كان يوسف جالسا على طرف الفراش الذي أصبح مكانا له في تلك الزنزانة القذرة
ينظر للرجال بها بمقت واشمئزاز وهو يرى أحدهم يضع إصبعه في أنفه ويحركه باستمتاع ثم نقل نظره للآخر الذي وضع إصبعه في كأس الشاي الخاص به ويقلبه ثم الآخر الذي كان نائما على الأرضية واضعا قدم فوق الأخرى ويقرأ الأخبار اليومية
زفر يوسف بضيق وقرف ثم نهض وسار ناحية الباب ونظر من الفتحة الصغيرة التي كانت بالباب الحديدي ثم نظر للعسكري الذي يقف أمام الباب ثم نادى قائلا :
"يا اسطى عايز اروح زنزانة تانية مش هستحمل القعدة في القذارة والقرف الي هنا ده."
انتبه له العسكري ثم قال بإستخفاف وهو ينظر له من أعلى لإسفل :
"هتتنك علينا كمان، اقعد مكانك."
نظر له يوسف بحنق وامتعاض ثم قال بفحيح :
"ماشي."
استدار يوسف ليدخل فأصطدم به رجلا عن عمد فأدرك يوسف من هيئته الغريبة ذو الندبات المنتشرة في كل جزء فى وجهه تقريبا إنه ليس بشخصا ذو نية طيبة وأنه لا يريد الجدال معه لإختلاق مشاجرة يستطيع إخراج ما يكبته فى داخله به ، فنظر يوسف داخل عينيه السوداء التي كانت تنظر كأسد وجدت فريسته بعد جوع دام لفترة طويلة وكان يحك وجنتيه بطرف سكينته الصغيرة نوعا ما متشدقا :
"قصدك ايه بقذارة وقرف يا حلو انت"
نظر له يوسف باشمئزاز ثم قال مبتسما قاصدا إثارة حنقه :
"خدلك ساتر علشان مزعلكش، انت متعرفنيش فخليك بعيد احسن لك"
ثم ابتعد ذاهبا لفراشه ثم جلس عليه غير عابئا بما يدور حوله فإذا اهتم فسيخرج مجنوناً من هذا المكان حتماً
_________________________
كان نادر يسير مقتربا من باب المشفى حاملا معه بعض الأكياس البلاستيكية المحتوية على بعض الكعكات الجاهزة والعصائر المعلبة وزجاجات المياه وكيس آخر صغيرا كان يوجد به بعض الأدوية
دلف نادر إلى المشفى بدخوله قرع رنين هاتفه فنقل الكيس الذي كان في يده اليمنى إلى يده اليسرى ثم أخرج الهاتف بيده اليمنى ثم نظر للاسم باستغراب فكان رقم غير مسجل ثم ضغط على زر الرد وأجاب :
"السلام عليكم مين معايا؟"
أتاه صوتها تقول وبنبرة أوشكت على البكاء :
"أنا تالين يا نادر، نادر أنا اتقبض عليا ومحتاجاك ضروري. أنا في القاهرة ومعرفش اي محامي وانت كنت قولت ان انت خريج حقوق ... نادر ممكن تيجي"
كان حديثها بالكامل غريبا بالنسبة له لا يفهم ماذا سيفعل الآن أو ماذا يجدر به فعله فتساءل باستغراب :
"ازاي يعني؟!! وبتكلميني ازاي؟ انا مش فاهم حاجه ... أنتِ في القاهرة ازاي؟!"
"واحدة مهربة تليفون في الزنزانة وانا اخدته منها اكلمك علشان زينب معهاش رقمك... نادر أنا معيش وقت اشرح لك علشان ممكن حد يشوف التليفون بس المهم انك....."
أنت تقرأ
ماذا لو عُدتُ معتذرا ؟
Mystery / Thrillerالجرائم انواعها لا تعد ولا تحصى ولكن جريمتها كانت القتل ....