الفسل الثاني عشر

20 2 0
                                    

    












                                      الفصل 12

تأمل سكونّ المكان من حَوله لا يخترقه الا صفيرَ الجدجد بِرتم مملل ؛ وغزالهَ بين احضانه قد اغمضَ عيناه نائمًا مطمئنًا.. ليكون السهر في هذه اللحظة من نصيبه يسامر الليَل في افكار شتى و مزيج من الكُره و الحقد والضعف ينتابه ؛ يكرّه اختناقّ انفاسه في كل مرةً يختلي بها بنفسه .. يخاف تلك المواجهة مع ماضِ قاسِ تلطخت به حياته .. لا يواسيه سوى صوتَ الطبيب الذي رددَ على مسامعه مراراً :

" إنت ضحية .. الشي ما صار برغبتكَ ولا باستسلام منك ضحية ناجية ؛ انت المفروض تكون ممتن ان المتحرش خذا جزاه ؛ انت بطل يالليث على رغم كل ماصار لك وضعفكَ في تلك اللحظة كنت تقاوم .. لو غيركّ كان ممكن استسلم من ضعفه .. لكن انت قويّ داخلك قويَ .. ما ينفعَ تدمر حياتكَ ومستقبلكَ كله على موضوع تقدر تتجاوزه بشجاعتك .. التجربة اللي مريتَ فيها مو هينه اي نعم ؛ لكن لك الخيار انكَ تكون حبيس الموقف او تتحرر منه بما فيها و تتخطاه وتخليه موقفك يزيدكَ قوة عن قبل .. بل حتى تقدر تكون شخصَ يتصدى لهالناس و ميولاتهم المريضة و افعالهم المشينة .. والاهم انكَ تكون انسان يسعى لتطهير الارض من اصحاب الفطرة المخالفة والاعمال الرذيلة .. الخيار لك يالليث وانا اتنبأ لك بمستقبل عظيم ان تعديتّ هالمرحلة وطويت صفحتها من حياتك ... "

سرح نظره للحظات وهو يرى الذي عاد من جديد اليه .. يمشيّ بخطواتِ اقربّ للاتزان لا يكاد يتبين فيها عرّج ..
لِيشيعه بنظراتِه حتى وصل اليه .. وهو يجلس جواره ارضًا .. اخبرَه بما طرأ على فكرِه حين رآه :
راهي .. انا ليه دايم أحس اني ماني من اهل الأرض ؟ ليه احسّ اني بمكان ماهو مكاني .. روحيَ داخلَ ضلوعيَ جامحة عجزتَ اروضها .. تبي تطيييير تكفخ جنحانها بالسماء ولا تعود .. ولا تعود ابد ..

هزَ رأسه طاردًا افكاره تلك .. لِيلتفتّ راسما على ملامحه ابتسامة باعترافِ غريب :
انتّ تدري ولا ؟ اني كلَ مره اشوفكّ مقبل لي احلفَ انك الشامخ المتواسي والارضَ هي اللي مالها على شيلتكَ حيلة ..
انا ياما شكرتّ الله عليكّ .. يا ما سجدتَ شكر لله انكَ جيتَ في هاك اللحظة ان ربي ارسلكّ انت .. انا مدري وشلون حتى لحقتّ علي .. ولا ادري وشلون صدقتني رغم كل ماكان بينا .. لكن الحمدلله.. والله يجازاك ماوفيه ولا الحقه ..

شدّ رأسه اليه مقبلاّ جبينه بامتنان ... ثم ابتعد قائلاً .. :
انا اشهد ان الشاعر ما غوى يوم قال ..
لي عزوة ٍ ربي خلقهـم كريميــن
‏ولي حـق أفخٰـر بالرجال الدواهي
‏هاك الرجال المكــرمين العفييــن
‏رجالهـم في كل الأحــــوال راهـي

وانا اشهد ان لولا الله ثم انتّ كاني ضايع .. يابعد كلَ من تعزويت فيه ..

لم يجبه الراهي بشيء .. ومزاجّه المفسد تمامًا حرضّه على العودة لما تركَ ... وهو يمد كفه مخرجًا سيجارة قد اقتناها من المحطة القريبة .. لُيولعها مّستنشقاً منها ما استطاع ان يّحرق بها جنوَن غضبه وافكاره محاربًا ندمه ..
يسمعَ الليثّ وقد وترتّه غرابَة تصرفاته هذه الليلة .. :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن