الفصل الخامس والعشرون
هدنة، جميعا نحتاج هدنة، ليست شجاعة أن نكون في كل المعارك، تخيرك معاركك فالعمر يمضي والقوة تهلك
...............
علي طاولة الغداء كانت حفصة سعيدة بزيارة عائلتها جدا تقدم الطعام لوالدها وتزيد في طبق أخيها وتمزح نع ماجد صديق رحيم تارة ومع رحيم تارة والدتها يتبادلان الحديث، أم بالنسبة لبشير كان يشهد ويحدث نفسه والحائط بصبر، ليقول بشير لحسناء : أنرت المنزل خالتي حسناء
لترد عليه علي مضض: ينير بأصحابه يا إبن الطحان
ليقول بشير بتساؤل وهو يقلب الطعام بطبقه : كيف أخبار زوجة صهيب
لتقول حسناء بإجابة مكرهة، وايوب ويعقوب يكتمان الضحك علي لعبة القط والفأر هذا : بخير يحرسها الله ويحميها، لا نعرف قدم من الطيبة التي بشرتنا بهذا المصاب
شعر بشير أنه صفع علي وجهه، وقال مكملا: إن شاء الله تشفي وتعود بألف عافية وتزف لنا الصديق الصغير قريبا
لتجيب حسناء : أمين
ليقول بهدوء لأيوب : والله عمي خير فعل الشيخ زهران، جعل الجمع بالأمس هكذا يدرون حول أنفسهم
ليقول أيوب بموافقة :أمر جلل بني، يذهب فيه رقاب كان لابد أن يتأنى فيه وبدرسه جيدا وخصوصاً وجود ثغرات منذ البداية
ليقول يعقوب : أول مرة تسمع الحديث وعدد الشهود بالوقائع تشعر بالغضب، وأظنه أعتمد علي هذه النقطة وأكبر خطأ حين أشتري شهود، وجهل باقي شهود الوقائع
ليقول أيوب بسخرية : كان يظن أن أبي سيذهب يسأل هل حدث هذا و يقولون نعم، ومرحا بني عوضك الله، أبي محقق درجة أولي
لتقول حسناء بهدوء : لا يعمي الله قلب مؤمن أبا يعقوب
ونظرت لإبنتها، التي قالت : أصب لك بعض الحساء رحيم
لتستنكر حسناء قائلة :حساء، وأنا أقول الولد ينحف كل مرة أراها،
ووقفت تضع في طبقه وتزيد الأرز والدجاج والبامية قائلة وهي تربت علي ظهره : كل بني، أنت في سن يحتاج التغذية، كل هذا لأزيد لك
ليقول رحيم بشكر وصدمة من كمية الطعام : شكرا يا خالة لكنه كثير
تهجم وجه حسناء وقالت بأمر : ستأكل الطعام والحلوى يا ولد، أنظر إلى وجهك مصفر وباهت
ليدعمها ماجد قائلا : صدقتي أم يعقوب، زيدي لي رجاءا
لتزيد له قائلة : أنظر لصاحبك وتعلم منه، شاب يهتم لصحته، بسم الله ماشاءالله الوجه وردي
ليقول رحيم بمزاح : سأصبح بغلا إذن في وقت قليل
ليقول ماجد وهو يستعرض عضلاته : أسم الله علي وعلي أبي من جد الجد فرسان
ليضحكوا علي جملته وتقول حسناء بطلب : كل رحيم، ما أنت فيه بسبب ان اباك منشغل بالحديث والثرثرة ولا يعرف كيف يهتم بشاب مثلك
ليقول بشير بتعجب : العيب في أنا، أم يعقوب
ليقول يعقوب ليغير محور الخلاف : أخبرني كيف الأحوال وأين عادل لا أراه
ليقول بشير بهدوء : بألف خير، والأحوال جيدة، كم تعلم تجارة الدهب من أكثر التجارات إرهاق، لكنها تمر، طمئني علي زوجتك كيف الحال
ليقول يعقوب ونبرة صوته تتغير للجافة : بخير حادث بسيط
ليمزح بشير قائلا : عليكي ان تبخري حقا أم يعقوب
لتضع حسناء يدها علي خدها وهي تقول : ولما زوج ابنتي، علي رأي أمي الخير علي قدوم الورادين
حاول الجميع كتم الضحك، مع صدمة بشير برهة، همس يعقوب لرحيم الذي يتباطأ في الأكل : لعبة الأكل البطيء لا تنفع مع حسناء، إن لم تنجز طعامك ستتعامل مع كدكر البط
نظر له بصدمة وأخذ يتناول الطعام رغم كثرته سريعا لتهتف له حسناء بتنبيه : كل الطعام برفق حتي تستطيع مضغه جيدا رحيم
نظرات يعقوب وايوب مشفقة عليه، حتي نهاية الزيارة فالحمدلله تحول الصغير في نهايتها لدكر بط، بعدما اكل الطعام والفاكهة والحلوى وشرب العصير، وفي النهاية كانت توصي حفصة قائلة وهي تودعها : لا تغيبي عني يا عيون ماما، وانتبهي لرحيم، لا ينام دون عشاء وكوب اللبن حفصة لا تنسي لك وله
نظرات رحيم مصدومة ونظرات ماجد ويعقوب كانت ضاحكة، كان مشروع تسمين تعمل عليه حسناء والضحية رحيم
.........................
في تلك الأثناء ذهب ماجد ورحيم لغرفة الأخير وكانت حفصة تتأكد من ترتيب وتعطير المنزل، ليقول بشير وهو يرتدي كوفيته : سأذهب لأتفقد أمر لعزيزة وعادل وأعود تريدين شيئا.
اقتربت منه ببطء ودلال قائلة وهي تعدل كوفيته علي عنقه : إنتبه علي نفسك وأبعث سلامي لأم عادل وأدعوها تشرب الشاي وتقضي معي اي يوم تحب
وطبعت قبلة خفيفة علي ذقنه وهي تقول : هيا إذهب حتي لا تتأخر
ليقول وهي يداعب خدها : أيتها الماكرة، لدينا سهرة اليوم
لتقول وهي تتحرر منه وتعبث في زهور المزهرية : علي حسب عودتك
طبع قبلة علي رأسها قائلا : لن أتأخر يا لوزة
ورحل وهو يشعر بالراحة، وحفصة تضع خطة جديدة للتعامل معه ومشاغله ولحياتهم، لا بأس كما قالت والدتها "يا ابنتي قالت جدتك لي" ابنك علما تربيه وزوجك علما يعتاد "
كان يشرب كأس الشاي من يد أخته كما يحبه بالضبط وهو يقول : إذن تريد إكمال دراستك في الخارج عادل
ليقول عادل بحماس : نعم خالي وبدأت في دراسة المواد الخاصة بالمعادلة، لألتحق بالامتحان العام القادم
لتقول عزيزة : ماذا تري حبيبي
ليضع كأس الشاي قائلا : لا بأس عزيزة، ولكن أي مجال ستدرس
ليقول عادل سريعا : سأقرر قريبا ةأبلغك مازالت محتار
ليقول بشير بوعد : إذن ادرس قرارك جيدا وعندما تتأكد منه أخبرني لنقوم بالإجراءات سويا لك ولوالدتك
ليقول عادل مبهوتا : لما والدتي، أستطيع أن أذهب وحدي
ليقول بشير بتساؤل : أعرف، لكن أنت وحيد والدتك وشغلها الشاغل، سيكون من الأفضل تجد من يؤنسك في الغربة ويهتم لأمرك
ليقول عادل بمزاح :عام فلأخر تأتي عروسي معي خالي
لتقول عزيزة منهية الحديث : حسناً بشير، يحدد التخصص فقط وتبدوا بالإجراءات كما يريد
لم يغفل بشير علي نبرة الألم في صوت أخته، ليقول لعادل :هل عندك شيء أخر تضيفه
ليقول عادل سريعا : لا، سأذهب وأوصي لكل بالحلو الساخن خالي
وذهب، ليقول بشير وهو يربت علي يد أخته : لا تحزني عزيزة، أنا أفهمه مراهق مشتت، ما هو فيه كثير، مهما لاقي منا تظل عائلة والده الأصل، جذور المرأة في عائلة أباه حبيبتي
لتقول عزيزة بحزن : حزينة أني لا أستطيع رفع الظلم عنه
ليقول بشير بحب : الأيام تغير وتكبر وتنشأ، غدا يفهم ويعقل ويدرك ويعرف كيف يتصرف، رحم الله أباه ماذا أقول هو سبب عنائكم هذا
لتقول عزيزة بتساؤل مغيرة الموضوع : كيف حالك وحال حفصة حبيبي
ليقول بشير بإجابة : بخير، حفصة طبية جدا وبينها وبين رحيم علاقة جيدة، قلبي مرتاح حين أغيب عليهما أن أمورهم جيدة، نتشاجر تارة ونتصالح حالنا حال كل الأزواج
لتقول له وهي توصيه : لن أوصيك عليها، كما قلت فتاة طيبة وذات أصل طيب، و أفهم أن المسئولية جديدة وكبيرة في البداية، أهم شيء في الزواج التغافل والود، لا تكن كم أعد له وليمة وعاب في ملح السلطة
يقبل رأسها بامتنان : بارك الله لي في عمرك حبيبي، حاضر والله فهمت، وهي تدعوك علي فكرة ان تخطي منزلنا هكذا وتشربون الشاي وقتما ما تحبي
لتقول عزيزة بشكر : إن شاء الله حبيبي
ليقول وهو يأخذ كوفيته ويعيد ترتيبها : تحتاجين شيئا مني
لتقول وهي تودعه : سلامتك حبيبي، انتبه على نفسك وزوجك يا ولد
وظلت تراقب رحيله من شرفة غرفتها، وهنا دخل عادل ليقول : رحل سريعا
لتقول عزيزة: أعانه الله بني
ليقول عادل بتهرب : تصبحين على خير امي
أجابته بهدوء : وأنت بألف خير حبيبي وقبلت رأسه وتركته يرحل، وجلست امام شرفتها تدثر بشالها وهي تقول : اتركيه عزيزة، الفتي ذو روح حرة، سيموت إن بقي هنا، عائلة والده لا ترحمه، أبناء الأعمام يقتلون عنفوانه، وأنت مرأة الماضي الذي يحاول الهروب منه
لتجيب علي نفسها بألم : لكنه روحي وعمري كل شيء أردته
ليكن جوابها لنفسه وهي تري أثر حرق قديم في كفها : من يحب أحد يريد سعادته و يختارها عن نفسه أن لزم
ومع غيوم السماء تذكرت صوت قديم ولكنه خناجره السامة دائماً حديثة القوة " قبح الله فعلك كما وجهك قبيح، هل جن أبي ليزوجني مرأة قبيحة عرجاء، لا ينجب القبيح إلا قبيح مثله عزيزة، أخي قبل وفاته أنكر عزيزة ظل عامان ينكر، وتردين أن نصدقك نحن، ماذا يعني حامل وكيف أيتها الغول، العذاب الذي رأيته مني في السابق حساب والقادم حساب أخر، حتي بعد موتي سأترك لك العذاب عزيزة "
أما الغيوم كانت تحدث عادل وهو طفل السابعة كان يخاف البرق كثيرا، ذهب لغرفة والدته ليبحث عنها وتحكي له قصة لينسي خوفه، وجد أنين وسواط مرفوع وأمه مقيدة والدماء فيض بلا رحمة وأبوه يصرخ فيها وهو يركلها بسخط، يومها ركض لغرفته وعرف أن هناك أشياء أخري غير البرق يجيب أن يخاف منها، وهناك أسئلة لا إجابة لها........ ............................
القي جسده المتعب علي الفراش، فوصله رنين الهاتف، خرج من فراشه متعبا وهو يقول بضجر : الو، نعم
لتقول ساديش بصوت هادئ : مساء الخير أستاذ أنور أنها المكالمة السابعة التي أطلبك فيها، ضجر مني أهل المنزل
ليفيق أنور وهو يقول بحب : عذرا جميلتي، يوم عمل مرهق وعندي سفر قريب أرتب له، وعقلي مشغول بمشكلة، لكن مازالت أحبك وأفتقدك
لتقول ساديش بدعم : أعان الله يا ولد، ماذا ستفعل في مشكلة خديجة وجدك
ليقول أنور بتعب : لا أعرف والله، ربما أجد حلا عندي جدي جبران
لتقول ساديش بمحبة : الجد زهران طيب جدا لا تخاف سيصالحك انت وخديجة
ليقول أنور بإبتسامة : الذي لا يعرف يقول عدس، طمئني علي خديجة
لتقول ساديش : بخير وهناك إجتماع ثلاثي الأطراف في الأعلي
ليضحك أنور قائلا : الثلاث تؤام أليس كذلك
لتقول ساديش بهمس: يبدو صهيب غاضبا علي غير العادة
ليرد أنور :أشعر إني علي الإنسحاب من هذه الحرب الضارية، قولي لي كيف كان يومك
لتقول ساديش بسعادة : رائع أنور، لعبت مع قطط رقية جميعهم رائعون وهيا رائعة جدا جدا ورقيقة وتعلمت اليوم ثلاث سور قصيرة وقالت لي الجدة بهية أني تحسنت في الصلاة وأصبحت أجيدها، وأطعمت قط خديجة وصنعت حلوى إيطالية وأطعمت منها صغار رقية في مجلس التحفيظ
ليقول أنور بسعادة : رائع رائع، أنا فخور بك زيتونة، حتي عربيتك تحسنت
لتقول ساديش بتعجب : زيتونة ما هذا
ليقول أنور بشرح : أسم دلال يا بنت، حفصة نقول لها لوزة، وأخي الخليل وجديي يقولون لرقية كل الرقة وأنا أقول لخديجة خدوج، أكثر دلال به غرور، لعمتي حسناء يقال لها كما كان يقول أبوها ست الحسن
لتقول ساديش بإعجاب وتساؤل : آه، ولما أنا زيتونة
ليقول أنور بهيام : فداء لهذا العيون الحلوة الخضراء، التي اذوب فيها
خجلت ملامح ساديش وقالت له : حسناً أطمئنت عليك، تصبح على خير
ليقول بإعتراض : لا أرجوكي هذا أطول مدة أحدثك فيها قبل أن أجد معتز خلف رأسي
لتضحك برقة ولتلتف جوارها عندما شعرت برائحة عطر، فوجدت معتز يقف مندهش للمحادثة وبجواره الجدة وهي تقول : سأتركك مع أختك بني
وهنا شهق أنور عندما سمع حديث الجدة، ليأخذ معتز الهاتف وهو يقول بشدة : كيف حالك صهري
ليقول أنور بتعب : متعب ومرهق ماذا أقول لأقول، الحمدالله
ليقول معتز منهئ المكالمة : أعانك الله، تصبح على خير
وأغلق الهاتف، ليتفاجأ أنور من تصرفه ويقول : لا بأس أنور أهم شيء سمعت صوت زيتونة حبيبتك
كانت يسر ستدخل غرفته تطمئن عليه ولكن عندما وجدته هكذا تركته ينفرد مع نفسه وخاصة عندما وجدته سيكتب خطاب لزيتونة
..........................
في نفس الوقت قال معتز بطلب : لو تسمحي لي نجلس ساديش
هزت رأسها بالإيجاب وجلسوا، فقال معتز بإعتذار : أعتذر عن كل ما بدر مني ساديش أنا أسف
لتقول له بخفوت : لا بأس كان متوقع
ليمسك يدها ويربت عليها بحنان : لا حقا أنا أسف، أرجو أن تقبلي اعتذاري وتقبلي طلبي
صمتت ليكمل : احب ان تكوني موجودة معنا علي مائدة أول يوم في رمضان وخصوصا ستحضر أختنا بشري وهي مشتاقة لك وتريد التعرف عليك كثيرا هي وصغارها، أرجو أن تقبلي طلبي
وصمتوا برهة ليقول : كان أبي يريد المنتصر أن يدعوك، لكن أخبرته إني لها وكنت أيضا أريد الإعتذار لك، ما فعلته من غضبي كان خطأ لا مبرر له وأن وجد
لتقول ساديش بهدوء : وموافقتي تعني أن أقبل بك أخ عصبي وشديد الغيرة والي ما ذلك
حك رأسه بحرج وكاد يتحدث، حتي قالت له بلطف : لا بأس معتز، كلنا عيوب، أنت تقبلني علي عيوبي وأنا كذلك، وسأحضر أول يوم معكم الإفطار
ابتسم وتهلل وجهه وضمها بسعادة قائلا : اخت معتز بصحيح، شكراً ساديش
وقبل جبتها بإمتنان، وكانت الجدة تراقب من بعيد خوف من أن يتشاجرا، ولكن ابتسمت عندما وجدت الأمور تسير جيدة وهو يعرض عليها هدية من فستان وعقد ذهبي،وفي نفس الوقت صرخ صهيب في وجه خديجة قائلا : تصرف لا يفعله عقل الأطفال خديجة، أسم الله علي عقلك أين رحل
لتقول خديجة بتعب : أخطأت صهيب أعرف، يمكن أن تساعدني أن احل الأمر لا الشجار
ليقول صهيب بعتاب : مع من او من خديجة، وضعت زوجك في موقف سيء وجدك وأنا
لتقول رقية محاولة تلطيف الأمور : كله يحل صهيب لا تخاف، كل عقدة ولها حل.
ليقول صهيب بأمر : ستعتذرين ليعقوب مرة وألف حتي يرضي وجدك أيضا
هزت راسها وقالت : بالتأكيد
ليكمل : وستتحملين أي قرارات أو عواقب تحدث
لتقول خديجة بإرهاق : أساسا أتحمل من الأن غضب ومقاطعة حسناء
ليجلس جواره وهو يمسح علي شعرها : وقعة الشاطر بألف خديجة، علينا إصلاح الأمر، ليس جزاء رجل يتقي الله فيك أن نخزيه ونحزنه
قالت بإعتراف : أنت محق وكل الحق معك، فقط يعود للمنزل أو أعرف مكانه وسأبذل كل جهدي لحل الأمر
وهنا طرقت الخادمة الباب سريعا ودخلت بأنفاس متقطعة : سيدي صهيب، يعقوب يتقاتل مع أبناء عمومته أرجوك تدخل
الصدمات والمصائب لا تأتي فردا...
......
كان أولاد العمومة يجتمعون في مجلس الشباب في منزل الشيخ زهران وأخذ يتداولون الحدث، خديجة الجعفري خرجت عن طوع يعقوب وسافرت مع أخيها بدلا منه، ليقول أحدهم : صدقوا ليس كل الخيل يناسبه كل الفرسان
ليقول أخر : فرسان، تسمي مدلل أيوب فارس، حسرة علي الفرسان فارس فارس، أخره كلاف يركب الخيول العجوزة
وتعالات ضحكاتهم وسط نظرات يعقوب المشتعلة وهو يقول : إذن واجهني رجل لرجل ولنعرف من الفارس ومن المرأة أيها السبع
ليقول وفيق السبع : أنا لها أن كنت لها
القوا سلاحهم أرضا وبدوا في القتال، امسك السبع بسكين الفاكهة عندما وجده أرضا ويعقوب يمسح دماء فمه ليقول الأخر : ماذا أيها المدلل جرحت وجهك
ليقول يعقوب وهو يجهز عليه بقسوة رغم الجرح الذي سببه ليده :لا يا ابن السبع طلبت الأخرة
وأخذ القتال يشتد حتي أنتهي والسبع ملقي عند قدم يعقوب وجميع ثيابهم ممزقة وملطخة بالدماء ويعقوب يرفع السكين له قائلا : قف و واجهني أيها الفارس
واقترب منه قائلا : سأترك لك علامة لتعرف كل يوم من هو يعقوب أيوب زهران الجعفري حتي لا تنسي وتذكر من جهل
بمجرد رفع يده ليقضي وعده، صرخة جده الغاضبة أوقفته وهو يقترب منه ويرمي السلاح بضربة من عصاه: حسبك يعقوب قم عن إبن عمك هيا
وقف يعقوب بعيون مشتعلة وعلي مضض، ليقول زهران :قف يا وفيق وحدثوني بما حدث والا والله تجلدون جميعا، فقدت عقلكم لتأذوا بعضكم بعضا
ليقول أحدهم : يعقوب من اتي وأشهر سيفه جدي زهران وبدأ الحرف
ليقول يعقوب بدفاع : ما أشهرت سيفي إلا لأنظف وسخ السنتكم
وهنا اقترب صهيب وهو يلف جرحه قائلا بهمس: جرحك عميق
لكن سؤال الجد شغل انتباههم : ماذا قلتم ليتحد القتال بينكم
نظرة خوف وصمت، ليقول أحدهم بقوة واهية : بدر لنا حديث عن واقعة ذكرناها بينا ونحن نتعجب جدي
نظرات الجد مستفهمة، فقال الأخر : يقولون ان ابنة العم الراحل خرجت عن طوع زوجها وسافرت دون إذنه ويقولون ان ليس لكل الخيول كل الفرسان وان الأصل غلاب
ثلاث صفعات واحدة لصهيب وهم يحشرون والدته فأي سبة، واحدة ليعقوب وكرامته والكل لزهران الذي قال : ستسافر مع أخوها بدون إذن زوجها كيف هذا
ليقول الأخر بدافع : هكذا سمعنا من الناس
ليقول زهران بغضب : وأنت أي شيء تسمعه تقوله مثل النساء، إذن أين عقل الرجل الذي يفهم ويزن ويعقل الحديث ويغير علي عرضه، كيف لحفيدة لي أن تخرج دون إذن لأي شيء، كيف ستخرج دون اذن زوجها ويعلم أخاها ويوافق، أليس فيكم رجل رشيد، زوج منشغل بأمر فكلف أخوها بالأخر ليأمن علي زوجته من غدر الطريق، لا تفعلونها ولا تحدث في أوساطنا، أجيبوا
ليقول أحدهم بإعتذار : صدقت جدي، حديث كله حكمة، نحن نعتذر علي سوء الفهم وظلم أختنا بالقول، لا تغضب رعاك الله لنا
ليقول زهران :إن تكررت لن أخبرك بما سأفعل، ثانيا أي شجار بينكم ثانية دون أن تحتكموا لكبير لكم او تحدثوا بالعقل، سيكون مطرود من مجلسي، ولأن البداية أهم شيء، يعقوب ووفيق مطرودان من مجلسي طوال الشهر القادم لا أريد أن أكحل عيني بوجهكما هيا
نظرات صدمة ودهشة ومن ثم رحيل غاضب، تبع صهيب فيه يعقوب خوفا عليه من الغضب والجرح وكل شيء يخفيه داخله في هذا اللحظة
............ يتبع