الفصل الخامس

37 2 3
                                    

الفصل الخامس ..











‏"مازلت أنا الفارق المتفرّد الأعذب
‏مهما عثوا في بيادر حزني أشباهي"

.
.

1:30 ص
رمضان - المدينة المُنورة
حي الشهداء
1429 هـ


على عتباتِ المنزل العتيقة كان يجلسَ ثلاثتهم وبرفقتهم بعض من ابناء الحي.. يلعبَ أمامهم بعض الاطفال بالكُرة والاخرون قد اجتمعوا امام تِلفاز موصول بـ جهاز "بلاستيشن " .. كلِ منهم ينتظر دوره للعب .. بينما البقية اختارو الوقوف امام " البسَطة " لِشراء البطاطس المقلية من ابن الجار الذي امتهن الصنعة واختار كسب عيشة في ليالي رمضان منهم ..

صرخّ عليهم احدهم بِصوتٍ عالي : مَسلم قدم البنيت خلهن ياخذن الدور اول ؛ العيال ماهم طايرين للفجر وهم يلعبون بالشارع عندنا لكن البنيت رايحات بيوتهن اخلص عليهن اول ..

لِيردف المُنهمك في عمله: ابشر ابشر يابو زينه ماطلبت الحين اخلصها ..
ليِعود الاخر للحديث معلِقا على احد الصبية المراهقين اللذين يلعبون امامه :
ولد يالليث مالحقت عمكَ الذيب بالكورة غشيم مايعرف ولا انت طالع لِعيب شرواي ..
قهقهه من حوله على تعليقه الذي لا يمتَ للحقيقة بصلة .. و الذيب يقف امامه رافعاً ثوبه من اسفله لِيربطه على خصره وقد اخذه الحماس لمشاركتهم اللعب لِيخرج البديل :
الليث وانا عمك حولها لي حولهاا ..
لِيرميه ذاك بالكُرة ..وملامحه الفتيَة تتفاخر بدخول عمه المحترفّ للتعزيز على الرغم من اعتراضات الفريق الاخر واتهامهم بِالغش .. فالنتيجة اصبحت محسومة ...

لِيقف راضيَ بعده مساندًا فريق الخصم : لا لا تزعلون عمكم راضي جاي معكم ؛ م عليكم بالليث وعمه ..

استند محمد على " المركى " من خلفه وهو ينظر اليه بملل : يارجال اقعد لاتفشل نفسك ما انت غالب الذيب تعال بس تعال خلك من هالبزران وعلمني كم وصل السوم على سيارة بن عليثة اللي البارح ..
لم يجد جوابًا منه وقد اندمج في لعبه .. لِيشاركه الحديث من تبقى معهم بالمكان حول السيارات و بيعها وشرائها ..
يسمع من خلفه صرخة الليث الحماسية بـ : قوووووووول وجبنا عليكم هدفييييين ... مستفزعين بعمي راضي اجل .. ما احد مثل عمي الذيب بالكورة ..

ليقطع حديثه مع من بجواره وهو يرمي بكلماته لليث: كفو وانا عمك .. ياراضي ارجع مالك ومآل الكورة الذيب ابخص بها ؛ تعال ودي تعلمني عن سومة السيارة ناوي اشتريها ..
يقترب منه راضي بِغيض بعد هزيمته : ترا قلبت راسي ما كن بيشري سيارة الا انت ؛ سومة سيارة بن عليثه علمها عند بن عليثه وانا وش دخلني فيه .. ازهم عليه وانشده ..
لِيعتدل في جلسته ؛ وهو يقدم له كوبًا من الشاي :
خذ بس خذ روق واخزي ابليس وبن عليثه من يكون ماهو رحيمك انت اولى انك توسط لي عنده ينزل السوم انت خابرني مامعي قيمتها والسيارة ماهي بهاك الزود ..
اخذ الكأس منه بغضب وهو يتكىء على المركى بجواره .. يتجاهل حديثه ..
يتأمل الذيب المستمر في اللعب بلا تعب والصبية المُتحلقين من حوله بحماسِ الشباب و اعجابهم بِه ..
بينما محمد قد توقف عن الحاحه وهو يرى قدوم ابنتيه اليه بين يدي كل واحدة منهَن صحن من البطاطس .. لتجلس الكبرى جوار ابيها والصغرى فيه حجره ..
شعرَ بالانزعاج حينما سدد الذيب رميته السابعة في مرمى الخصم .. ليشيح بصره عنه وهو يبدأ بالحديث عن السيارات من جديد معهم ..
يشعر بتقدم الذيب اليهم الذي انهى للتو شوط المباراة بعد ان ضمن فوز فريقه .. يعد الفريق الآخر ان يلعب معهم في الغد ليكون الفوز من نصيبهم ...
و هكذا هي مبارايات الشوارع .. بلا انظمة ..
انتبه لجلوسه على الطرف الآخر من محمد .. وهو يمد يده يلاعب الزين :
وش هالزيييين يالزين ! والله انا قايلِ لابوك لا تسميها الزين بتظلم البنيت من عقبها ماتخلي لهن زين ..
وتلك الطفلة تتطاير فرحًا لـ اطراءه .. ونظراتها تنتقل الى بنات الرجل المُقابل لهن بغرور والتي هي على خلافِ طفولي معهن ..
لِيرفع كفه عنها .. وهو يحمل المُهرة من حجر ابيها والتي آبت بغضب على غير عادتها ان تأتي اليه وهي تصرخ :
اترررركني باجلس عند ابوي .. ما ابي اجلس عندك .. ما احبك انت .. ابي ابوي بس ... اتركني ..

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن