**قبل سنوات…**
في قرية "يانريا"، كانت الحياة تسير بوتيرةٍ هادئة، بعيدًا عن صخب العالم الخارجي. عاش ياسو بين أفراد أسرته، حيث كان والده محاربًا مقدامًا يحظى بالاحترام والتقدير من أهل القرية، . إلى جانب أخيه الاكبر يوني، وأخته الصغيرة، كانت العائلة تعيش في سعادةٍ وهناء.لكن هذه السعادة لم تدم طويلًا. فقد أظلت سماء "يانريا" غيوم الحرب السوداء، عندما غزت دولة "تشاو" القرية بغتة. رغم أن المحاربين البواسل حاولوا الدفاع عن قريتهم بكل ما أوتوا من قوة، إلا أن أعداد الأعداء كانت غالبة، والأسلحة كانت أكثر قوة. سقطت القرية بين أنياب مملكة تشاو، ومات معظم سكانها في المعارك الشرسة.
بينما كانت الفوضى تعم القرية، شعر ياسو بارتباكٍ وخوفٍ لم يعرفهما من قبل. فرّ من ساحة المعركة، هاربًا من مواجهة العدو، بينما كانت النيران تلتهم "يانريا". بعد انتهاء الحرب، عاد ياسو ليجد أن والدته وأخته قد اختفيتا في ظروفٍ غامضة، بينما والده لقي حتفه في قتالٍ يائس ضد الغزاة.
لم يكن ياسو وحده في حزنه؛ فقد تغير يوني بعد الحرب. حمل في داخله غضبًا مكبوتًا وكراهية لكل شيء، وخصوصًا تجاه أخيه الذي لم يقاتل. تصاعد التوتر بينهما، حتى انفجر في مواجهةٍ مروعة. تعارك ياسو ويوني في ليلةٍ مظلمة، وفي لحظة من اليأس، انتهت المعركة بموت يوني على يد ياسو.
**سنوات بعد ذلك…**
مرت السنوات، وظل ياسو يحمل عبء تلك الليلة على كاهله. لكن ما لم يكن يتوقعه هو عودة يوني من الموت. لقد عاد أخوه، لكن هذه المرة كان مختلفًا. كان نصفه بشريًا، والنصف الآخر شيطانيًا. لعنةٌ مظلمة أعادته إلى الحياة، ولكنها سلبت منه إنسانيته.
واجه ياسو أخاه من جديد، لكن هذه المرة لم يكن الصراع فقط ضد قوة يوني الجسدية، بل ضد الظلام الذي سيطر على روحه. كان يوني يبحث عن الانتقام، لكن ياسو كان يعلم أن المعركة الحقيقية ليست في الأيدي، بل في قلوبهم المحطمة.
---**في إحدى الليالي المظلمة…**
تحت ظلال الغابة العتيقة التي تحيط بقرية "يانريا" المهجورة، كان ياسو يتنقل بين الأشجار الكثيفة، متفاديًا الأشواك والنباتات المتشابكة. كانت الغابة نفسها تتنفس الغموض، وكأنها تخبئ شيئًا خلف كل شجرة وصخرة. عرف ياسو أنه قريب من المكان الذي تجلى فيه ذلك الوجود الغريب. كان قلبه يثقل بثقل الماضي، والذنب الذي لم يتركه لحظة واحدة منذ تلك الليلة التي أنهى فيها حياة أخيه الأصغر يوني.
عندما وصل إلى بقعة خالية من الأشجار، وقف للحظة يتأمل الفضاء أمامه. هنا، في وسط هذه الفوضى الطبيعية، شعر بشيء غير مألوف. وفجأة، ظهر أمامه شخص لم يكن يتوقع أن يراه مرة أخرى.
يوني، الذي كان يفترض أنه ميت، وقف هناك في الظلال، نصفه في النور ونصفه الآخر غارق في الظلام. كان يبدو مختلفًا تمامًا عما كان عليه في الماضي. عينيه اللامعتين كانت تعكسان مزيجًا من الألم والكراهية، ولكن أيضًا حزنًا عميقًا.
ياسو بصدمة: "يوني...؟ كيف… كيف عدت؟"
ابتسم يوني ابتسامة باردة، لكنها كانت تحمل آثار الشفقة: "هل كنت تعتقد حقًا أن الموت سيكون نهاية كل شيء؟ لعنة تلك الليلة لم تحررني، بل قيدتني بهذه الصورة المشوهة."
ياسو، مستجمعًا شجاعته، تقدم خطوة نحو أخيه: "أنا... أنا آسف. لم أكن أرغب في إيذائك، كنت أريد حمايتك... لكنني فشلت."
توقف يوني عن الكلام للحظة، محاولًا فهم مشاعر أخيه. تلاشت الكراهية التي كانت تسيطر عليه تدريجيًا، وحلت محلها مرارة الحقيقة. ثم قال بصوت هادئ: "لم يكن الأمر كله ذنبك. لقد كنت صغيرًا جدًا، ضائعًا في كل ما حدث. لكن الألم الذي شعرت به بعد موتي... هو الذي جعلني ما أنا عليه الآن."
كان ياسو على وشك البكاء، لكن يوني أوقفه برفع يده: "لا... لا أريد أن أراك ضعيفًا مرة أخرى. لقد تغيرت أنت أيضًا، أليس كذلك؟"
أومأ ياسو برأسه، مشيرًا إلى أن الزمن غيّره كثيرًا. "نعم، تغيرت. ولكني لا أزال أخاك. يا يوني، بغض النظر عن كل ما حدث."
نظر يوني إلى السماء المرصعة بالنجوم، وكأنه يبحث عن إجابة من الكون نفسه. بعد لحظات من الصمت، عاد بنظره إلى ياسو وقال: "لا يمكننا تغيير الماضي، لكن ربما يمكننا فهمه وقبوله. لا أريد أن أقاتلك مرة أخرى. نحن هنا الآن، أحياء… وهذا يكفي."
ثم أضاف بصوت حازم: "لكن دعني أخبرك بشيء، لم أعد أهتم بهذا العالم وما يحدث فيه. لم يعد لدي مكان فيه، وقلبي لم يعد ينبض إلا بهدف واحد… القضاء على الشياطين. سأكرس حياتي كلها لهذا الغرض، حتى لا يتكرر ما حدث لي لأي شخص آخر."
تقدّم ياسو خطوة أخرى، حتى أصبح قريبًا جدًا من يوني. مد يده نحو أخيه ، والذي بدوره تردد للحظة قبل أن يمسك بيد أخيه. كانت تلك اللحظة قصيرة لكنها مليئة بالمعاني. كانا قد ضيعا سنواتٍ في العداء، لكن الآن، وفي هذه الغابة المظلمة، وجدا بعضهما البعض مرة أخرى.
يوني: "لن أنسى ما حدث، لكنني لن أدع الكراهية تستهلكني بعد الآن. نحن إخوة، وهذا ما سيبقى. لكن لا تتوقع مني أن أعيش حياة طبيعية بعد الآن. الشياطين هم عدوي الوحيد، ولن أستريح حتى أقضي عليهم جميعًا. آمل أنّ تعيش حياتك و الان وداعاً"
---
أنت تقرأ
زَهْرَةُ الرُّوحِ
Khoa học viễn tưởngزَهْرَةُ الرُّوحِ هي أساسُ الحياةِ في عالمٍ يعتمدُ على القوةِ، فمن لا يملكُها لا يملكُ الفرصةَ للعيش. بطلُنا ياسو، الذي يُواجهُ الصعوباتِ في بدايةِ حياتِه ورحلتِه، يبحثُ عن الحقيقةِ في هذا العالمِ الكاذب. في عالمٍ مليءٍ بالخداعِ والأسرارِ، يُضطرُّ ي...