وصلت زيرو مع الروبوت الى غرفة مليئة بشبان و فتيات من قبيل عمرها يرتدون ذات الزي الذي ترتديه ...
انبهرت زيرو مما رأته و اختلطت مشاعرها بين خوف و ريبة و تساؤلات لا متناهية عن مغزى المكان الذي تقطن فيه ...ضهر فجأة امامها شاب طويل اشقر ذو سنحة بهية جذابة و ملامح ممزوجة بين الهدوء و المكر ...
* سوزويا *
وقف امامها واطال النظر في وجهها لدقيقة قائلا في نفسه
- " الجديدة فتاة اذن ،، تبا لا اعتقد انها ستنفع ،، حتى انها ليست فاتنه ، كثيفة الحاجبين ،،، هووه "
حدقت به زيرو بغرابة قائلة في نفسها
- " من هذا الوسيم !!؟ "اسمعها صوته اخيرا لكنه لم يتحدث اليها بل تكلم مع الروبوت
- " سأتدبر الامر من هنا ، ابلغ المدرع سلامي و اخبره ان يستعجل في الحلوى "لم تفهم زيرو اي شيء من كلامه ... و لا انتم بالطبع ...
- الروبوت S " شكرا لك سوزويا ،، سوف ابلغ المدرع سلامك و اخبره ان يستعجل في الحلوى "
ثم ذهب ...اشار سوزويا بيده الى ارجاء القاعة قائلا
- " اختاري سريرا شاغرا لتمكثي فيه يا كثيفة الحاجبين "دُهشت زيرو على اللقب الغريب الذي لقبها به لكنها ما لبثت لحظات ثم ادركت ان اللقب يناسبها ...
كما استغربت لانها ضنت لوهلة انه سيعرفها على المكان او ما شابه ...
اضن انها طمعت في وسامته للحظة ...نظرت في الارجاء بحثا عن سرير غير مسكون فلمحت واحدا في ركن الاناث و ذهبت لتستلقي عليه مباشرة و اعتراها الحزن لما آلت اليه الامور في تخريب حياتها ...
لكن لم تمكث في هذا الحزن لثوانٍ حتى اعتلى صوت السماعة في ارجاء القاعة- " حان وقت الغداء ،،، حان وقت الغداء ،،، ليتوجه الجميع الى قاعة الطعام "
و بالفعل ... خرج جميع النزلاء من قاعاتهم فنهضت زيرو و تبعتهم ...
- زيرو في نفسها " هذا افضل ما احصل عليه الان ،، عااه انا اتضور جوعا ،، من يعلم سوى الله كم نمت ؟ "
وصلت الى قاعة كبيرة جدا و وقفت مع احد الصفوف لاستلام الغداء ... لاحظت زيرو امرا غريبا ... اذ ان كل من في المكان فتيات و شبان يافعين ...
- زيرو في نفسها " لماذا ،، الجميع هنا يافعين !!؟ اجزم انه لا يوجد رجل او امرأة تتجاوز اعمارهم الثلاثين "
- ثم تنهدت بيأس قائلة " هوووه فاليخبرني احدكم اين انا بحق الجحيم ؟ "
استلمت طعامها و جلست على طاولة بمفردها ... ثم ادركت ان الغداء في صينيتها هو اكثر ما تكره ...
- زيرو بانزعاج " ماااذاا ؟!! لمااذا السمك ؟؟ آآآه بئسا ،، اما من نيزك ينزل على جمجمتي الااان ؟ "
جاءها ثلاث شبان ...
قال احدهم و اسمه ليو ، شاب بدين ذو سنحة ساذجة متسلط و يبدو عليه انه يحب المديح و جذب الانتباه- " اهاا انتِ زيرو اذن ،، الحالة النادرة التي قتلت عائلتها بسبب الافراط في الشرب و المخدرات اليس كذلك ؟ "
* ليو *
وضع يده على كتفها ...
حري بي ان اخبركم ان من اكثر الامور التي تمقتها زيرو هو لمسها ... فاشمئزت و تغيرت ملامح وجهها فور وضعه يده على كتفها ... لكنها ابعدت يده بهدوء
- زيرو " انا لم اقتل احدا ،، و لا اتناول ممنوعات "
عقف ليو وجهه منزعجا و ادرف قائلا
- " هااا لمَ ابعدتِ يدي ؟ اريد فقط ان نتودد لبعضنا البعض ، بما اننا زملاء و نعيش في المنزل ذاته اليس كذلك ؟ ههههااه "ثم ربت بكلتا يديه على كتفيها ضاحكا ...
- يوتا " انا حاظرة انا حاااظرة ،، ايمكنني ؟ ايمكنني الضهووور ؟ انا جاااهزة "
- زيرو " اخرسي "
تمالكت زيرو نفسها و قامت عن طاولتها متجنبة الجدال ... لكن يد ليو ضلت ملتصقة بمعصمها ... فجذبها اليه مقتربا ...
- ليو مع ابتسامة حقيرة " لنمرح يا زيرو ،، اعدك بأنني لن اكون عنيفا "
- زيرو " سأخيب ضنك ، لأنني مثلية "
- ليو " تعاالي معي على سبيل التغيير ،، ههههاا "
- زيرو " حسنا لكن بعد ان تنقص من وزنك ،، و تفرش اسنانك فرائحة فمك ستقتلني "
انزعج ليو و شعر بالاهانة فأحكم قبضتيه عليها بقوة و جذبها اليه اكثر و زمجر قائلا
- " يبدو ان هنالك وقحة صغيرة يتوجب علي معاقبتها الااان "
رغم كل الاشمئزاز الذي اصاب زيرو انها قد استحملته ... فهي معتادة على مثل هذه النماذج كثيرا ... تجيب بكامل هدوءها و رزانتها لتجنب المتاعب و الاذى ...
- زيرو " ابتعد عن وجهي ،، انت قريب جدا "
أنت تقرأ
نذير شؤم
Mystère / Thrillerحيث الجميع قد نبذها عائلتها اصدقائها و كل من عرفها قررت زيرو من عقلها الباطن و لا اراديا ان تُنشئ بداخلها شخصية اسمها يوتا قوية جاحدة لا تفقه معنى الطيبة و الخير كأنها نذير شؤم احداث تغير حياة زيرو و تقودها نحو جحيم مثلج بعد ان تتهم بقتل كل افراد عا...