ريتشارد وقف أمام شاشة الكمبيوتر، يراقب نتيجة الفحص وكأنه يبحث عن شيء لا يمكن العثور عليه. العبارة "إيجابي" كانت مكتوبة بوضوح، وكأنها تثبت وجود رابط دم بين داميان وبروس. كانت لحظة صمت تسود المكان، لكن داخله كانت هناك
عاصفة من المشاعر.داميان كان يقف بقربه، عينيه متسعة قليلاً وهو يحاول أن يفهم ما يحدث. من جهة، كان يشعر بالارتياح لأنه قد أثبت أنه ابن بروس، ولكن من جهة أخرى، كان هناك ذلك الفراغ الكبير. كيف يمكن أن ينتمي إلى رجل لم يعرفه قط؟
جايسون، الذي كان يجلس على الطاولة بجانب الكمبيوتر، كان يحدق في داميان بعيون مليئة بالريبة والشك. "إذن، أنت حقًا ابنه..." قال جايسون بصوت هادئ لكنه كان يحمل طابعاً ساخراً.
"أجل، وأتمنى أن تُعاملني كما تعاملت مع والدي" رد داميان بحدة، واضعًا يداه على جانبيه كما لو كان مستعدًا للدفاع عن نفسه.
ريتشارد لم يلتفت إليهم، لم يكن لديه الوقت أو الطاقة للدخول في جدال آخر. مشاعر الفقد والانكسار كانت تتغلغل في كل جزء من كيانه. كيف يمكن أن يتعامل مع وجود طفل يُفترض أنه شقيقه، بينما كان بالكاد يستطيع التعامل مع ذاته؟
"إذن، ماذا ستفعل الآن؟" سأل جايسون، محاولًا كسر حاجز الصمت المزعج.
ريتشارد تنفس بعمق وأدار كرسيه ليواجه الاثنين. "سأخبر ألفريد بالأمر. وسنقرر بعد ذلك ما يجب فعله."
"أخبر ألفريد؟ وماذا بعد؟" جايسون لم يكن راضياً بالإجابة.
"لا أعرف، جايسون!" صرخ ريتشارد بغضب غير متوقع، لكن سرعان ما هدأ صوته. "لا أعرف... كل هذا جديد بالنسبة لي. بروس لم يخبرنا أبداً... لم يخبرني أبداً."
داميان كان يراقب بصمت، شعوره بالإحباط كان واضحًا. "لم يكن لدي خيار. أمي... أمي أرادت مني أن آتي إلى هنا. قالت إن هذا هو منزلي."
ريتشارد نظر إلى داميان للحظة، شعور مزيج من التعاطف والارتباك يجتاحه. "هذا المكان... كان منزلاً، لكنني لست متأكدًا بعد الآن."
"ماذا تعني؟" سأل داميان بصوت منخفض، وكأنه يخشى الإجابة.
"أنا لا أعرف إن كان هذا المكان يمكن أن يكون منزلاً لأي منا بعد الآن. بروس رحل، وكل شيء تغير."
لحظات الصمت عادت، الجميع غارق في أفكارهم الخاصة. ثم، في النهاية، تحرك ريتشارد باتجاه المخرج. "تعال، داميان. دعنا نذهب إلى ألفريد."
داميان تبع ريتشارد بصمت، وجايسون بقي مكانه للحظة، قبل أن يلحق بهما. لم يكن يعرف ما الذي ينتظرهم، لكنه كان يعرف شيئًا واحدًا: عائلة باتمان لم تعد كما كانت، والأشياء ستزداد تعقيدًا قبل أن تتحسن.
صوت خطواتهم يتردد في ممرات الكهف، حيث أصبح كل شيء أكثر برودة وغموضًا..
..ريتشارد قاد داميان عبر الممرات المظلمة في الكهف، وأصوات المعدات والأجهزة حولهم تصدر أصواتًا خافتة، وكأنها تهمس بذكريات قديمة. الكهف كان مكانًا مليئًا بالذكريات لكل منهم، مكانًا شهد الكثير من الأوقات العصيبة والانتصارات المؤلمة. لكن الآن، كل شيء يبدو مختلفًا؛ كما لو أن هذا المكان كان يحمل عبئًا أكبر مما يمكنهم تحمله.
أنت تقرأ
Bruce&Dick stories{ARB}
Fanfictionبعد مقتل جون جرايسون وماري لويد ينتهي المطاف بإبنهم ريتشارد تحت رعاية الملياردير الشهير بروس واين