دماء متشابكة

21 9 4
                                    

"عندما يُقتل الأمل، يكون الانتقام هو السبيل الوحيد للنجاة."

                                                                             .

                                                                             .

كانت الأرشيدوقة تمشي في أروقة القصر تسترجع ذكرياتها في هذا المكان قبل نفيها ... هي بريئة من التهمة و الإمبراطور يعلم ذلك جيدا ... لكنه قرر نفيها خوفا على منصبه ... في ذلك الوقت ماتت الإمبراطورة السابقة سيليستيا أوريليا ديل ديفيل والدة سيرافينا ... و لخوفه من أن تأخذ ميريليندا العرش بدلا من شقيقتها أصدر أمرا بنفيها بحجة محاولة قتل نيفيريتا و كالانسيا ... و الآن و قد عادت بعد كل هذه السنوات... يجب أن تتأقلم مع الوضع مرة أخرى ...  كانت تمشي بشرود في الظلام... لكنها لم تحتج مصباحا لتنير الطريق ... هم مصاصو دماء ... هم معتادون على الظلام أكثر من النور كما أن نور الشمس لا تحرقهم كما في الأساطير

توقفت عن شرودها في اللوحات المعلقة في الجدار ... أحدها لوحة والدتها و الأخرى صورة شقيقتها في صغرها ... قصر النجوم يضع فقط لوحات لورثة العرش ... و قريبا ستوضع صورة سيرافينا رفقتهم ... جذب انتباهها ضوء خافت صادر من غرفة سيرافينا فتنهدت بحسرة

هي لم تر سيرافينا لم تنم لحظة واحدة منذ عودتها وقد مر أسبوعان من الحفلة ... سألت الخادمة التي تدعى آنا ... ابنة مربيتها السابقة عن الأمر وقد قالت أن سيرافينا لم تنم أبدا و هي الآن تعيش حرفيا في غرفة مكتبها ... تعمل دائما بدون توقف و تتخطى وجباتها ... إلا الوجبات التي تحضرها مع الأسرة الملكية و أحيانا تأكل معهم من أجل إبنة المركيز رانيا ... لذا أخذت نفسا عميقا و اقتربت من الغرفة ثم طرقت الباب بخفة و دخلت

رفعت سيرافينا رأسها لترى هوية الطارق ثم نقلت نظرها للساعة المعلقة في الحائط ... لقد تجاوز الوقت منتصف الليل

"ما الأمر خالتي ؟"

"ألا يمكنك إكمال عملك في الغد ؟ ... منذ عودتي لم أرك تنامين لحظة واحدة ... أنا قلقة عليك "

"أنا بخير خالتي .. لا داعي للقلق"

"متى آخر مرة نمت فيها ؟"

"قبل لقائك في عالم البشر ... تسممت بزهرة الدماء فاضطررت للنوم من أجل العلاج"

"و قبلها ؟"

فكرت قليلا ثم أجابت بصدق "قبل تسع سنوات أعتقد "

"سأسألك سؤالا ... أريد إجابة واضحة"

"تفضلي"

"ما حدث قبل تسع سنوات ؟ لا أحد يعلم مهما سألت ... ما سبب ذهابك لعالم البشر كل هذا الوقت ؟"

توقفت عن الكتابة فرمت الريشة فوق المكتب و أجابت ببرود

"لا داعي لتعرفي ذلك خالتي ... ليس أمرا عليك القلق بشأنه"

The Forgotten loveحيث تعيش القصص. اكتشف الآن