الفصل الثالث

32 5 2
                                    


















                       الفصل الثالث

.
.

الصدمة اللي تجي من جيز خلق الله..
‏تصدم جدار الثقة وتموت طوالّي
غير البلا جات من خلٍ على خله ..
‏اليا تذكرتها ويلي على حالي

‏ينتابني شيء مايعلم به إلا الله..
‏يجعلني اصد وجهي واجلس لحالي
من ضيقة الصدر اخاف تخونني زلّة..
‏وتجرح لها واحدٍ في خاطري غالي

‏عرش الهواء اللي تولّى فيه واحتله..
‏لاطاح منّه وش عاد يبقى لي
بتعم في صدري الفوضى وتحتله..
‏وآعيش في حزني وفي خيبة آمالي

.
.
.

العاشرة صباحًا ..
وقد وصل اخيرًا للمنزل مترجلاً من سيارته .. راميًت شماغه على كتفه يمشي بانهاك واجواء المدينة الحارة نهارًا كصهريج من نار يصب على رأسه يُتلف أعصابه المنهارة أكثر...
فتح الباب مستغفرًا متعوذًا من حرارة جهنم ..
ليرى أن والده بانتظاره خلفه ؛ ولم يكن وحده بل تشاركه المكان ثلاثة وجوهٌ فضولية تنظر اليه بِتفحص وقد هدأت اصواتهم منذ دخوله ..
اقترب من والده مقُبلاً رأسه و يده .. ثم التفت عن يمينه وهو يرى ثلاثتهن يتقدمن للسلام عليه ..
ابتسم ما ان ادرك هوية اولى من بادرته السلام وتلك الشامة أسفل عِنقها مايميزها منذ الصغر ؛ يهتف باسمها حاملاً حنينه بـ نبرته :
الجفول ؟
طفرت دمعة من عيناها وهي تَرتفع على اطراف اصابعها مقبلة رأسه .. تهز رأسها مؤكدة : ايه الجفول يا عمي الجفول ..
لِينطق لسانها دون ادراكِ : ماتوقعتك تعرفني ....

احاط كتفيها بذراعه مُقبلاً جبينها بخفة : افاااا كيف ما اعرفك وانا عمك .. بنت عبدالله و اخت محمد و زوجة الليث وانساك .. وقبل ذا كله كونك الجفول اللي ما احد ينساها ..

لتبتعد عنه بشيء من خجل قدره هو .. ينظر للاثنتين المُحبطتين من خلفها .. فٰ الجفول المدللة بالتأكيد ستكون ذكرى خالدة في ذهن كل من يعرفها .. ليشير لـ القصيرة الناعمة الرقيقة من خلفها :
وانتِ غلا .. لا تحسبيني ناسيك انتي بعد أعرفك والله لو بين مليون بنية يا بنت عساف .. تعالي سلمي ..

لِيشد ذراعها بخفة اليه .. يُقبل جبينها كما فعل مع سابقتها .. يرى ارتجافها المتوتر الخجول بين يديه .. وهو يحطيها مُقربًا اياها منه وهو ينظر لثالثتهن الناظرة اليه بشيء من تحدي : امممممم وجهك مو غريب .. انتي اكيد من بنات عفرا ؛ ولا يمكن بنت هيفا العنود .. ذكريني من انتي ؟

ابتسامة متسلية ارتسمت على شفتيه حينما رأى اشتعال النار في عينيها الغاضب وهي تهتف بصدمة : عمممممممي !!!!!
ليِضحك .. مادًا ذراعه لها : تعااااالي والله ماتغيريتي من يومك دمكَ حامي ادناة الدون تنرزفك وتعصبين .. كيف انسى الغرنوق " طويلة العنق " شيخة البنات كلهم بنة ؟
افاااا انتم الظاهر تحسبوني فاقد الذاكرة ماني بمسجون ..
تبخر غضبها ما ان حطت قُبلته على جبينها لترمي بُقبلاتها على رأسه هي الاخرى بحماس :
والله ياعمي كنت رااااح احقد عليك لو ما تذكرتني اجل تتذكر الجفول وغلا وتنساني انا ؟

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن