الفصل السادس

31 3 0
                                    




الفصل السادس ..

وآصلً لـ آخر محطات مختل الشعور
‏يوم صبري صد عني وبانت خلته

‏صرت ماحب التواجد ولا احب الظهور
‏خاطري ماعرف علاجه وأنا اعرف علته.




جبـل اللوز - تبوك ..
السادسة مساءً ..

وحيدَ هادىء و مُنعزل ..
في منأى عن الناس ؛ يتأمل حُلة البياض التي تكتسي بها الأرض امامه بينما يجلس مستندًا على المركى وناره التي اوقدها ببعض الحطب يتراقص لهيبها منعكسًا في عينيه .. يخرج يده من الفروة التي احاط بها جسده.. وهو يمدها بالقرب من النار امامه .. تضيق أنفاسه مع قُرب رحيل الشمس . . و وجوب عودته الى الديار الليلة ..
حينما وجب وقت الصلاة .. أذنَ لها .. ثُم صلى ..
وما ان انتهاها حتى ردد اذكاره وهو ينحني لحمل ما تبقى من حاجياته واعادتها للسيارة .. صعد اليها .. ثم انطلق في ظلمة الليل وبين وعورة الجبال التي يحفظها .. عائدًا للمدينة فقد اطال الغياب و انتهت اجازته ..
أمسك هاتفه ما ان استوى بسيارته على طريق المدينة .. لِيفتحه بعد ان كان مُغلقًا لاسبوعين.. انهالت عليه الرسائل بشكل قد اعتاده .. لِيفتح على الواتساب .. متجهاً على رسائل الأهم - فـ المهم ..
فتح رسالة والده المِبشرة باختصار : ياولد البشارة ؛ عمك الذيب رجع ..
توالت بعد ذلك رسائل اخواته و ابناء عمه .. ليجد اكثر الرسائل من صغيرته " غلا " .. وهي تُمطر عليه بِتفاصيل التفاصيل بشكل يومي دونِ كلل .. تسأله كل يوم عن حاله كيف يكون مع علمها التام انه لن يجيب عليها الا حين تنتهي اجازته لكنها تُصر اشد الاصرار على مراسلته بشكل يوميِ واعطاءه التفاصيل المهمة ..
ويبدو ان غيابه صادف الكثير من الاحداث التي خبأتها لاخبارها به .. ليقرأها بِترتيب وهدوء ..

" راهي أشتقنالك بالحيل ؛ متى تترك طبعك وتفتح جوالك لا سافرت ؟ "

" كيفك اليوم ؟ م عندك نية ترجع .. احنا طيبين كلناااا وننتظرك " ..

" راااااهي ويييييينك .. ليش مو فييييه اليوم بالذات عمي الذيب رجع لنااااا .. ليتك فيه " ...

" ههههههههههه بعد طول انتظار ، اخونا الموقر حدد زواجه بعد شهر ؛ ارجع عشان تفزع معه اكيد يحتاجك" ...

" الجفول رفضت الموعد تقول تبيه بعد اربع اشهر .. بس باقي ابيك ترجع ترى طولت هالمره ): ..

" تخيييييييل ! عمي الذيب تزوج بنت محمد صاحبه و جابها معه !!!! " ...

حسنًا ..
خروج عمهّ من السجن كان على علِم به .. فـ ليس الليث وحده من سعى له ؛ حتى هو كان يُتابع القضية بِسرية وبما تسمح له حدود عمله الحساس في مثل هذا الأمر ..
ومع هذا آثر نفسه وانعزاله .. فلا فرق في وجوده من عدمه كما يعتقد ..
كما تنبأ ايضًا بـ ان اخيه سـ يحدد زفافه ما ان يخرج عمه لِذلك لا دهشة في الامر ..

المهرة الي دونها الف حارس يصعب على اطوال الشوارب نحرهاحيث تعيش القصص. اكتشف الآن