الفصل التاسع

30 3 0
                                    







          الفصل التاسع :


.
.

لا عاد تطرون لي محمد يامحبينه
‏مثل ماطاريه يسعدني يأذيني

‏قبل امس روح وانا اخر من سكن عينه
‏ومن حينها عاجزٍ لا افتح لحد عيني

‏ترك مع الذكريات البيض سكينه
‏وفيتها من محبه في شراييني

.
.


المدينة ..

عصرًا
المسجد النبوي ...

لاتدَري حقًا مالذي طرأ عليه حينما آتاها قُبيل العصر بوقت وهو يخبرها بهدوء على نقيض غضبه الذي غادره بها :مُهرة .. رايح أصلي بالحرم .. اذا تبين تمشين اجهزي ..

تمنت ان تنطقّ بلااا ! تمنت ..
لكن شوقها الى الصلاة هُناك غلبها ؛ وهي تراه يخرج من دورة المياه متوضئًا ليُبدل ثوبه .. تتحرك بهدوء للوضوء .. دون ان تخبره برغبتها في الذهاب .. لكنها حين خرجت تفاجئت انه يقف على نقيض العادة مُرتديًا ثوبه الابيض و غترة بيضاء فوق رأسه .. لتمسك بعبائتها ترتديها .. ثم تمضي خارجة حينما اشار لها ان تتقدمه ففعلت ..
لم يتصادف مع احدِ حين خروجه حتى والدته وهو مُدرك ساعات قيلولتها التي تستيقظ منها مع اذان العصر ..
ومغادرة والده للمزرعة بعد الغداء وعودته منها مغرب كل يوم ..

لذلك قرر اخذها معه وللعجب انها لم تجادله كما ظن ..
بل استكانت وتحرك معه برضى .. اراح صدره المثقل بشجارِ الصباح ..

حينما وصل للمواقفَ الغربية التفت اليها مواضحًا وهو يمدها بكمامة من دُرج سيارته :
خذي البسيها داخل مو هنا ، واذا تبين نقعد لصلاة المغرب بعد ما عندي مشكلة ؛ بس ارسلي لي عشانّ ادفع للمواقف .. ماخذه ساعة

تجاهلته .. لتتحرك نحو بوابات النساء ويتبعها هو منبهًا عليها بصوته : لا ارسلتَ لك ردي علي اعرف وين اقابلك ..
اومأت برأسها موافقة بصمت .. ليتحرك مبتعدًا من امامها .. تراقبه هي بنظراتها حتى اختفى بين جموع الزوار لتتحرك داخل ساحات النساء .. تخلع نقابها قبل دخولها تُثبت الكمامة على وجهها ..

تيسر لها دخول الحرم لتجلس مستندة على احدى الاعمدة بعد صلاة التحية ؛ بانتظار اقامة العصر .. تأخذها الأفكار بعيدًا سارحة في ردة فعل الزين ..
لكن صوت الله اكبر بدل ذلك السرحان لِذكر الله .. حتى حين أنهت الصلاة.. حسمتَ امرها مستخيرة .. بركعتين ..

تتأمل هاتفها الذي رنّ بتنبيه منه بعد دقائق قضتها بالذكر.. لتجيبه واقفة تنوي الخروج بعد ان خف زحام الخارجين من المكان ؛ وصوته الخافتّ خلاف ضجيج من حوله رمى بداخلها شعور لم تألفه من قبل :
انتظركّ قريب البوابة .. تعالي ..
اغلقت منه .. لتمشي بخطواتها خارجًا .. حتى التقطه يقف على جانب الطريق ..
توجهتَ اليه وعينيها تراقب الحياة والاطفال و حمَام الحُرم يزين الارضّ مفترشًا يطير بعضه فاردًا جناحيه فارًا من ركض الاطفال ؛ لِيعود ما انّ يرموا اليه بعض الحبوب ليأكلها ..
انتبهت الى كفهَ التي داهمتَ كفها وهو يشدها اليه مبتعدًا عن الطريق ليسمح لمجموعة من احدى الحملات بالمرور دون الاصطدام بها ..
لِيمشي وهي بجواره .. وعلى نقيض نفورها منه .. واعتقاده بانها سـ ستحب كفها من بين يديه .. كانت صدمته الاخرى منها ؛ وهي تتبعه بهدوء حتى توقف بالقربّ من مقهى ستاربكس .. وهو يسألها بهدوء خوفًا من تقلباتها : اجيب قهوة ونجلس هنا شوي ..

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن