الفصل العاشر

30 2 0
                                    












                الفصل العاشرة :

:
:
:

صاحوا تناخوا دورا بي عذاريب
‏تجمعوا ليلة وزى وسولفوا بي
‏اثري مسوي بالقلوب الاعاجيب
‏وانا مثل شق السما نقش ثوبي


:
:

‏5:00 AM
-المدينة -


ياااا الذيب .. يا راهي .. قوموا اذنّ الفجر قوموا ... ما وراكم دوامات ؟ قوموا خلنا نصليها جميع ونرجع البيت يالله ...

فُتحت اعينهما معًا .. ونظراتهم الى الواقف بينهم متخصرًا بملل .. ليدرك الذيب ان النوم قد غلبه هُنا بعد سهرة طالتَ حتى الثانية ليلاً مع الليث وحده ..
يعتدل في جلسته مراقبًا هاتفه بأمل وليد اللحظة .. ان تكون " تلك " قد افتقدته بِرسالة ..
لُيضحك في سره من ثقته العالية حين لم يجد لها شيئا ..
يسمعَ صوتَ الليثَ الساخر :
الله يا دنيا ! الذيب اللي اول م يصحى يفزّ واقف شروى اسمه ومتوضي وذاكرٍ ربه صار يصحى يدور بجواله .. انتبه " البدايات دي انا عارفها كويس " .. مير بنت محمد ماهي فاقدتك على ضمانتي ..

رمقه بِنظرات اضحكته .. لِيقف نحو دورة المياه بتجاهل ؛ يلتفتّ هو لـ راهي المتكىء في فراشه مستفردًا به .. :
ابو الليثَ .. دام اصبحتّ شبعان نومَ وانت نايم من اثنعش .. انا اقول صل الفجر واستخير بالمره ؛ اخياتك امس قابلنِ اخت عبدالعزيز ان جازت لهن توكل واخطبها .. يكفي نسيبك يكون كفو مثل عبدالعزيز !

رآه يستقيم واقفًا .. يتحركَ داخلا دورة المياه بعد خروج الذيب منها .. يشير للذيب ان يتقدمه للخارج .. ينتبه لِوقوفه على صِبة من اسمنت مرتفعة مغطاة من الاعلى فقط.. لها بضع درجات يصعد اليها.. قَد فُرشت بسجاداتِ الصلاة ومحرابِ بسيط في مقدمتها ..
آذن الليث فيها ؛ ثم اقام الصلاة .. لِيتقدم الذيب مصليًا بهم يؤمهما بخشوع صوته العذبّ ..

يستكين جميعهم بِذكر الله بعد الصلاة مع تسبيح العصافير بتغاريدِها الفجرية ؛ ونور الشمسَ الذي تجلى بهدوء مبددا ظلمة الليل بما حمل ؛ تتدرج ألوان الشروق في السماء ممتزجة بـ سوادها ونسيم الفجر البارد ينعش الأرواح و يُسكن ضجيجها ..
يلتفَ الذيب اليهما مستندًا بظهره على الجدار من خلفه ؛ لا يتزال السبحة بين يديه ؛ وعينيه تتابعانِ الراهي مغلقَ الكفين امام شفتيه .. تصله همسات التحصين الذيّ ينفث بها داخلها .. ينتقل بعينيه لليث الجالس متوركًا بقدميه مستغفرا باصابعه سارح العينين في الأرض ..
يدرَك في اي عالم من الذكرى هو .. وعقله يرفَض حتى التفكير في الكارثة الذي اصابته !
يتمنى ان يختلي بـ الراهي سريعًا ليعرفَ تفاصيل الأمر منه لكنه في الوقت ذاته خائف مما سيعرف.. يعز عليه ان يسمع تفاصيلَ الأمر بـ وآثره النفسي على ابنه الروحي ..
ازاح نظراته عنه حينما افاق من سرحانه .. وهو يلتفتَ بجسده يمده نحو راهَي .. مدخلاً يديه في جيب ثوبه .. لِيخرج هاتفه..

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن