الفصل 24

7 0 0
                                    

الفصل الرابع والعشرون
جلسة بسيطة، يبلغ فيها الجد الحفيد بما حدث، قبيل الجلسة التي إنتهت، ليقول الجد بسعادة : أحسنتم صنعا
ليقول مسعود بتساؤل : ما الفائدة من هذا الخطوة
ليقول الجد : العيار الذي لا يصيب يشتت، ما كان في الحسبان أن تذهب معهم شبيه زهران، وفي الأساس العائلة مفككة ومختلفة بين بعضها، في السابق كرهو أن الصديق فرط في نسب الجنوبين ليناسب آل جبران، أخذوا عليه الأمر في محمل عظيم، لأنه لم يرفض فقط كل أبناء العمومة بل رفض وفضل عليهم غريب ليس من الجنوب، وخاصة مع تصاعد إشاعة أن نسب الجعفري كان من الجارية، كل أبنائه الذكور كانوا منها، وأن عائلة الجعفري تجمع القوة والمال والسلطة لتبقي علي رأسنا، ومع الكثير من البحث من بعض العائلات لم يجدوا أي سجل يثبت ذلك، ثم اتي وفضل الصهباء علي بنات عمومته وبنات الجنوب، و وضعوا أبنائه علي رأس القائمة في العائلة، هناك غضب خفي وخوف متجذر من أن يتولى صهيب بعد جده، والتخلص من أي طرف سيكلفنا الكثير، لهذا أشعل بينهم الخلاف، ينيهم جميعا، ومع تعديل بسيط، اذا اختلفوا وضعف تجمعهم، سيكونون مثل غصن عجوز في شجرة مبتورة، سيسقط وبعدها الأقرب قوة والأجدر والانسب سيكون نحن، وخاصة إن كان منا لهم ولد، سنقف ونقول نحن أجدر لأن كذا وكذا وكذا وخاصة أن الأحق كان صهيب وهذا ابنه
ليكمل ابنه بدهشة : والزيت والدقيق يخصنا، والحكم سيكون لنا
أشار له جده بتأييد، ليقول ابنه : خطتنا واضحة، لكن أعتقد انك ستغير في مسارها حسب الحاجة
ليهز الجد رأسه ويقول : نعم، فقط استمعا لي واصبرا، الأمر يحتاج صبر وهمة عالية، غدا تتفرق دماء الجعفري بينهم ويسقطون، وإستكمال لهذا، أريد أن ينتشر خبر أن ابنة الجعفري خديجة خرجت عن أمر زوجها يعقوب، والدباجة سأتركها كلما
ليقول الحفيد بحماس : أولا من سينشره هم الخدم بين الخدم ونسائهم بعدها خير موصل ، ثانيا والأهم سيقال هناك خيول لا تناسب إلا الفرسان
............................ 
في نفس الوقت كان أنور قص علي جده بعد أمره له، كل شيء بدون استثناء ولو صغير، كيف ومتي ولما وماذا وصلوا في النهاية، أيوب كان يستمع غير راضي وهتف غاضبا له : إن فقدت أختك عقلها، أرشدها، لا تذهب ورائه كإمعة
ليقول صهيب مؤيدا : لما لم تخبرني، أن كنت لا تقدر علي إقناعها ها، لا أصدقك أنور، كنت أحسبك علي عقل وبصرية، خذلتني
ليقول أنور ببعض للدفاع : والله يا جماعة الأمر كان مخطط له، لم نذهب عزل، كان معا حراسة وكنت معها، ما حدث كان عيار طائش
ليصرخ أيوب بغضب:  و أصاب، ذهبت لمكان دون جرال3، ومن ثم كنا نلهو نحن حتي تذهبا تفتشنا عن الخبر
ليقول أنور بهدوء وتعب : خديجة كانت تجمع كل المعلومات وكانت ستقدمها لجدها كمساعدة
وقبل أن يكملوا شجار، هتف زهران قائلا : إنتهينا، كلا لحاله هيا
ليقول أنور بإعتذار : جدي أنا أسف
لم يجب الجد وظل علي صمته، فخرج أنور غاضبا مهزوم، وتبعه صهيب ولكن لغرفة أخته ليطمئن عليها، وقال أيوب بتساؤل : علي ماذا تنوى أبي
ليقف زهران مغادرا لغرفته : تصبح على خير أيوب
نظر أيوب لأبيه الراحل بتوجس، أكثر الغضب خوف، هو الغضب الصامت وخاصة إن كان من زهران الجعفري، كما يقولون ربما يترك الأشخاص علي فعلهم لسنوات، حتي يستوفي الحد، فيلقي العقاب، عقاب يليق بصبر امتد لوقت وأحيانا يزيد
.........................
كانت حفصة تجرد محتويات المطبخ وتدون ما سوف تزيده لبداية الشهر الفضيل، عندها عدة ولائم ستقام، عائلتها وعائلة زوجها،و أصدقائه وأصدقاء العمل، تقول لنفسها : حسنا حفصة، جيد هذا الكميات، ربما نزيد علي نصف الشهر مع باقي طلبات العيد
وخرجت وسمعت الخادمتان يتحدثان وقول إحداهما : يبدو الأثاث وتجديد المنزل رائع يا فتاة، انظري كيف يكون الأثاث
لتقول الأخرى وهي ترتشف الشاي: نعم حقيقة، السيدة وفاء خيرا فعلت، إن اودعتنا هنا، العمل قليل والمنزل هادئ
وهنا وفقط اشتعلت عيون حفصة بالغيرة، كان ينقصها خلافات مع بشير فعلاً، من يوم عرس فريد وهما لا يتحدثان ويتواصلان بأي طريقة، تجنب كامل، هو لا يرضخ ولا هي، للفرق هي يقتلها الشوق والحزن لحالهم، وهو صخر إن أودعته للجدار أجاب عليك
كانت تمشط شعرها وسط خضم الأفكار وماذا تنوى وماذا لا، ليدحل بشير غرفته متعبا، يذكر نفسه أن لابد أن يذهب لعزيزة غدا صباحا لأنها طلبته، لكنه منشغل عنها، أخته الحبيبة، أمه الحقيقة حقا، ولكن الآن يطير من عقله التركيز وهو يري جميلته الحلوة تمشط شعرها المتموج بشرود، أشتاق حقا لها ولكنهم علي هذا منذ عدة أيام، ورثت صلبة الرأس من أيوب أو ربما حسناء، اقترب منها وضمها من الخلف، يداعب أنفه رائحتها اللذيذة وبيده يداعب خصلاتها قائلا : كيف حال لوزتي الحلوة
أفاقت من شرودها وهي تقول وهي تضع المشط جانبا : بخير يا أبن الطحان
ليضحك قائلا : لا تتحدثي هكذا، تشبهني والدتك
لتقول وهي تخرج له ثيابه : أنها أمي، ما بها
ليقول وهو يتجه للحمام يغتسل :سيدة نساء الجنوب طبعاً، أمزح لوزة
كادت ترحل، حتي أمسك يدها وقربها منه وقال وهو يداعب خدها : حفصة رجاء، ننهي الخلاف أرجوك، أشتقت لبسمتك وصوتك
نظرة منها لتقيم الوضع قائلة ببعض الابتسام :حسناً، يرضيك ما فعلته
ليقول وهو يرفع وجهها له : والله لا، تصرفت بتهور، لكن أنا أحبك واغار عليك وأموت هكذا مكاني أن أصابك أي ضرر، ما تحملت أن أري رجلا يحاول التغزل فيك، أعرف من أنت وابنة من وقصدك، لكنها الغيرة عمياء حبيبي
لتقول بتساؤل : ورغم كل هذا ما زالت علي طلبك
ليتنفس بتعب : حسناً، تقريبا، ربما ملابس طويلة ومحتشمة والوانها قريبة من الأسود مثل هذا سيكون أفضل
أخذ بيدها، وأشار لها علي أحد فستانها ذات اللون الكحلي في اكحل درجات، لتقول ببعض التعجب : لكن هذا للعزاء بشير
ليقول بهدوء : ابنة عمتك أشهر مصممة للبلاد، أظن إذا جلستما معا، ستجدين ألوان وتفاصيل تزين الأمور لك، لا أريد ملابس مثل السابق، أريد ملابس محتشمة ولا تلفت الأنظار، ماذا قولتي
بداخلها حرب عارمة، ولكن بسيطة ستتناقش في الأمر مع زهراء وستجد حلا، رغم أن فستانيها ليست ملفتة، لا جدها ولا والدها يقبلان ولكن الصبر كل الصبر الجميل بشير، لتقول له وهي تقلب الطاولة عليه : إذن الغيرة عمياء
ليقول بشير بتأييد : نعم
لتقول وهي تعقد ذراعيها وتستند علي الخزانة : والمنزل هذا من سيدته
ليقول بشير ببعض التوجس: أنت بالطبع حبيبتي
لتقول حفصة وهي تلقي حديثها مرة واحدة : إذن أريد تبديل الخادمتان ومن الغد
ليتعجب بشير قائلا : لما، هل أخطأت بشيء، نعرفهم منذ عمر، أمنتين، ونظيفتين، ورحيم معتاد عليهم
لتقول حفصة بغضب: لا أدخل منزلي خدم أمر غيري بتواجدهم، كيف تسمح للمدعوة وفاء ان تختار خدم منزلي، سأغيرهما من الغد لا أرتاح لوجودهم
ليقول بشير بتعجب وغضب : هل جننت أنت أم فقدت عقلك، وفاء هذا خالة ابني وابنة خالي وإياك ثم إياك حفصة مهما بلغت مني محبة، أن تهيني أحد من عائلتي، سمعت
لتصرخ قائلة بغضب: انا لم أهن أحد بشير، انا طلبت طلب ومن حقي وابلغك فقط
ليقول بشير برفض : عذرا حفصة، لا أنفذ هذا الطلب مالم أري عيب جسيم، وخاصة أن رحيم معتاد عليهما منذ الصغر ويرتاح في التعامل معهما
لتقول بتساؤل يشبوه التعب : إذن حتي هذه تفرضها علي بشير
ليحاول التماسك وهو يقول : حبيبتي، لماذا نقطع خبز المرأتين
لتقول حفصة وصوتها مغلف بالبكاء : لا، سيذهبان لبيت والدك كما كأن او بيوت العائلة لن يتشردا
ليقول بشير بهدوء وهو يحاول احتواء الموقف : حفصة لا تضعي مقامك لمقامهما، قلت لك أسباب وجودهما الأساسية كبري عقلك قليلا
نظرة استنكار منها، ليقول وهو يحاول نزع الغضب : حبيبتي دعي كل هذه الأفكار، ما رايك ان نغير الأمر ونتناول العشاء معا، اشت...
وبترت كلمته وهي ترحل قائلة بغضب، تاركة الغرفة : دع الخادمتان يحضرانه لك
واغلقت باب الغرفة ورحلت عنها، وفي طريق لجناح أخر تقيم فيه، مرت بغرفة رحيم تطمئن عليه، ربما افاق من صوت صراخهما، لكنه وجدته نائم، اطمأنت ورحلت، ولكن تظاهر بهذا، هو سمع وشعر بما جري وصوت عادل وسط تجمع لهم مع شباب العائلة الأصغر عمرا، يخترق روحه بقوله " غدا تمر الأيام وتصبح عبء رحيم، لا أعتقد أن فتاة الجعفري المدللة ستطيق وجودك ومتطلباتك  لوقت طويل، وربما يميل أباك"
ليجيبه متجاهلا :  دعنا لا نسبق الأحداث عادل، والأفضل أن يتولى كل منا أموره ويركز في مصابه، ويحاول إصلاح شئونه، يا ابن عمتي "
..................................
   حان الموعد المتفق عليه، هو كان يجلس في مجلس الضيوف ينتظر وهو يتحدث مع جبران تارة ومصطفي تارة، وأنور يبدو شاردا علي غير العادة، وهي كانت تتجهز، حزينة بعض الشيء لمرض  و إصابة خديجة وخائفة من صمت جدها ما ورائه، وهناك بعض الارتباك لمجلس اليوم هذا، ولكن انتهت وضع العقد علي عنقها، عقد رقيق علي شكل أوراق شجر صغيرة، وفستان ناعم التصميم يناسب برقة بلون بنفسجي فاتح المعروف باللافندر، يصل حتي نهاية الركبة ومغطي الأكمام ولكن كانت من الدانتيل المنقوش هي و جزء من الكتفين، هبطت بهدوء تلقي السلام قائلة : السلام عليكم
ليردوا السلام قائلين : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، زهراء
ويشير لها الجد بالجلوس جواره بقول : تفضلي ابنتي، هذا رشيد
لتحييه بوجه مجامل بعض الشيء : أهلا رشيد، أنرت المنزل
ليقول الجد وهو يتركهم تحت تصرف ورعاية يسر : المنزل منزلك بني، ستتنأقش في يخص العمل وأنور أريده أن يوصل غرض لأحدهم قبل حلول العاشرة
ليبتسم رشيد بتفهم : لا بأس عمي، لا عليك
وخرجوا وقالت يسر بلطف : أنا وجدتك جوارك في المجلس المجاور، سنتناقش في احدي التعديلات الضرورية قبل حلول موسم العزائم
نظرة وضحكة صغيرة من زهراء علي هروبهم هذا وهزت رأسها، فرحلت يسر، ليأتيها صوت رشيد مرة أخري مرحبا : أهلا زهراء، كيف أخبارك.
زهراء وهي تمسك كوب العصير المفضل لها وهو الفراولة : بخير رشيد، لكن احب أن نستغل الوقت ونبدأ بالموضوع مباشرة
سعل رشيد من مفاجأة ردها وقال : يعني اسألي عما تحبين وأنا سأجيبك أن شاء الله إجابة ترضيك
قالت وهي تمسح أثار العصير عن شفتيها : جميل، إذن ما هو مفهوم الزواج بالنسبة لك وماهي أهم أربع قواعد لاختيارك زوجتك
شعر أنه في امتحان فلسفة شفهي وأمام مدرسه، زهراء تحاول السيطرة وإدارة الجلسة كما تحب، مداهمة وليست محادثة، ليقول وهو يستجمع أفكاره سريعا : جوانب كثيرة للاختيار زهراء
لتتابع السؤال قائلة : مثل
أخذ فنجان قهوته يشربه قائلا بثقة : سنبدأ بالجانب النفسي، الا وهو القبول، لابد من وجود نسبة قبول بيننا حتي يتم الارتياح والتواصل الجيد، الجانب العقلي هناك نقاط مشتركة او طرق تفكيرنا متوازية بشكل جيد تساعدنا علي إجراء حوار ونقاش، حتي الثوابت والمبادئ قريبة من بعضها البعض، سيوفر الكثير، الجانب الروحي أن أجد فيك ما يكمل ما احتاجه واحبه وانا لك بالمثل، والجانب الجسدي، أظن أن القبول الجسدي إشارة مهمة علي نجاح الإختيار لكل ما سبق، طبعا الجانب الأخلاقي تشابه أخلاقنا وعاداتنا مهم ومرجو، ما رأيك أنت
لتقول زهراء وعيونه تلمع بريق : كما يقول يعقوب، أشتريت حديثك، حسناً وجدت كل هذه في من المرات القليلة الذي رأيتها في
ليقول رشيد موضحا:  المرات القليلة التي رأيتك فيها، تفي لقرار الجانب الرابع فقط، باقي الأشياء كانت عن سابق بحث وإطلاع عن حياتك، الأخلاقي مثلا نحن من نفس العائلة، علي نفس الأسس جميعا تربينا ونربي أولادنا، يزيد الإهتمام بأمور عن أمور في جزء عن الأخر في العائلة لكن كلنا ندور في نفس الدائرة، الجانب العقلي ، أري أننا الاثنان نعمل مع إختلاف الأعمال ولكنها تتبع أسلوب إدارة وتنظيم وتفكير، سيفيد كثيرا في قرارات تالية في حياتنا، الجانب الروحي والنفسي، صراحة زهراء أجد فيك قبول، اتمني بعدما تستخيري وتستشيري أنا أوفي هذا الجوانب أيضا
تتجاهل زهراء هذا النقطة، لتكمل أخري : حسنا، كيف أخبار أولادك
ليجيب بهدوء : بألف خير وعافية سلمتي
لتكمل : كيف تسير أمورهم
ليلتقط أول الخيط وهو يقول : حسناً، من أحد أسباب زواجي أن أجد أحد يعيني علي مسؤولية الولدين، مثلا أحد يكن مكاني عندما أغيب في سفر أو بطولة، يعرف متي يخرج ماجد مثلا ومتي يعود، نسيم تكبر سريعا تحتاج إلى شخص أمنه عندما يكن حوارها ينصحها، يفهم عليها
لتقول زهراء بتخمين : مربية لهما
ليجيب برفض قائلا : لا طبعاً، الحمدالله عندي ما يخدم طفلي، ثانيا هما يعرفان تلبية أمورهم، فقط أريد من يساعدني وأطمئن لوجوده في غيابي، شخص يكن مكاني، وخاصة إني أريد أخوة لهما في وقت لاحق من الزواج.
نظرة استفهام منها، ليكمل قائلا : يعني بعد الزواج وإستقرار أموره سيكون في الحسبان أن يكن للولدان اخ أو أخت علي الأقل
لتسأل زهراء : ما رأي عائلتك في هذا الأمر
يجيب رشيد سريعا : رد الفعل الطبيعي لأي عائلة، سعادة وبعض الخوف من التغيرات الجديدة.
لتكمل زهراء وهو تشير لطرف إصبعها مستدلة به : مجرد خوف وليس إعتراض مثلا
ليرد : عندما أتيت اخطبك، تخوف جديك من بعض نقاط التشابه التي ربما تصيب خلاف بينا، مثلا مثل القوة وصلابة الرأس، أنا أراها مهمة مثلاً في التعامل مع مسئوليات البيت والولدين والموازنة بينه وبين عملك
لتقول زهراء موضحة : جئت تطلب يدي ولي حياة بشكل معين، إن وضع النصيب بينا لا تتوقع التبديل لحالي من عمل وغيره من الأمور
ليقول رشيد وهو يقلب الطاولة عليها بلطف : بالتأكيد، لكن مثلا لن يكن هناك شيء أهم من منزلك و زوجك وصغارك وإخوتهم، كما يقول الشيخ زهران رسالة المرأة الأولي منزلها والباقي يأتي تبعا
ابتسمت وهو تقول لحالها سرا "أيها الرشيد الماكر، تعرف من أين يؤكل الكتف" وتقول له بهدوء :إن شاء الله
برهة صمت وكل منهما يتناول مشروبه، ويسر تسمع لثريا" زهراء لم تبقي للرجل كلمة، أول بأول تجلد"
نظرة أمل من ثريا لتقول "عسي أن يعجبها في النهاية" لتهمس يسر بقول "أمين، أشتقت شعور ام العروس "
وضعت زهراء كأس العصير قائلة : هل عندك اي أسئلة لي رشيد
هز رأسه بلا وهو يرددها :لا
لتقول هي بتساؤل : كيف علاقتك بأهل زوجتك الراحلة، ان شاء الله جيدة
ليقول بتأكيد : الحمدالله الولدان في كل إجازة يزورانهم، زيارات مبادلة ويتواجج في أي مناسبة تخص الصغيرين وبعض الإقامات المتقطعة، تعرفين هم من مدينة غير مدينتنا
لتجيب زهراء بدون تعبيرات واضحة : جيد
ليقول رشيد بود : أظنك أكثر شخص يفهم أهمية ومكانة علاقتهم ببعض أليس كذلك
لتجيب بتأكيد :بالطبع، هل يعلمان خبرك هذا
هو رأسه بنعم وهو يقول : نعم، وباركا لي، أوصاني بالاختيار الجيد، فطمأنتهم
لتقول زهراء : حسنا رشيد أخر شيء، زواج يعني استقرار، استقلال، أفضل منزل لنا، تعرف منزل والدك طوال الوقت حسب ما عرفت يكون ملئ بالضيوف وأولاد الخالة والعمة والأخت والصديق والصديقة، تفهمني وعلي فكرة سيكون أفضل أيضا لإبنتك بعد ذلك
ليقول رشيد بتأكيد : لا تقلقي، لي منزل مقابل لمنزل أبي في نفس الشارع وبنفس التصميم حديقة واسع ومنزل وسيع
لتكمل قائلة :حسناً سنحتاج تغير بعض الأثاث وخاصة الغرف الخاصة، وأخر أمر أقل مدة خطبة  ستكون أربع أشهر، هذا ان تم القبول
ليقول بتفهم : وأنا موافق، أستخيري وأنا في إنتظار ردك.
وهنا دخلت يسر وثريا وهو يتظاهران بالحديث في أمر مهم وأخذ يكرران تقديم الضيافة لرشيد، حتي اتي الجد جبران وأكمل معه حديث..........
...................
ظلت من بعد عرس فريد تكذب نفسها بشأن ابنتها وأنها بخير كلما تحدثها، ولكن عندما صوتها الحزين في الصباح، ارتدت ملابسها علي عجل وغيرت ميعاد الزيارة ورحلت لها برفقة يعقوب، في نفس الوقت كانت حفصة تنهي فيه صنع لأوازم الغداء، وتأمر الخادمتان علي مضض بصنع الباقي من الطهي، وجلست تشرب فنجان شاي في شرفة غرفتها، حتي استأذن رحيم وهو يقول بأدب :  أختي حفصة هل تسمحين لي بالجلوس معك
لتبتسم له قائلة : بكل سرور حبيبي، تعال
وصبت له كأس شاي وهي تقول : عدت باكرا من المدرسة.
ليقول بهدوء : حصص الأنشطة والألعاب لا أحب حضورها وغالبا نع أستأذن وارحل، كيف حالك
لتقول بود : بخير وانت
ليقول ببعض التوتر و الارتباك : أختي حفصة لا أريد شيء ان يغيرك علي أو علي أبي، والله أنا أحبك أيضا وارتاح لوجودك يا أم عز
ابتسمت للكنية الأخيرة الذي يدعي بها أبيه، لتقول بلطف : لا شيء من هذا يمكن أن يحدث لا تخاف، لكن لما
وفجأة فهمت مقصده، ليقول هو :نعم سمعت شجاركم، أنا لا يفرق معي إلا راحتك عامة، أستطيع أن أحدث أبي وألبي لك طلبك
لتقول حفصة وهي تقشر له جزء من الفاكهة : لا حبيبي، لن أدخلك في مشاكل الكبار، ومراعاتك لي هذا عندي بالدينا، لا أريد شيء أخر
وناولته ثمرة البرتقال ليأكلها، وهنا أتت احدي الفتاتين وهي تقول : سيدتي حفصة،، السيدة حسناء والسيد يعقوب بالأسفل
تهلل وجهها وهبطت سريعا كطفلة صغيرة ترحب بهم وتحييهم وترمي في أحضان أمها وهي تقول وهي تقبل خدها بغزارة : أشتقت لك كثيرا أمي. وينظر لها يعقوب نظرات غير راضية لتجاهلها له لتقول وهي تداعب خده : وأنت أيضا يا حبيب و روح حفصة، كيف حالك يا ولد.
لتقول حسناء وهي تجلس علي أقرب مقعد : يشبه حالك في الصباح، بلائي بكما عظيم وهنا يهبط رحيم علي مهل وهو يقول بترحيب : أهلا وسهلا بست الحسن السيدة حسناء، أنرت المنزل والله
لتقول بود للفتي : تعال يا ولد كيف حالك
وتقبل رأسه بمحبة قائلة بعتاب لحفصة : حفصة يبدو نحيف عن أخر مرة رأيته فيها، الا تهمين بالولد
لتقول حفصة بدفاع : أبدا هو مم يأكل القليل لأنه يأكل الكتب عوضا عن الطعام. ليقول يعقوب وهو يأخذ الفتي ليضمه : دعوا الفتي وشأنه، رجل يفكر في مستقبله
ليقول رحيم بتأييد : أحب الإطلاع والقراءة كثيرا، لهذا كان من السهل علي استيعاب مناهج من هم أكبر سن وتجاوزها، لهذا رغم إني أصغر من ماجد إلا أني معه بالصف، وحاليا أحاول أخذ هدنة لتحديد أكثر تخصص أفضله حتي اسعي في زيارة اطلاعي له ودراسته إن شاء الله
ليقول يعقوب :  تعال نلعب قليلا، أنا أنهيت دراستي منذ زمن
ليقول رحيم بترحيب : إذن تعال، قرأت كتاب جديد سأقص أحداثه عليك
ورحلا، لتقول أمها : نجلس هنا ام في غرفتك.
لتقول حفصة بهدوء : في غرفتي أفضل
وحدث وقصت عليها أخر ما حدث بعد الكثير من السؤال من حسناء، وانتهي الأمر تبكي علي كتف والدتها وهي تقول : لا أحسن التعامل معه أمي، أشعر بالتعب قليلا
أخذت حسناء تربت علي ظهر ابنتها وتقبل جبهتها بحب قائلة : هوني عليك حبيبتي لوزة، الزواج هكذا ملئ بالجانبين، وجدتي تقول الشجار ملح الزواج ولكن لا تكثري منه حتي تفسد طبختك
لتقول حفصة بتساؤل : ماذا أفعل أمي
لتقول حسناء بهدوء : زوجك مشكلته أنه يريد المنزل إستراحة لا يعمل عقله فيها، أنت بذكائك هذا أوصلي له أن وجوده مهم وعقله مطلوب ولكن في الوقت الذي يكن مناسب لهذا، يعني يرتاح يتناول طعامه وتتسامران و بأسلوب سلس قولي ما تحبين وفي نفس المنوال أخبريه عما تحبي وقت تعبك وراحتك، حتي يراعي كل منكما الأخر، ثانيا يبدو أن وجود هاتان ليس طلب من رحيم ولكن لأجل خاطر الولد الذي اتي واشتري خاطرك لا تدخليه بينكما ومرريها أنت سيدة المنزل هنا
لتقول حفصة بإعتراض: أشعر طوال الوقت أنهما يراقبني وخاصة بالأمس
لتقول حسناء : نتأكد من هذا و أعدك ستكون أيامهم هنا معدودة، لكن كل شيء بالهدوء والروية يمضي أخذ الحق صنعة ابنتي، وسأكون جوارك وأول الشهر سأبعثك لك خادمة جيدة تكن معك، وتكن حجتك كثرة العمل في الشهر الكريم من ضيوف وعزائم وعلي نفس حجة قطع الأرزاق والاعتياد تبقي وتكن عينك ومناولك، إقناع الرجال بأمر مثل إقناع ولد صغير حفصة يحبون الحلوى إبنتي أكثري منها فهمتي، يعني لو كنت جاريتي التيار وإستخدمت عقلك أمس، كنت أدخلت فتاة تعرفيها كما سنفعل الأن حتي توقعيهم في شر أعمالهم التي تشكين فيها لاحقا، في الحياة نحن لسنا الله نقول كن فيكون، نحتاج الصبر والعقل والحكمة
لتقول حفصة بتساؤل : و أمر ثيابي أمي
تنفست بتعب حسناء وهي تضمها بحب، لا تحب طلب زوجها هذا، ولكن لن تزيدي النيران بينهم لتصبح حرب : سأحدث زهراء ونجلس جميعا لصنع أجمل تصميم ثياب مناسب لك، مع إن الف جبل لا يخفي ضوء القمر الحلو هذا
لتقول حفصة بإعتراض: والله أمي، ثيابي حتي في العرس كانت محتشمة وجميلة
لتقول حسناء بمراعاة : من صغرك وانت تفوقين الجميع جمالا ومميزة هكذا تجذبين العيون حبيبتي، بسم الله ماشاءالله علي الشعر الطويل الكثيف والبشرة الصافية القمحية بلمسة بيضاء خفيفة ولا هذا العود الذي يشبه الغزال وعيون الغزلان والرمش الكحيل، ماذا أقول لأقول في هذان الخدين المكتنزين والشفاه والله أذوب من جمالك.
لتضمها حفصة بحب قائلة : لمن سأكون غيرك لك أمي
شددت امها علي ضمها قائلة :حبيبتي
في نفس الوقت أتصل أيوب بحسناء ليسألها عن خطب، فقيل له أنها ذهبت لحفصة، توجس قبله أن تكون ابنته مريضة وبسبب القضية الأخيرة انشغل عنها ولم يراها منذ أسبوع واعتمد علي حسناء في التحقق من أحوالها، أخذ عباءته ورحل إلي منزلها وخاصة عندما وجد والدته غير موجود ذهبت لزيارة يقين مع سمية.........
في هذا الاثنان ورحيم يجيب علي إتصال ماجد الذي يؤكد عليه أن سيحضر قريبا، اتصل علي والده يخبره أن يحاول أن يتواجد علي الغداء لوجود يعقوب وحسناء، وهنا أنهي بشير عمله سريعا ورحل، يتوجس من تواجد حسناء مع حزن حفصة وقلبه يحدثه" لقد خرب ببيتي"
ووصل، فوجد سيارة أيوب و سيارة يعقوب، لحظة ارتد فيها خائفا وهو يقول بنداء شعبي وهو يضع يده علي رأسه والحديث داخله "يا الهول" يالهوى"، هل سأقدر علي حسناء، لأجد أيوب، يارب إن مرت هذا المشكلة دون ذبحي سأذبح بقرة، كن معي يا الله"
دخل مجلسه وهو يلقي السلام محيي: حللتم أهلا عمي، كيف أخبارك يعقوب، والله كنت سأخذ رحيم وحفصة اليوم وأتي للإطمئنان علي زوجتك ، الف سلامة عليها
ليقول يعقوب بشكر : سلمك الله صهري، كيف حالك وحال أختي معك
ليقول بشير وهو يشكر ربه : الحمدالله نعمة الزوجة ونعمة النسب وقال لإبنه بنداء وطلب : رحيم، هيا إجعلوهم يتعجلوا بالغداء
ليقول أيوب وهو يناول مفاتيحه ليعقوب : بني، عدل راكنات سيارتنا حتي يسهل علي سائق ماجد ان يركن سيارته
ليأخذ المفاتيح منه ويكرر أيوب : ركنة بدون خدوش يعقوب
ليقول يعقوب بضجر : فهمت أبي
ليقول بشير بترحيب : أنرت عمي، الساعة المباركة التي انارت فيها منزلنا
ليقول أيوب وهو ينهي كوب العصير الخاص به : شكراً صهري، عرفت هذا،يبدو عليك التوتر
ليقول بشير بنفي: أنا
ليكمل أيوب : كنت في عملي، حتي إتصلت أسأل حسناء عن أمر، فعرفت وجودها هنا لم أجد أحد يخبرني السبب علي غير العادة والميعاد، فقلت أذهب واطمئن علي إبنتي
ليقول بشير بترحيب : والله أنرت منزلنا عمي
ليكمل أيوب عنه :الساعة المباركة التي أنرت فيها منزلك، لكن الساعة المباركة حقا التي يطمئن فيها قلبي لحسن إدراتك منزلك
ليقول بشير ببعض التوتر :  هل هناك شيء عمي
ليقول أيوب وهو يدقق النظر فيه : بشير، قدر شعرات رأسي البيضاء وأحترمها معي رجاء، أعرف من يوم عرس فريد وان بينكم خلاف و يبدو أن الأمر أصبح غير مسيطر عليه، لهذا انت متوتر من تواجدنا، أسمع بني الخلافات بين الرجل و زوجته أمر طبيعي، من المستحيل أن اجد زوج لابنتي لا يختلف معها، لكن الخلاف يحكمه الود، فلا يطول الهجر ولا تزيد القسوة، يسود التفاهم، النساء تفهم بأذنها أغلب الوقت، الكلام الحلو مفتاح النساء، وربما الهدايا، عليك معرفة مفاتيح زوجتك مثلما عليها معرفة مفاتيحك، تشاجرا ولكن عودا و تناقشا و أعرف أسباب الخلاف وحلوها معا، تجاوزها معا، أول عام هذا يكون أجمل وأصعب أعوام الزواج، بعدها تتكونان خضتما شوط كبير التألف والتقارب، الإحسان لا يريد به إلا بالإحسان، الإساءة تقتل الحب وتنزع أساس علاقتكما، ستقول أني دللت إبنتي ولأنها خطبت أكثر من مرة وفسخت الخطبة لا تعرف معني المسؤولية والزواج وأمور هكذا، لا بني الخطبة أمورها كلها علي البر، كل خطبة ذهبت كانت ليس من نصيب إبنتي وكانت لسبب، منهم من أخل شروط الإتفاق بينا، ومنهم لم يكن مناسب لها ومنهم من كان ليس نصيبها، لكن مع هذا علمت إبنتي تحمل مسؤولية قرارتها وعملتها أمها كيف تصبح زوجة وتدبر شئون المنزل والزوج، مثلما علمك والدك أيضا، ولكن العلام غير التجربة لك ولها، لا تخف هكذا مني، أنت في مقام يعقوب عندي، واجب علي نصحك مثله بشير، هو أيضا رغم كل شيء يختلف مع خديجة، يغلبهم الخلاف تارة ويغلبوه تارة، هكذا حال الدينا، المهم أن نلتقي في المنتصف وألا  نهون علي بعضنا بني فهمت
حك بشير رأسه من الخلف وشعر ببعض الخجل وقال بشكر ومحبة : فهمت عمي
.......... يتبع....

زهور الغفرانحيث تعيش القصص. اكتشف الآن