الفصل السابع

36 1 0
                                    






الفصل السابع ..

كل ما ظنيت به ظنً يجي من فوقه
‏ و كل يومٍ يعتلي الهامـات هامه هامه ..

مزارع المدينة ..
مزرعة ال معتق ..
10:30 ص


جلسَ تحت ظِل شجرة .. و بجواره الـراهي مُستكينا مغمضًا عينيه في غفوة بسيطة بعد ان هزمه النوم..
يتأمل والده الذي استغنى عن عُكازه ؛ يقف بـ انحاءة ظهره لـ تهاجمه رعشةَ هزتّ داخله خوفًا من الفقد ..
اشاح بوجهه عنه مستعيذاً من سوداوية افكاره ؛ مشتتًا انظاره عنه لُيعيدها بِلهفة ودواخله كلها تتمنى لـو ركض اليه راميًا نفسه في احضانه مستنشًقا عطر حنانه متزودًا لـماتبقى له من العمر ..
استقام من مكانه مُتجهًا اليهم .. وهو يسمع صوتَ والدِه المنزعج من الشجار الدائر حوله بين القطبين الغاضبين
: ياولد انت وياه عيييب عييييب ومنقود انت وولد عمك ماتقابلتوا الا تهاوشتوا ..وانت حشم اخو مرتك واحترمه سواياك ذي عيب ..
انفعل الليث بغيض وهو يشير نحوه بـ اتهام : وهووو ليه ما يحشمني ؟ قايٍل له خيلك لا اشوفه عند الفرسَ حقتي من اول يوم جبتها !! وما كثر الله غير الأفراس بالمكان .. اجي اليوم ويصدمني عثمان يقول فرسيَ لقحه من خيله الخايب ! مايفهم هو يستعبط ع راسي انا ناوي اجيب لها الأصيل وهو .......
صرخ بِه ابو عبدالله المنزعج : ياولد لا تخليني احلف ان خيولكم كلها تنقلع برى المزرعة !
ولقحت من خيله وش فيها ؟ خيله اصيل وانا اشهد له بنفسي من اطيب الخيل ..
بِعناده مُصرًا اعترض : بس صاحبه ماهو أصيل ..
اندفع حينها محمد وقد تفجر غضبه حقًا : ترااااك زودتهااا احشم نفسك ياخي ؛ وفرسك دامك خايف عليها خذها واقلعها عني .. سايرها ساير على كل فرس هنيا و بحر اصيل غصبِ عنك ...
تدخل حينها الذيب بينهما لِيهتف بصرامة : قسم بالله ما عقلت انت وياه لا ارمي بكم برا بنفسي وكل واحد يتوكل محل ماجاء ما جينا نتهاوش ف روقونا ..
تفرقا حينها كُل واحد في اتجاه .. والذيب يمُسك بذراع والده يحثه على العودة : تعال يُبه خلك من هالمخبل .. وصيت عثمان يضبط لنا القهوة ..
اتكىء عليه عائدًا للجلسة .. ليتبادلان الاحاديث بخفوتٍ احترام لـ راهي النائم .. و الذي ما ان سمع همسهم فوق رأسه حتى نطقَ :
لا تستحون و تتساسرون فوق راسي عاده السلق اللي يصارخون من شوي طيروا النوم كله ..
اعتدل في جلسته .. وهو يتناول فنجان القهوة الذي مده الليثَ به .. يستمع بصمتِ لاحاديث جده وعمه وعيناه على الاثنان اللذين امامه يتناكفانِ بالأحصنة ؛ تأمل استمتاع اخيه الليثّ حتى وان اخفاه بالغضب المفتعل هو يدركَ ما يحمله اخيه من طفولية طاهرة في قلبه
ابتسم حينما رآى انتصاره في سباقه على محمد ..
لتلفت ابتسامته الذيب : اشوفك مبسوط .. ماكنهم السلق اللي طيروا النومة..
هز رأسه مستسلمًا وهو يردف : عاد الليث يمديَ احد يزعل منه ؟ ولا محمد ؟ لو العرب كلها تعقل عز الله ما عقلوا ..
ابتسم موافقًا : اييييه والله انك صادق رجال ميرَ لو الله يفكهم من هالخباله ..
التفت الى ابيه الذي سأله باهتمام مُنتهزًا غياب الليث و محمد : ياوليدي الحين تاركٍ البنية لحالها من البارح وممسي هنيا ! مايصير وانا ابوك ولا هي زينه .....
استقام راهي واقفًا مبتعدًا من انحاء مسار الحديث لما يخص عمه وحياته .. متجهًا الى الكوخ المبني بين الاشجار
ومزاجه واعصابه قدّ تبدلتِ من صداعه وقلتِ النوم .. لُيقابله محمد رافعًا هاتفه في وجهه : حي هالوجه ماودكَ تقول كلمة لأخوياي ؟ كلٍ ينشد عنك .. ويطالبونك تفعل السناب شروى اخيك ..
رفع حاجبه وكفه ترتفع لِتبعد الهاتف عن وجهه بملل : ابعد بروح ارقد ..
لِيضحك مبتعدًا عنه وهو ينشر السنابة غيضًا وكيدًا في الليث مُعلقًا تحتها :
ولد العم النقيب/ راهي بن عساف ..ظهور خاص له بعد طول غياب ...
ولم ينتظر ليرى الليث السنابَ ؛ بل حولها اليه عمدًا دون تعليق .. لِيشاهدها الليث .. و يلتقط الشاشة على صورة راهي فقط ؛ يُعيد نشرها في سنابه مُعلقًا عليها :

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن