الفصل الثامن والعشرون
في لمح البصر
ما خلق حين خلق، خلق في سبع أيام، ليعلم الإنسان الصبر ويتعلم ويأخذ العبرة والعظة ولكن من كان يحمل في قلبه نور من إيمان، يعلم أن صاحب الكون حين خلق ليس بمعجز أن يقول كن فيكون، وهكذا أحولنا تمضي سنوات صبر، حتي يأذن صاحب الملك للشيء فيكون كما يشاء هو وللخير فينا، يقضي متي يقضي كل الأمور خيرة، فإن تسأل كيف حدث من حدث في السابق ، فهذا إجابتي وهي نفسها في القادم
...............
كانت حسناء تجهز المنزل وتساعدها سمية وقالت وهي تهني تجهيز البخور : سأذهب لإيقاظ يعقوب، وأعود سمية
وافقتها وقالت : خذني أري ماذا رقية أم سرقها الوقت مع القطط وأنظر لها جهزت خديجة
وصعدوا معا، ولأن غرفة يعقوب القديمة في نفس الطرقة، وما كادوا يفترقان حتي سمعوا صوت ضحك ونظروا لبعض بذهول، والصوت يقول : هيا أيها الدب الكسول ستفوتك الصلاة
وهو يركض خلفها قائلا : تعالي أيتها المصابة،خطوات مثل البط علي كل جنب قليل
لوحت حسناء بيدها قائلة بعدم تصديق : أستغفر الله العظيم، هل كنا ننام علي أذننا شهرا أم ماذا
وهنا خرج يعقوب وهو يجذب يد خديجة قائلا : أريد أن اتأكد من حصتي من الكعك التي تعدينه
وفتح الباب فوجد ما وجد، فتراجع بصدمة وخجل وقال : صباح الخير، عيد مبارك يا جماعة
نظرات أمه المتعجبة التي تقيم الوضع بتعجب، والصبهاء التي تشعر بالخجل من الموقف، لتقول حسناء وهي تربت علي كتفه : جدك و أباك أيها الدب الكسول لا تتأخر عليهما
سعل يعقوب بحرج وقال وهو يغادر : سألحق بهم حالا
وطبع قبلة علي خد أمه قائلا :عيد مبارك أم يعقوب،يا حماتي
دفعته وهي تقوله : ألم تشبع، أستغفر الله العظيم، ونظرت لخديجة وهي تضع يدها على وسطها : عيد مبارك زوجة إبني، شرفينا في تحضيرات العيد
لتحك خديجة عنقها بخجل وهي تتحرك قائلة : حالا خالتي
وبعدما ذهبا انفجرت الإثنان ضحكا
....................
فنجان القهوة الصباحي لجدها والكعك الطازج وفي صنينة تقديم تدخل مكتبه بإبتسامة قائلة بحبور : عيد مبارك جدي، عيد مبارك عمي أيوب
نظرات متبادلة بين الأخيرين، ليدخل يعقوب قائلا بسعادة : الله كعك طازج، وأخذ يأكله بنهم، ونظرات الجد متسائلة وخديجة تقول ليعقوب : صنعت لك إختراعك المفضل في المطبخ لا تناساه
ليقول بسعادة : كعك مغطي بالشيكولاتة
هزت رأسها بنعم، ليقول لها وهي يشير لها بثلاث أصابع : زوجة جيدة ومجتهدة
كادت عينيا أيوب تخرج من مكانهما والجد ينتظر، لتقول خديجة وهي تقدم له القهوة أمامه : أنا علي عهدي جدي، وأنت علي عهدك، وحقا أنا أعتذر ما فكرت جيدا ولا حسبتها ويعقوب لا ذنب له، يقولون ضريبة الزواج المشاركة حتي في الخطأ
وقبلت رأسه وخده وقالت : إن شاء الله تكون راضي
ليقول يعقوب وهو يقبل رأسه وخده مثلها : كيف لا يرضي وأنا موجود
مسح زهران قبلته قائلا :ألم أقل ألف مرة الرجال لا يقبلون بعض
ليقول يعقوب ببراءة : أنت جدي لا اله الا الله
ليسمع صوت سيارة صهيب، فيقول : سأذهب لإستقبال صهيب
وعلي مائدة الإفطار تجمعوا بسعادة العيد تغمرهم وسط ضحك ومزاج وأحلي كوب شاي أو قهوة ساخن بعد غياب شهر كامل
ابتسامة الجد ساكنة بسكينة، وفي نفس التوقيت عاد الخليل، وضمته زهراء بصراخ سعيد وهي تغمره أحضان وقبلات، اكتمل لها وجلست معه تحادثه وتطمئن عليه وفي نفس الوقت كان نور ومعتز يعودان من الصلاة وهو يقول له : الست صديقي وأخي يا نور
ليقول بتأكيد وسعادة : وأكثر معتز
ليقدم له معتز عديته قائلا : خذ إذن عيديتك من أخوك الأكبر
أبتسم له نور بحبور وقبلها منه، وأنور كان ملاصق لمنتصر حتي وصل معه منزل صالح ليقدم لساديش أول أحد عيدية، حتي ابتسمت بسببها وغمرها الخجل وسط العائلة، وحفصة التي أعدت سفرة العيد لعائلة بشير المقربون من الأخوة والوالد وزوجته وعزيزة وعادل ، وكانت جلسة دافئة وسط مزاح ودائما يكن رحيم يسار بشير وعادل يمينه، يأتي العيد ليبقي الطفل داخلنا في حياة وسط لحظات دافئة يحياها فتحيه أو يشاهدها فتغمره بكل أمل
........................
ومساءا في مجلس الشيخ زهران كان الجميع يجتمع من العائلات والشيوخ في مجلس ليلة العيد بين حديث ومزاح ووصل حتي قال أحد شيوخ العربان : شيخ طلبتك فقل لبيه
ليقول الشيخ زهران بإهتمام : عيونا لشيخ العربان والعربان
ليقول الشيخ : والله يا غالي نبي الوصل منكم في كريمتكم
ليتعجب زهران ويقول باستفسار : جميع بناتي الآن لا في عقد نكاح أو مخطوبات
ليقول الشيخ معللا : لا يوجد واحدة، ابنة الصديق الثانية شيخ زهران، لم يهون إبن خالتها عن الخطبة
تعالي الهمس في المجلس، ليقول زهران بثبات : لا والله لم يهون، فقط تشغله الحرب وأمورها دعواتك لكل الأبناء جميعا بالسلامة والعودة
ليقول الجمع بدعاء : آمين
ويكمل الشيخ لشيخ العربان :والله لو كان عندي ما عز الشيخ العزيز، نتشرف ويزيدنا شرف والله
ليقول الشيخ بتفهم : معروف وصاحب فضل يا أبو أيوب
وهنا دخل الخدم بجزء ثاني من الضيافة ونظرات أل الدنان تؤكد أنها أصابت الهدف، ولكن هدف مرتد عندما دخل جبران ومعه أنور ومصطفي والخليل محي كل المجلس وبالقرب من زهران كأقربهم له مثل آل الدنان، ليقول جبران بعدما قبل ضيافة القهوة : كنت أقول والله بينا نسب وسنزيد بتمام واحد أخر
صقع الجمع من الموقف، ليكمل جبران بهدوء : جئت اليوم لأتمم خطبة الخليل علي كريمة الصديق ونعقد قرانهم وإن شاء الله نتمم الزواج إجازة الخليل القادم
ويقول معرف عن طلبه : ويشرفني يزيدني شرف وعذرا إني لم أبلغك سبقا ولكن انت جدي ونحن أهل ولسا بينا مواعيد ولها ما أردت وأكثر إبنة الخال من عيوني
ليقول شيخ العربان :والله كفيت ووفيت يا بني، أجعلنا نفرح بهم هذا العيد شيخ زهران، لنري إلي متي ستشغله الحرب عن عروسه
وهنا ضحك الجمع، وأبتسم الخليل بخجل، ليقول الشيخ معروف : بما أنني عدت من عقد قران قريب بسم الله هوياتكم
نظرة زهران صهيب ليخبره أن يعلم رقية، وذهب لأمره وبدوا في إجراءات عقد القرآن وسط ضحك الفتيات ومزاحهم والضيوف من باقي العائلات وفتيات عائلة الجعفري دخلت زهراء ويسر وثريا وأستقبلهم بهية بحبور، لتقول زهراء بطلب : يا نساء جاءناكم بالبشري، فلنسمع الصلاة علي النبي و الزغاريد اليوم تمام خطبة الخليل علي رقية
وأطلقت زغاريد شاركتها فيها حسناء وحفصة وعزيزة، ليكمل بعدها باقي النساء لتأتي إحدي الفتيات قائلة : الشيخ صهيب يطلب العروس
لتقول زهراء بمزاح : طبعا لابد أن يأخذ رأيها والشروط برفق علينا يا عروس الغالي
ضربت يسر كتف زهراء برفق لما سببته من خجل لرقية التي أخذتها خديجة لمكان صهيب الذي قال : جدنا يطلب اذن العروس، نكمل أم نهون عروسنا
أبتسمت بخجل أكبر ووضعت يدها علي فمها بحيرة فضمتها خديجة بمحبة وقالت : أمضوا بارك الله في خطواتك، وأطلقت زغاريد سعيدة، وأتت سمية له بهوية رقية وضمتها بسعادة واكتمل العيد بأصحابه، ولكن في ركن هناك كان عادل يجلس بوحدة يخاف القرب من الناس لا يجد خليل، يري الكل يجلس بجوار صاحبه وأخيه إلا هو، أستند بتعب لعل خاله يأتي وينتهي المجلس الان، ليأتي أحد أبناء عمومته قائلا بخبث : أهلا بإبن عزيزة العرجاء
أصبحت عيون الفتي شرزا وهو يقول بغضب : أغرب عن وجهي يا ولد حتي لا أحزن أمك عليك
ليقول الفتي بغضب: من مثلي رجل إبن رجل والرجال لا يحزن عليهم يا إبن عزيزة
ودفعه، وتقاتلوا وتدخل باقي أبناء في إيذاء عادل قولا وفعلا، وخرج علي خبر شجارهم و صوتهم وهو يصرخ وتدخل الرجال بهم : كفي، هل جننتم هل هذا مجلس شجار
ليدافع عادل عن نفسه : هم من بدوا
ليقول بشير بغضب : إن كانت نيتهم شر اين عقلك أين، هيا أمامي
وأخذه ورحل وترك والده يعتذر عن ما حدث، وفي المنزل قال بشير له بعتاب : كم مرة قلنا تجنب المشاكل وتجنبهم
ليقول عادل بدافع : كنت أجلس وحدي هم من تحرشوا بي
ليقول بشير ببعض الغضب :تعرف نوياهم، ماذا لو سببوا لك أذي، كيف نتصرف وقتها!؟، أنت واحد أعزل وسط الكثير ألا تفكر
ليقول رحيم بطلب : أبي برفق عليه، هو مظلوم بينهم
ليقول عادل بغضب : جيد رحيم، أخبر خالي فحالك نفس حالي
ليقول بشير بتساؤل غاضب : لا أفهم
ليقول عادل بغضب : أليس الناس تقول عنه وعن والدته مثلما تقول عني والدتي وأبي
دفعه بشير بغضب وقال :إياك والله أجرمك لو كررتها، رحيم إبني والناس كلها تعرف ذاك وأنجبته بعد عام من زواجي من والدته وإياك أن يسوس لك الشيطان بتكرار هذا فهمت
ودفعه أرضا وقال بغضب : علي بيت جدك ولا تبرحه إلا بأمري عادل
وتركهم ورحل، ليقول عادل وهو يمسح الدماء عنه : اتمني أن تكون سعيد رحيم
ليقول رحيم بغضب له بسبب ما قاله عن والدته : كل يلقي ما يستحقه، لا تكن رجل علي وفي الحروب نعامة عادل، أصلح حالك واهتم بشئونك رجاء، غيرتك وقلبك الأسود طفح ولوث الروابط بينا، أنت تغار علي أبي أكثر من زوجته.
وتركه ورحل، والشيطان يتخذ من كل الخلافات مواطن نزاع و خصام
............................
جلس في غرفته بتعب علي فراشه لتدخل يسر وهي تقول له بحب ومباركة : أبني ونور عيني الذي لم يخيب أملي فيه
وضمته قائلة بحب : أشتقت لك يا ولد
ومسحت وجه بكفوفها وأعدته لأحضانها مرة أخري، ليقول بحب : أريد أن في أحضانك مثل الصغر أمي يسر
أخذت تمسح علي شعره وهي تقول بمحبة :عزيز طلب والذي طلبه أعز
استرخي قليلا وهو يتذكر حديث له بعدما وصل : الحمدلله علي السلامة خليل، تعالي لمكتبي أريدك
وذهب وسط دهشة الأخرين، ويغلق الباب خلفه قائلا : هل هناك شيء جدي
ليقول جبران وهو يستند علي عصاه الأثيرة : أنت أكثر أحفادي الذين أفخر بهم وأحبهم لقربه مني في الكثير، ولحبك لما أحب ولما أكره، وعملتك أن الأرض شرف وكبرت وعرفت الدرس وأنت فيه ملبي، تقاتل وتغامر فداء حقك وشرفك، ولكن أيضا علمتك أن كلمة الرجال عهد وشرف
ليقول الخليل وهو يجلس علي أقرب كرسي بتعب وعدم فهم : ماذا تريد أن تقول جدي
ليقول جبران بأمر : اليوم سنتمم خطبتك من رقية
ليقول الخليل ببعض الرفض : لقد قلت سأتم الزواج بعد الحرب جدي
ليقول جبران بهدوء : أعرف بني، وأعرف أنها قريبة، مثل حديث الناس عن إنك هونت عن خطبتك لرقية لأنك لم تمم أي ركن بعد أن وهبت لك برضاها، الحديث أصبح كثير يأكل في سمعتكما وصفو علاقتك وثقتك جدك زهران بك، يرضيك حزن رقية بعد كل هذا الصبر من أجلك، سنتمم الخطبة بعقد قرأن ونقدم المهر والذهب وبعد الحرب نتمم الزواج كما تريد، خليل لن يصيبك إلا ما كتبه الله لك، طلما وقع الحب في قلب المرء لا يخفف ألمه شيء سوأ تممت زواجكم أم كنتما علي البر، نفذ الصبر وأصاب السهم بني
فوقف عاجز وافق، هو يعشق تراب رقية، حب الطفولة والصبي والشباب وكل وقت وحين، كل الرقة ستكون الأولي والأهم و أولا، ولكن قلبه كان مثقل بحادث حدث لصديقه فأستشهد في غارة أستهدفت كتيبته وأخفوا الأمر مثل الكثير من الأمور وزورا خطاباته لعائلته، وعندما كان في الوحدة المركزية جاء نسيبه يخبره : أهلا بالخليل، الا تعرف إجازة عوف القريبة متي.
أبتسم بثبات وقال : إن شاء الله قريبا، لما السؤال أيها النسيب
ليقول الرجل : يا سيدي اكرمهم الله بالمولود الذي طلبه منه، كم كنت تعلم أختي كان عندها مشاكل ومنذ أشهر ننتظر عودته لمفاجأته ولكن غيابه طال والله والصغير ولد نريد أن نتم له السبوع يا أبو الخل
ليأتي قائد أعلي رتبة وهو يقول للرجل : سنبلغه إن شاء الله ونعطيه إجازة قريبة في أول فرصة، تعرف يتولى تدريب فرقة الصاعقة ونحتاجه بشدة
ليقول الرجل بقلة حيلة : أبلغه سلامي وسلام منزله الخليل، عسنا نراه قريب
ودعه الخليل وقلبه يصرخ ألم، وقائده يلومه قائلا : لولا وجودي كنت أخبرته
ليقول الخليل بعجز : كان عليهم أن يعرفوا، كان عليهم أخذ عزاه علي الأقل
ليقول القائد بأمر : أثبت يا خليل أنها الأوامر، لا نريد ذبذبة أحوال الشارع وأخباره، حتي تم هذه الحرب لن يحدث الا ما يأمر به القادة وإياك كسر الأمر، فهمت
وتركه ورحل، كل يوم يودع صديق، ورفيق وأخر رفيق ما برأ القلب من فقده حتي يحزن ويحمل الهم علي يتم صغيره
، تنفس بتعب، وهو يثبت نفسه قائلا : أثبت أيها الخليل، أنها الحرب شاهد وشهيد، أثبت إنه النصر أو الشهادة، الثبات يارب والقوة والنصر يا صاحب الحق....
.....................
وعلي ضفاف نبذة الأحداث التي يعيشها الخليل عندما أستقبل رشيد سأله بعد وقت من الحوار والسلام : لكن أليست فترة الخطبة طويلة قليلا رشيد
ليقول رشيد بإجابة : عن نفسي جاهز من اليوم قبل الغد، أختكم هي من طلبت
ليقول الخليل علي مسمع من جده جبران : إذا كان هذه فقط حجتك، إذن جهز نفسك اجازتي أخرها الأحد صباحا سأعود السبت زفافكم
تهلهل وجه رشيد بعدم تصديق : أنت لا تمزح أليس كذلك
ليقول الخليل وهو يرفع فنجان القهوة ليشربه : لا والله، ستكون حفلة للمقربون وليمة في منزل جدي جبران، الحفل عندنا جهز نفسك يا ولد
وعندها وصل غضب زهراء لحده الأقصى، ودخلت مكتب جدها الذي كان يشمل أنور وعمها وأخوها وجدها وهي تقول : كيف تقوم بإلغاء شروطي خليل دون الرجوع لي، كيف تقوم بهذا بدون أذني
ليقول الخليل بهدوء : ألف مرة قولت لك صوتك لا يرتفع في وجود جدك وعمك
لتقول زهراء بصدمة : صوتي، عذرا أنت لم تترك لي عقل
ليقول الخليل بنفس البرود : أنت قبلت بالرجل اليوم بعد عام ستتزوجون إلا إذا كانت نيتك غير
لتقول زهراء بدفاع : لا أسمح لك، علي قبل الزواج دراسته جيدا الأمر ليس لعبة
ليقول الخليل برد : والله زهراء كل الأمور تنير بعد العشرة، مهما طالت الخطبة لها بعض الاقنعة
لتقول زهراء بحسم : أسمع يا خليل، عود وأخبر رشيد أن اتفقنا كما هو
ليقول الخليل بهدوء وسط صمت الآخرين بإشارة من الجد جبران : بلغت جدك زهران ويبلغك مباركتك والجنوب علي حد علمي أصبح عنده خبر
لتقول زهراء بصدمة : أنا لا أكون في وضع المضطر خليل
ليقول الخليل بتحدي : زواجك بعد يومين زهراء، ستتزوجين رشيد، وأي حديث أخر لن أسمعه
لتقول زهراء برفض : مستحيل هل تسمع
ليقول الخليل بغضب : نعم، أنا أخوك الأكبر وابلغك بأمر وستنفذينه، زواجك السبت من رشيد زهراء، يبدو أن الدلال أفسدك حتي أصبحت لا تقدرين ولا تفهمني الأمور جيدا
حاولت الإعتراض فصرخ فيها قائلا : ليس هناك لكن، وأنت ستطيعين الأمر، أي إعتراض أجعليها لك
نظرت له بصدمة وعيون وتركته وهي تقول : الزواج ليس بالإكراه خليل يا سند وحبيبي
وتركته مسرعة وخلفها يسر، ونظرات جده تأمره أن يتبعها، ليفعل ويدخل غرفتها ويضمها بشدة ويسمح علي شعرها، ينقلب العالم ويتحرق ولكن يبقي الخليل الأغلى في قلبها، ليقول لها بحب : زهراء الرجل والله جيد وزوجته السابق لم تشتكي منه يوما وحتي أهلها بعد وفاته والله مازالوا يشكرون فيه وأنه عندهم في مكانة الابن، أنا لا أعطيك لأي أحد، وخطأ الأمس والله ما قبلت به أنت من صممت، زهراء حبيبي أنا سأغيب هذه المرة ولا أعرف متي سأعود أريد أن أراك عروس وافرح بك في عصمة رجل أمنة، انا أعرف أن رغبتك في الزواج ليس إلا رغبة في الأمومة وهو سيكون نعم الزوج والأب لك ولأبنائك
لتقول له بغضب : لا تبشر علي نفسك
ليقول بطلب ورجاء : إن كنتي تقبليه زوج وتري فيه الصلاح، أكمل كلمة أخاك حبيبي
لتعود أحضانه بحيرة وخوف، كلما إقتربت الحرب دب الخوف داخلها جبالا : لا عاش من يثني لك كلمة حبيبي
.................. ............ يتبع
الفصل التاسع والعشرون
هدنة...
أقرب مثال لما كان بينهم هذه الفترة سكون وسكينة، أعتاد علي وجودها في المنزل، صوتها وتغيراتها الحسيسية في أثاث المنزل وترتبيه، رائحة البخور تبخره بصدق أنها مستقيظة هل يكذب علي نفسه أم أنه أعتاد رائحة عطرها أصبح يعرفها جيدا، ويعرف طعم طعامها ويألفه ويحبه كثيرا في قراره نفسه، أخر مرة في عزيمة العائلة شعر إنه مرتاح وفي منزله حقا، الجميع كان سعيد بالعزيمة وترتيب المنزل وجوه الدافئ الهادئ، لكنه رغم ذلك ورغم شرارات الأمان في الوسط لا يستطيع أن يتقدم خطوة، يخاف الرفض حقا، تجربته المرة الماضية لم تكن جيدة علي ه، وهذا المرة لن تكون جيدة أبدا علي كرامته، هي كان شاردا في الورق أمامه في صالة المنزل الداخلية، وهي كانت في الجوار ترتب غرض جيد وتغير كساء الطاولة، فحلت عقد شعرها الغجري الغزيز الطويل، فتركت ما بيده لتعيد ترتيبه في المرأة ولم تنتبه إنه كان بالخلف يري كل شيء،لم يعد يحسن غض البصر مع هذه الفتاة ولا تجنبها وعليه في أقرب فرصة وضع حد لهذا.........
علي قدم وساق كانوا يجهزون لعرس زهراء القريب، الفتيات كلهن موجودات ماعدا رقية، حسب القواعد والتقاليد ممنوع منعا بتا أن تأتي العروس منزل العريس تحت أي ظرف، ويكفي استثناء ليلة العرس غدا، كانت زهراء تجلس بشرود وبعض التوتر، كيف ستدير الأمر بأقل الخسائر، نسيم كانت تشاركها سعادتها بالفستان التي اختارته من مجموعة خاصة كانت ستنزل الأسواق قريبا ولكن عندما اختارته صار لها إصدار وحدا ومحدود، بعض الصحافة تغطي الحفل والكل سعيد هنا، لا تعرف لماذا يكون الإنسان سعيد بزواج أخري حقيقة، يعني مسئولية أو نضيف لها ات كثيرة قادمة، والحرية ولت، لكن حلم الأمومة إن كانت استطاعت قتله ما كانت هنا، تريد أن تفعل أي شيء يهدأ نيران امومتها القتيلة بيدها، لتغفر لها ما قدمت وأقترفت بحقها، رقص وغناء، ساديش تغني بالإيطالية حسب طلب الفتيات صوتها جميل ونسيم منبهرو، مسكينة نسيم وقعت تحت يد اب مشغول وجدة متسلطة وأصحاب متنمرون، يدمرون براءتها وثقتها، عالم يصنع قوالب واهية ولا يقبل الاختلاف، خديجة كانت تتأكد من كل حقائب ومستلزمات زهراء التي ستذهب إلي منزل زوجها وتتذكر خديجة إنتقام يعقوب الصغير بضحك، كانت تهبط علي عجلة لتكون هنا أول شخص، لتجد يعقوب يشرب الشاي مع والدته وبقول بحبور : صباح الخير خدوج، علي أين العزم.
لتقول خديجة بسعادة :سأذهب لزهراء عندنا الكثير فعله، الن تأتي خالتي
حسناء وهي تأكل البسكوت بالشاي : ستأتي مع حفصة، والدتك ستذهب مع جدتك بعض الظهر ورقية كما تعلمين
ليقول يعقوب بتقييم : ثوب جميل وعطر جميل خديجة
ابتسمت بشكر وقالت: شكراً يعقوب
ليقول يعقوب بعدها : العفو، إذهبي وبدليهم إذن، ملفتين كثيرا والله، أليس كذلك أمي
نظرت له حسناء بضحك وقالت :طبعاً
ليأتي صوت صهيب مستأذنا : السلام عليكم يا أهل الدار
لترفع حسناء حجابها و يرحب به يعقوب قائلا : تعالي يا نسيبي تعالي
خديجة كانت تقف بصدمة، ليقول صهيب بتعجل : أنتظرك منذ عشر دقائق لما لم تخرجي
لتقول بضجر : يعقوب يمنعني
لينظر له ولها قائلا : ألم تأخذي إذنه خديجة، أم إنك مريضة وتتعافين علي نفسك
لتقول خديجة بنفي : لا هذا ولا تلك
ليقول يعقوب وهي يصب له كأس شاي : صوبها ملفت لا يعجبني وأيضا العطر، يرضيك أن تخرج وأنا غير راضي
ليقول صهيب وهو يجلس جواره ويأخذ كوب الشاي الدافئ : سريعا خدوج بدلي ثيابك عندي معاد مهم رجاء
وتناوله حسناء بعض الكعك قائلة : تذوق هذا ما صنعته جدتك، لكن الصراحة يقين علي بيتي فور لم أذق مثيل له.. و
أخذهم الحديث حتي صعدت بضجر وهزيمة ونظرات يعقوب شامتة وهو يقلب كأس الشاي ببطء ويطالعها، ولكنها سترد له هذا اليوم وسيعرف من البادي
.............................
كان يجلس يطعم عصفوره بشرود، يحزن علي حال عادل كثيرا ولكن حاول معه ان يصبحوا أصدقاء ولكن ما استطاع، يحمل الفتي همومه كلها فوق ظهره، يكتم حتي يصاب بالسعار، مستضعف ومظلوم رغم كل شيء، لولا وجود اباه ما كان قدر رحيم أن يحيي، العلاقة القوية بينه وبين والد تشد أزره وتهون عليه كل الأحداث التي دفنت مع والدته وتهون المرض والوحدة في وقت سابق لها، أما عادل سبب عنائه هو والده والظلم يقع عليه وعلي والدته كثيف جدا، يذكر أنه ذهب له ليحاول إصلاح الخلاف بينه وبين والده فطرده، رحيم غاضب جدا من عجزه ومن الوضع وكل شيء، دخلت حفصة تنادي عليه عدة مرات ولكنه كان شارد الذهن لم يسمعها حتي طرقت الباب بحدة قائلة : رحيم هل تسفهني
ليقول لها بتعب : أغربي عن وجهي حفصة ليس لي بالك لك.
الحمل يجعلها حساسة و الموقف جعلها محرجة وغاضبة لتصرخ قائلة : هل جننت هل تطردني الحق علي ان أتيت أتفقدت قبل أن أرحل
ليقول لها بغضب : ما قولت لك تعال، إذهبي الأن رجاءا
تقول له بحزن وغضب : رحيم أنا لست خادمة لتعاملني هكذا، حتي الخدم لا نعاملهم هكذا
وفرت دموع من عينيها بتعب، ورحلت، فأفاق من غضبه وتفكيره السوداوي وأمسك عكازه الطبي ولحق بها قائلا بإعتذار : حفصة، حفصة رجاءا أنتظر، بالله عليكي، أنا أسف
جلست ترتدي حذائها، فجلس بجوارها قائلا وهو يشد ويربت علي يدها : بالله عليك أم عز لا تحزني ما قصدت والله، لعنة الله علي الشيطان أفقدني عقلي وأنا أفكر في حل لخلاف أبي وعادل
ومسح دموعها قائلا بود : رجاءا أيتها العزيزة أم الغالي لا أريد هذه الدموع، لا يهون عليا خاطرك أو حزنك، بالعكس أنت من أفضل قراراتي ابي، لم أشعر بالونس إلا بوجودك
وقبل جبهتها بحب، لتقول له بقبول : حسناً، لا عليك الحمل أساسا يجعلني حساسة، أشعر إني سريعا أصبح مثل البطيخة رحيم
ليقول رحيم بمزاح :هل فكرت لماذا علاء الدين كان يسرق ما إنه كان من الممكن أن يعمل، ولماذا لو يصبح مثل روبن هود يسرق ويعطي الفقراء
لتقول حفصة لها بإستسلام : أنشغلت ونسيت
ليقول لها رحيم بضحك : أليست هذه المجال الذي تفضلي وتحفظيه عن ظهر قلب لوزة
لتقول حفصة وهي تعدل حجابها : أعرفه كله ولكن لما أتدخل في رؤية الكاتب، أسالني سؤال أخر
ليقول : إذن تحبين غمازات يعقوب
لتقول بهيام : كثيرا جدا وخاصة عندما يضحك تظهر أكثر عما يتحدث
ليقول بهدوء : أبحثي إذن إن كانت عيب وراثي لما، وعلامات الجمال الخمس
لتقول حفصة بتهرب : لا عندما أعود أخبرني
ليقول رحيم بمزاح : سؤال سهل، أنا لم أقل لك من أين بدأت خرائط العالم وهل المصدر عربي أم أعجمي، أو لما رفضت الدولة العثمانية الطابعات وتأخرت في إدخالها في البلاد، أو مثلا لما نشرب القهوة سادة في العزاء، أو مثلا نظريات الألوان، هل بحثت عن إختلاف مذاهب الزواج، أو لما نقول علي المذهب الحنفي في صيغة العقد
لتهرب قائلة : سأجمع الأسئلة وسأجعل عز يجتهد ليجيبك يوما ما
وخطت خطوة وعادت قبلت رأسه قائلة بحب : حبيبي رحيم لا تحمل نفسك فوق طاقتها، أبوك يعشق عادل وسيتصلحان أترك الأمر لهما وتجهز وأرتجي الثوب الذي أعددته لك، العقبي يوم ما نزف عريسا هكذا
وطبعت قبلة علي خده ورحلت، ابتسم لها، وحاله يشكر الله علي وجودها طيبة وودودة، كل مخاوفه السابقة اختفت مع وجودها وتعاملها الطيب معه وعائلتها كلها مثلها، كيف تهتم بثيابه وبه وبطعامه ودوائه وترتيب غرفته ونوع البخور الذي يحبه، وتهتم بصديقه عادل وتحسن ضيافته، جعلته يشعر أنه أمن وان هذا المنزل وطنه الصغير، دعا لها كلما رأي شأن قامت به من أجله وهو يحمل ثيابه المعطرة ليرتدها ليلحق بأبيه في سهرة العريس رشيد صديقه المقرب...
...........................
سهرة طويلة قضي فيها الجميع وقت يرتب ويهتم بتفاصيل الغد ويحتفل، سعادة وأمان حلت علي الجميع، الجدة في قمة سعادتها هذا العام تزوج كل الأحفاد وأهمهم زهراء لكونها الأكثر عزوف وعناد وتستبشر أن تكون العقبي لصهيب أن يزفها نبأ الصديق الصغير قريبا، نفس الأمر كان محور إهتمام زهران ولكن بطريقة مختلفة، يريد أن يري أول حفيد لخديجة في الصغر تمني أن يولد له أبن يشبهه ومع العلم أن تلك الشامة التي تسكن يدها ولون البشرة المحير بين وبين و لون الشعر كانوا وراثة من الجد الجعفري الأكبر القليل من الأبناء وراثةا صفاته وخاصة عيونه الرمادية وأكثرهم كانوا من فرع زهران الفرع الأقرب للراحل، من يوم ما وقعت عيونه عليها وخطفت قلبه تلك الصغيرة في المهد والكبر كانت تحبه ، أولي الخطوات كانت تتجه فيها له، تترك الجميع وتنام في أحضانه، تلعب علي أطراف عباءته تشاركه القصص والأحداث والأحلام، أكثر الفتيات التي ولدن وورثوا ملامح عن الجعفري الراحل وأقرب الأحفاد شبه له، رغم بعض الشبه بينه وبين يعقوب، لكن هي تحتل في قلبه رغم كل شيء منزلة مختلفة، قالت بهية تقطع السكون :إن شاء الله المناسبة القادمة حفل إستقبال الصديق الصغير
ليقول لها بتساؤل : هل بشركم صهيب
لتقول بأمل : إن شاء الله أشعرها قريبا
ليقول زهران بتساؤل : ألم يتزوج يعقوب مقارب لوقت زواجهم حفصة وصهيب
لتقول بتأييد : نعم
ليقول بتساؤل : ألم يبشركم بأي خبر
لتضحك قائلة وهي تداعب طرف ذقنه : قل خديجة وأصدقك
ليقول مؤكدا : الجميع أحفاد ي، فقد اطمئن
لتقول له بوجه بشوش : الأمر متوقف علي مشيئة الله، إبني معافي وإبنتك، أن شاء الله قريبا هكذا يكون معا زهران الصغير، ليسعد قلبك وقلب أيوب وحسناء
ليقول بسؤال : هل تسأل حسناء
لتؤكد بهية : لا والله، حتي عندما يسألها أحد من أخواتها، تقول متي يأذن الله يعطي، عندها مبدأ أنه " لا إستعجال لعطايا الله"
ليقول وهو يشكرها : نعم الكنة لنا والزوجة لأيوب حسناء والله صبرت معه في كثير جزيت الجنة، بهية لن ينقص زهراء أدني غرض غدا وأي شيء تحتاجه أرسلي الرجال يقلبون الجنوب من أجله
لتقول له بدعاء وحب : أطال الله عمرك وأدامك فوق رؤوسنا
سمعوا صوت خطوات، فترقبوا القادم
وهنا جاء يعقوب بوجه عابس، ليقول زهران بتنبيه : لماذا لا تطرق الباب أولا يعقوب
ليقول يعقوب بعتاب: وأنت لما لم تجعل خديجة تخبرني أنها ستبيت مع زهراء
ضحكت بهية وقال زهران مبتسما : لا رجاء منك، بني زهراء عروس ومهما تطلب علينا أن نقول لها من عيوني، وتعلم خديجة الأقرب لها، وطلبتها تبيت معها وأنت كنت غائب لم أجدك أذنت لها وقلت سأشفع لها عندك
كاد يضرب رأسه بالحائط، يعلم أنها خططت لذلك مع زهراء، الصدف مع خديجة في المشمش حرفياً، وضعته في خانة اليك، حسنا خديجة تهون، كل ما تركته له قطها العجوز وهو يموء بضجر من وجوده، ليقول يعقوب بقرار ليعاقب جده : جدي حبيبي أشعر بالوحشة في غرفتي هل يمكنني أن ابات معكما، أبي عجوز وطردني
لتنفجر بهية من الضحك، ليقول زهران بتعجب : تعال ونم مكاني يعقوب، أين الخصوصية وأيضا منذ شهر وأنت تنام في الشارع، الأن تشعر بالوحشة
ليضع يعقوب رأسه علي كتف جدته يستجيدها وهو يقول : جدتي سأنام علي الاريكة هناك أنا والقط لا أريد أن أنام لوحدي، يرضيك أن أعاني السهاد وحيدا
لتربت علي خده بحب وهي تقول : حسناً زهران سينام علي الاريكة في بداية الجناح لا ضرر
ليضرب زهران كف علي كف بعجز وبهية تذهب لتعطيه غطاء وثير ووسادة مريحة!..
..................
عرس هادئ وجميل وانتهي مبكرا ساعة عن موعده بسبب ان الجو ينذر بالأمطار، ودعها الخليل ووصي رشيد عليها، وهما الان غرفتهما في الفندق ، جلس رشيد وتحرر من ربطة عنقه ومعطفه وجلس قرب الطعام قائلا بجوع : يمكننا البدء بتناول الطعام أولا وبعدها نبدل
لتقول زهراء بهدوء : لا اكل متأخرا، يكفيني ما أكلته من مقبلات في الحفل، سأبدل وأنت بألف عافية عليك
هز رأسه في تفهم وبدأ في تناول الطعام وبعدها ذهب وأغتسل وبدل ثيابه وخرج وجدها تجلس علي الاريكة ، جلس بجوارها وهو يفكر في حديث يبدأه، لتقول له بتروي : أكلت
ليقول لها بحمد : الحمدالله
لتقول له وهي تبعد خطوة : إذن علينا التحدث ببعض الأمور
حافظ علي المسافة التي وضعتها وقال : بالتأكيد أسمعك
لتقول وهي تحاول إنتقاء الكلام :رشيد انت رجل لا عيب فيك حقيقة ومازالت علي قراري في أمر زواجنا
علامات إستفهام منه، لتوضح : أقصد قولنا نحتاج وقت للتعرف علي بعض والتجهن للزواج، لن أخفي عليك عندما عجل الخليل الزواج عجله لأنه سيغيب طويلا وأعتقد أنه الحرب ستبدأ ثانية، لم أرد أن يرحل وفي خاطره شيء يريده، لكن صراحة أحتاج بعض الوقت لأعتاد الحياة الجديدة المفاجأة وأفهمك وتفهمني، أحتاج وقت رشيد، أعتذر ولكن
ليقول رشيد بتفهم : لا بأس، كل ما أريده منك مساعدتي في رعاية الولدين والمنزل والتفاهم والاحتفاظ بخصوصية المنزل والإدارة الجيدة له
ويقول وهو يرتب كلامه : نحن كبيران كفاية يمكنك أن نتشارك المنزل والإسم والفراش أيضا، دون أي شيء أخر ليس لطيف أن تنامي علي الاريكة مثل المراهقين أو العكس
ومر الأمر كلا علي جانب، كلا في حال يفكر، ليضحك رشيد بخفة وخفوت علي حديث بشير " محظوظ من يومك يا ولد، أهلا بالعديل والصاحب"
ليقول بدعاء : يارب نصف حظي يصيبك بشير
عاد سعيد من عرس رشيد وأخيرا سيستقر ، يبدو عليه السعادة يعرف أنه منذ فترة معجب بزهراء ويفكر في أمر الزواج، عساه يهنا معها ويعوضان بعضمها، كان دعائه وهو يتأكد من احدي الأوراق المهمة يحتاجها في عمل في الصباح، حتي أتت احدي الفتيات وحكت له حكاية بها بعض البهارات الحارة، جعلته يشتعل، لتذهب ويكهب بعدها لحفصة التي كانت ترتب الحلي الخاصة بها، ليقول لها بنداء غاضب :حفصة
لتقول له ببعض القلق : ما بك، ماذا حدث
ليمسكها من مرفقها بعنف : كيف تجرئي علي إهانة رحيم
لتقول وهي تحاول نزع يدها من يده : بشير هل جننت اترك يدي تؤلمني
ليدفعه بعنف للحائط : أسمعي حفصة وجودك هنا كفة ووجود رحيم بالكفتين سمعتي، أنجبت منك الف ولد لا يغنيني عن رحيم سمعت
لتدفعه وظهرها أصبح يؤلمها من ضربته ويدها من قبضة يده وهي تصرخ به : لا ما اهنت أحد
ليقول لها محذرا : كفاك كذبا
لتقول بتعب وصوت باكي : اختلفنا مثل كل الناس وتصالحنا، لا أهنته ولا أسئت له
ليقول محذرا : لو تكررت حفصة بطلاقك سمعتي، حبي لك ومعزتي لا يسون ظفر إبني تفهمني
لتقول له بغضب وهي ترحل : أنت لا تسمع نفسك ولا تسمع، ابتعد بشير الحياة معك هكذا لا تطاق والله لا تطاق
كادت ترحل، لولا يده التي جذبتها فذلت قدمها وسقطت أرضا، أخذت تبكي بألم حقيقي وخيط رفيع من الدماء بدأ يسيل أسفل ظهرها.......
..........
في نفس الوقت عاد أيوب متعبا فوجد حسناء تجوب الجناح روحا وغدو بقلق ليقول بإهتمام : ماذا هناك حسناء
لتقول بقلق : قلبي منقبض ومشغول علي حفصة أيوب
ليقول بإهتمام : هل كانت مريضة، خزت راسها بالنفي : ليقول لها وهو يربت علي كتفها بحب : إذن اذكري الله حبيبي وان شاء الله في الصباح نزروها، قولي : أستودعها الله التي لا تضيع ودائعه
..............
الأمطار بدأت غزيرة وأصابت الجزء الشمال في الجنوب المقارب للجبال سيول عنيفة تطيح بكل المنازل، فور معرفة أحفاد زهران بهذا أنطلقوا جميعا في حشد الرجال والعتاد وما أستطاعوا من الأطباء، اجري صهيب عدة إتصالات وكاد يخرج حتي قالت له يقين وهو تناوله حقيبة بها ملابس وأغطية : يمكني أن أساعد لي أخ طبيب علمني الإسعافات الأولية لأساعد الصغار
قال لها وهو يتوجه سريعا لسيارته : حسناً سريعا يقين يجب ألا نتأخر
.. يتبع