كوارث طائرة

35 5 1
                                        

بأجواءٍ كئيبةٍ كلّها تعبٌ كان الجنودُ يحاولون إنهاء تصميم طلباتِ الأغلفة بصعوبة؛ فلقد أصيبوا بالإرهاق الشديد والتعب البالغ، لكن العمل بالنسبة لهم أهم من هذا الإنهاك كله. 

ويزلي المسكين الذي كان يغفو في مكتبه على الأغلفة التي لم ينتهِ منها بعدٌ وأصوات شخيره تصدح في المكان، استيقظ فزعًا من غفوته بسبب طرقٍ على الباب، سمح للطارق بالدخول فاتضح أنها ديريل وبيدها زجاجة بداخلها غبارٌ بنفسجيٌ سحري.

تقدّمت نحوه وهي تلقي التحيةَ عليه، فردّ عليها بينما يفرك عينيه لتتوضح له الرؤية جيدًا.

-انظر يا ويزلي لما صنعته! حين أضعه على الأغلفة سيضيفُ لها لمسةَ إبداعٍ تجعلها جميلة أكثر.

حدّثته بحماسٍ وهي تهز الزجاجة السحرية بينما هو امتعض وتذمَّر، فردَّ عليها:

-انتهكتِ غفوتي من أجل أن تريني هذا الغبار، أين باقي الجنود عنك؟ لم لم تقصديهم؟ 

-يا أحمق! كلهم مشغولون بأعمالهم وأنت الوحيد من وجدته سيفيدني.

ابتسمت في وجهه بوسع، لكن لم يعجبها أنه لم يعطها رد الفعل الذي تخيلته عن الذي صنعته. نهض الآخر مِن مكانِه وتقدم نحوها يسألها بفضولٍ:

- حسنًا، أفيدُكِ بماذا؟

ارتسمت على شفتي ديريل ابتسامةٌ جانبية وأجابته:

- ستأتي معي لنجمع أغلفة الجنود ونضعها بمكانٍ واحدٍ، ثمَّ سأرشُّ  عليها من هذهِ الزجاجة لتصبح أجمل.

أخبرته بخطتها والآخر أومأ موافقًا لها، فانطلقا مغادرين مكتبه.

-آهٍ، أظنني تعرضت للانزلاق الغضروفي من كثرة انحنائي للتركيز بالتفاصيل.

تأوهت مارين بألمٍ بينما تتحدث مع الجنود، وهي تضع يدها أسفل ظهرها.

-أسوأ شيء عندما أغرق بالتعديلات.

حقًا لو كنت نعامةً أحفرُ رأسي بالأرض لمدى الحياةِ لَنْ أُنهكَ هكذا!

شاركتها ألفا ڤلاد الحديث وهي تجر خصلات شعرها القصير باهتياج و خيبة.

 -لا تخافوا يا أعزائي فحلكُم عندي!

دخلت عليهم ديريل مع ويزلي وهي تطمئنهم، أرتهم الزجاجة السحرية ثم تقدموا بفضول.

-الآن أريدُ منكم جميعًا أن تجمعوا لي أغلفتكم وتضعوها هنا أمامي.

استغربَ الجنود طلبها ولكنهم لبّوه، حيث حملوا كل أعمالهم المنتهية ووضعوها أمام ديريل التي فتحت الزجاجة ونثرت الغبار السحري على الأغلفة.

مرت لحظاتٌ من ترقب ما سيحدُث لترتفع الأغلفة عاليًا من تلقاءِ نفسها وهنا ابتعد الجنود خطواتٍ إلى الوراء مندهشين من الأمر. 

البؤساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن