Chapter 16 :" الرقصة الزنبقية"

64 7 80
                                    

"она - все, что ты не можешь контролировать"

"هي كل شيئ لا يمكنك التحكم فيه..."
.............................................

في تلك الأجواء الباردة تمامًا في الصباح، كان آريوم فولكوفين يشق طريقه بين الحشود في قلب موسكو.

كانت الأنفاس تتصاعد في الهواء كالدخان والشوارع  عليها بقايا الثلج المتساقط أما هو... فكان جزءا من تلك البرودة....

كان ذا بنية قوية تُشعرك بأنه وُلد في قلب الشتاء الروسي.... عظام وجنتيه بارزة وأنفه مستقيم كأنه منحوت من الجليد.... عيناه الزرقوان كالثلج تُضيئان ببريق بارد مثل برودة المكان لا يحتويان على أي دفء أو شفقة....

شعره أبيض و كأن الشيب نال من عمره الثلاثين صفف بعناية تامة...رغم قسوته كان يحمل نوعًا من الأناقة التي تليق بشخص يعرف كيف يخفي حقيقته خلف قناع من الهدوء.

ملابسه كانت سوداء بالكامل، معطف ثقيل طويل يصل إلى ركبتيه، يده المغطاة بقفازات جلدية سوداء..نعم مجرد مواطن عادي، ربما رجل أعمال في طريقه إلى مكتبه، لكن من يعرفه عن قرب يعلم أن آريوم فولكوفين ليس إلا نسخة حقيقية من الجنون...

آريوم لم يكن يعرف الرحمة و لا مصطلح الشفقة فقط... كان يعرف البقاء في قمة السلسلة الغذائية في عالم الجريمة، وكان يفعل كل شيء ليبقى هناك ...بالنسبة له كانت موسكو مجرد ساحة لعب و حشود الناس لم يكونوا إلا قطعًا على رقعة شطرنج كبيرة وهو اللاعب الوحيد الذي يعرف القواعد حقًا.

الليلة...نعم حان الوقت لكي ينشب الدب الجبلي عن مخالبه....الليلة سيتم تشغيل آريوم فولكوفين و عودته للخدمة.

آليكسندر  دايموند الرجل الذي يعرف كيف يستغل قسوته لصالحه.... لم يكن تابعا له و لا فردا من عصابته كان مجرد صديق جمعتهما الصدفة في بناية منعزلة في موسكو بالتحديد...

المطلوب بسيط في مظهره لكنه معقد في تنفيذه.. إنه أشبه بشن حرب على الدولة لكن الفرق هنا الدولة هي إجرامية و من يحكمها هو ملك قاسي حذر و ذكي في ميدانه..

آريوم لم يكن يوما جاذبا للأنظار سوى لأنظار صاحب العيون الزرقاء المشابهة لخاصته, هو الذي رأى هالته الحقيقة و ما الذي يكمن وراء وجهه الثابت من جنون و إختلال...

عندما كان الأخير يمشي بين الحشود بنظرة ثابتة و دقيقة تعي محيطها إهتز الهاتف في جيبه آخذا تركيزه و  مقاطِعًا أفكاره التي كانت مشغولة بالعديد من الأمور ....بلمسة واحدة أخرج الهاتف ونظره ثابت على الشاشة حيث ظهر اسم المتصل و قد نجح ذلك في رسم ابتسامة جانبية على شفتيه تلك التي تنذر بالخطر لكل من يعرفه ثم بصوت منخفض أجاب بسخرية :

"كنت قد بدأت أفتقدك..."

جاءه الرد بنفس السرعة ولكن بنبرة باردة:

Equarelle_Lily >> زنبقة إكواريلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن