Chapter 15 : "نار في القصر"

52 5 111
                                    

"كان مقتنعًا بأن الكون خلق خصيصًا ليكون مسرحًا لعظمته... وأن الآخرين مجرد متفرجين في مسرحيته الكبرى...."
.........................................

الجميع يعرف مدى خطورة أن تكون في قصر لعشيرة مجرمة تجيد لغة القتل أكثر من أي شيئ آخر...و كذلك الحال عند وصولك إلى قصر آل دايموند، تشعر وكأنك على مشارف مملكة خفية تملك زمام الأمور في الظل.

القصر يرتفع على تلة منعزلة، محاطًا بغابة كثيفة تُخفيه عن الأنظار، وكأن الطبيعة تتآمر لحماية أسراره, عند أقدام التلة تتعرج طريق ضيقة، مرصوفة بأحجار قديمة يشبه الأمر و كأنها تدعوك إلى اختبار شجاعة قلبك قبل الدخول.

البوابة الحديدية سوداء وعملاقة، تُصنع من حديد مشغول، يكسوه الصدأ في نقاط محددة تشي بقدم الزمن الذي مر عليها منذ قرون ...في منتصف البوابة، نقش رمز العائلة محفور بعناية: أين يتشارك طائرا العنقاء بلون ذهبي قطعة ألماسية يحملانها بمنقارهما حينما تفتح البوابة ينفصل كلاهما و تختفي القطعة الألماسية لكن عندما تغلق يظهر شكل الشعار بلون ذهبي بارز في ذلك اللوح الحديدي الاسود و لعل الأمر يبدو غريبا لمختلف العشائر كون عائلة كهذه يتغلغل داخلها الإجرام ان تتخذ كائنا خياليا رمزا و شعارا لعائلتهم فالعنقاء وفق للأسطورة الخيالية هو رمز للبعث من جديد أي بمعني الخلود و التجدد يشير لمعنى العائلة التي لا تموت كون هناك دائما جيل يعقبها و يتولى خلافتها...أما قطعة الماسة الصغيرة هي رمز لمعنى لقب العائلة التي تشير للقوة و الصلابة و النفوذ , فعند سماع إسم سلالة آل دايموند فهناك ثلاث كلمات تخطر على ذهن أي مستمع "القوة, الثراء, النفوذ..تماما كقطعة الألماس.

توقفت تلك السيارة البيضاء أمام البوابة الكبيرة أين خرج منها رجلان احدهما ببدلته الرسمية السوداء و معطف طويل صوفي و آخر بثياب شتوية عادية مع سترة جلدية سوداء.

نظر كلاهما للبوابة و لعل الجو إتفق على إضفاء لمساته الرمادية لتعطي للقصر إنتباها و حلة مرعبة أكثر حينها تقدم لوكاس فانتوم بخطوات ثقيلة في فمه سيجارة تكاد تنتهي و خصلات شعره الشقراء كانت تغطي رماديتاه بينما يضع كلتا يديه في جيب المعطف و ملامح منزاجة جدية كما إعتادها دائما.

بقي كلاهما ينظران لتلك البوابة هو و زعيمه آليكسندر دايموند الذي قرر فجاة أن يزور قصر عائلته في لوس أنجلوس بعد غياب طال 6 سنوات كاملة , سبب قراره المفاجئ هذا حفز غيمة وهمية سيطرت على كل أفراد عصابته و خاصة لوكاس , لأنه واضح تماما لما قرر ذلك الوغد زيارة مفاجئة لعائلته..

إلتفت لوكاس لآليكسندر بنصف نظره و كانما ينتظر أي ردة فعل تظهر علي وجهه لكن آليكسندر كان ثابتا , هادئا حتى زرقاوتيه كانتا عاتمتان تماما كجو المكان , ملامحه باردة كجليد القطب الجنوبي و لعله شعر بهالة غامضة و مريبة تنبعث منه , ظل ساكتا لبضع ثواني ثم أخيرا قرر كسر ذلك الصمت بصوت منخفض و هادئ:

Equarelle_Lily >> زنبقة إكواريلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن