تراضٍ

35 7 8
                                    

بعد هذه الحادثة حاولت زيرو بكل جهدها ان تبقى في زنزانتها كي لا يراها ذلك الرجل ... كانت خائفة طيلة الوقت ... لم تستطع النوم لايام ... لم تجرؤ على ذلك حتى ... كلما اغمضت عينيها تتبادر تلك الذكرى الى رأسها ...

قد لاحظ روني و زڤيتلانا تغيرها هذا ... حاول الاثنان الاستفسار منها لكن لم يأخذو اي معلومة ... تعلم انهم لن يستطيعو حل المشكلة بعقلانية ... سيهمّون بقتله او تهديده و هذا ما سيزيد الوضع سوءا ... فقط ابقت الامر بينها و بين ذاتها ...

تصارع نفسها كي تمحو تلك الذكرى من رأسها ... لتنساها او على الاقل تتناسى ...

في احدى الايام صادفها الرجل في وقت الفطور ... جفلت زيرو مكانها و تجمدت ملامحها كأن الدم قد جف في عروقها ... ارتعد جسدها و لم تستطِع الحراك خطوة واحدة ...

استغرب هو من ردة فعلها ... انه لم يعرفها حتى لانها كانت صغيرة في ذلك الوقت و قد تغير شكلها الان ... فلم يبالي و اكمل طريقه ...
عندها تنفست الصعداء و عاد الدم لمجراه ...

- حدثتها يوتا بجفاء و استنكار " يبدو انه لا يذكرك ،، كفي عن تلك الرياكشنات البلهاء كي لا يشك في الامر و يفكر بك "

- اجابتها زيرو بعد اخذ نفس عميق " اجل ، اجل ،، هذا صحيح ، حسنا ،، يجب ان اهدأ "

- يوتا " احسنتِ "

لكن في الواقع كان ذلك مجرد كلام ... لا زالت كلما رأته او لمحته دبَّ الخوف في اعماق قلبها

... ... ...

هناك روني في زاوية اخرى من السجن يحاول تفقد فتحات التهوية في الحمامات ... اخرج ملعقة طعام من جيبه و بدأ بفك البراغي ... واحداً تلو الاخر ... مع الحذر من دخول اي شخص من باب الحمام ... عندما انتهى انزل شبكة فتحة التهوية بهدوء ... و صعد من الفتحة الى الممر الذي يمر به الهواء ...

لكنه ذُهل بهندسة فتحات التهوية هذه ... فكانت كـ متاهة فضيعة ... ما إن تدخلها ستكون منيتك في داخلها فلن تستطيع الخروج منها حتى لو كنتَ عبقريا في الطرقات

... ... ...

بينما إيجي مستلقٍ على رصيف الساحة و دخان سيجارته يملؤ بقعته ... اقترب اليه سوزويا و هو يلوح بيديه كي يزيل الدخان من امامه ... و عند اقترابه اكثر ازداد سعاله كأنه رجل هرم ... التفت إيجي اليه ثم عاد لوضعية الاسترخاء ...

- إيجي " لا تقترب ، حساسيتك من السجائر ستقتلك "

- اجابه سوزويا و هو يسعل " اطفئها قبل ان اختنق "

- إيجي " ماذا تريد ؟ "

- سوزويا " اطفئ هذه اللعنة يا عزيزي "

- إيجي " تبا لك افسدت متعتي "

ثم اطفأ السيجارة بالارض و اعتدل في جلسته ... جلس سوزويا بقربه و قد غطى فمه و انفه بمنديل ...

نذير شؤمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن