٢٤- مشاكل مزدوجة

826 69 90
                                    

" من أجمل ما قاله الشافعي:

وتضيقُ دُنيانا فنحسَبُ أَنَّنا سنموت يأسًا أو نموت نحيبا

وإذا بلطف الله يَهْطُلُ فجأةً يُربِّي مِنَ اليَبَسِ الفُتات قلوبا

قُل للذي ملأ التشاؤم قلبه ومضى يُضيقُ حولنا الآفاقا

سر السعادة حسن ظنك بالذي خلق الحياة وقسم الأرزاقا ❤

صلوا على خير الأنام ❤

-----------------

" كان يوم ميلاد مختار و ياسمين ال ٢٥.... كنا بنحتفل عادي لحد ما راشد بعتلي رسالة إنه عايز يشوفني ضروري و قالي ما أقولش لحد و إنه عاملي مفاجأة.... استغربت انه هنا عشان المفروض هو و أخته كانوا مسافرين لناس قرايبهم و ماقدروش يحضروا.... طبعًا اتوترت و ماكنتش عارفة هروح ازاي و أسيب العيلة،

صمتت فريدة فجأة و ابتسمت بحزن عميق ثم أكملت: ياسمين بطبيعتها كانت بتفهمنا كلنا من نظراتنا... بجانب إنها كانت الأخت الكبيرة بس كمان دارسة علم نفس و متخصصة في المجال.... سألتني على اللي موترني و ماقدرتش أخبي عليها و أصرت تيجي معايا.... أخدنا عربيتها و روحنا المكان اللي راشد عطاني عنوانه.... كانت شقة في عمارة قديمة و تقريبًا مش مسكونة.... استغربنا جدا و فكرنا العنوان غلط.... بس نزلنا نتأكد.... و فعلًا وصلنا للشقة اللي قال عليها كانت في الدور الأول.... خبطنا و فتح على طول كان ملهوف و مستعجل و كان لابس نضارة سودة، أول ما شاف ياسمين اتصدم كدة و ملامحه اتغيرت و بصلي كأنه بيسألني ليه جبتها معايا.... بس قبل ما أفسر أي حاجة سحبنا احنا الاتنين لجوة...

و لما دخلنا مفزوعين من رد فعله اتصدمنا بجد و احنا شايفين عصابة كاملة معاهم مواد غريبة اللي طبعًا كانت ممنوعات.... ما فهمناش حاجة و هو شال النضارة و اكتشفنا انه فقد عينه اتفزعت عليه بس فجأة مختار اتصل بياسمين و بشكل عفوي ردت على طول خصوصًا اننا خوفنا أوي.... قبل ما تتكلم كان راشد خطف منها التليفون و قال لمختار الجملة اللي فهمنا منها احنا فين بالظبط.... وقتها عرفت ان جوزي المحاسب المحترم تاجر مخد*رات....

قاله... اخواتك معايا غلطان إنك ماحذرتهومش من بدري بعد ما اكتشفت حقيقتي و قاله لو حد اعترض طريقي لحد ما أخرج برة البلد مش هتشوف اخواتك تاني.... ياسمين كانت قوية و ثابتة على عكسي في الوقت ده..... بدأت تهدده يسيبنا و مسكتني من ايدي عشان نخرج... أنا كنت حاسة إني مصدومة و دايخة و مرة واحدة ما أعرفش حصل ايه.... ماعرفش.. ما حستش بنفسي غير و أنا قدام باب الشقة....

( بدأت تبكي و هي تتذكر الواقعة ثم أكملت بصوت ضعيف) و الشقة كانت بتولع.... ياسمين كانت جوه و باسل بيصرخ عليها.... ماكنتش عارفة جه ازاي؟ .... هو قالي بعد كدة انه مشى ورانا و لما وصل كان راشد هرب و أنا كنت برا الشقة و ياسمين جوه ( ثم بكت بعنف أكبر).... الشقة ولعت و هي جوة..... المطافي جت متأخر و مختار كمان جه متأخر... و باسل اتأذى كتير من النار بس ما عرفش يدخل.... أنا كنت منهارة... و باسل كان بيصرخ على ياسمين و مش عارف يعمل حاجة..... بعدها أغمى عليا تاني و جالي انهيار عصبي حاد و دخلت المستشفى فترة و باسل فقد النطق حوالي سنة و نص و برضو ما سابنيش.... حتى مختار ماحملنيش الذنب... و رغم انهياره و العتاب اللي اتوجهله من الكل إلا إنه ما سابنيش لحظة لحد ما بقيت كويسة.... "

نصفي الآخر من عالم آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن