كان معاذ شاردا أمامه يفكر فقال صديقه ذو الملامح العادية ؛ عيون سوداء وشعر كذلك وبشرة قمحية :
"شايل طاجن ستك ليه ؟"
انتبه له معاذ ثم قال بلامبالاة :
"لا ، مفيش"
تحدث صديقه إيهاب بجدية :
"معاذ ، اتكلم معايا بالي جواك ، مالك ؟ حالك مش عاجبني ، وبعدين احنا هنتخرج بكره يعني المفروض تكون فرحان مش يكون بوزك واصل للأرض كده"
تنهد معاذ بهم ثم قال بضيق :
"طيب ياترى تاريخ بكره مش بيفكرك بحاجه ؟"
عقد إيهاب حاجبيه بعدم فهم ثم أخرج هاتفه ثم فتحه ونظر للتاريخ ثم أعاد نظره لـ معاذ الذي نظر أمامه مجددا بهم ، ثم قال :
"بكره 18/8 ، ماله التاريخ ؟"
تنهد معاذ ثم رد :
"بكره ذكرى وفاة إياد الـ 16"
ثم أبتسم بسخرية وحزن وألم :
"16 سنه مش عارفين نرجع عيلة عادية ، 16 سنه انا بعاني من غلطة كانت من غير قصدي"
نظر له إيهاب بحزن ثم ربت على كتفه فقال معاذ بصوت مبحوح :
"طفل .. مجرد طفل مش فاهم هو بيعمل ايه ... ليه بقى الطفل ده يفضل يتعاقب على الغلطة دي لحد ما كبر وبقى عنده 22 سنه وخلاص بيتخرج ؟!!"
قال إيهاب بحزن وأسى :
"عارف يا صاحبي إن كلامي مش هيفيدك بحاجة بس عوض ربنا قريب اوي ، هيعوضك عن كل حاجه ، عن حزنك ، وجعك ، ألمك ، هيعوضك عن كل حاجه ، (إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) في سوره المؤمنين آية 111 ويمكن يا سيدي الآية دي تكون من نصيبك في يوم من الأيام ، اكيد ربنا هيجازيك على كل حاجه لكن الوقت ، مجرد وقت"
أبتسم معاذ براحة ثم قال ببسمة بسيطة :
"شكرا يا إيهاب ، كلامك بيفيدني حقيقي"
غمز له إيهاب بمشاكسة :
"احنا تحت امر السيد معاذ"
ضحك معاذ ثم وكزه في ذراعه :
"انت تنح والله ، عواطف واحاسيس وانت تنح بردو"
ثم مد يده يأخذ هاتفه من على الطاولة التي يجلسون عليها في المقهى ثم نهض وأخذ رشفة من كوب العصير الموضوع على الطاولة ذاتها ثم قال :
"مع السلامه"
"رايح فين ؟"
ضحك معاذ ثم رد مازحا :
"اي حتة بعيد عنك ، هروح البيت ، تيجي ؟"
ضحك إيهاب ثم رد مشاكسا :
"لا هيبقى كتير عليا اشوفك النهارده وكمان بكره في حفله التخرج"
ضحك معاذ ثم لوح له فبادله إيهاب فذهب هو ثم ركب دراجته ثم ذهب متجها نحو المنزل
أنت تقرأ
ماذا لو عُدتُ معتذرا ؟
Mystery / Thrillerالجرائم انواعها لا تعد ولا تحصى ولكن جريمتها كانت القتل ....