظر لفيكتور الذي ابتلع ريقه بتوتر و صمت.... ليكتمل زهوله و صدمته بل انهياره بصوتها الباكي من عنف المشاعر خلفه تقول: " عايز تيجي و تمشي من غير ما تشوفني "

نصفي الآخر من عالم آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن