14

76 10 7
                                    



< في مستشفى الطب النفسي، لا يأتينا مرضاهم بل يأتينا ضحاياهم >

لا تلهيكم الرواية عن ذكر الله 📿

توّجه مشاري يفتح الباب وانصدم صدمة عمره ، جمدت عروقه يبي يتكلم ما قدر ولا أسعفته الكلمات ، ناظر بوجهها بجسمها الهزيل ، مد يدينه يمسكها بحضنه وهي مغمي عليها بين احضان اخوها، لف لها يناظرها يتأكد انها هي نفسها رفع كفه يبعد شعرها عن وجهها وانصدم من الكدمات ومن الأرهاق، حملها وتوجه لغرفته وقلبه يكاد ينفطر من شدة دقة
جود اللي كانت تطبخ العشاء ، أنتبهت لمشاري وهو يمر من جنبها وحامل بنت ما عرفتها لانه ظهر مشاري مغطي عليها توجهت بعده وهي مستغربه من هي
دخل غرفته ومدها على سريره ، جلس جنبها ويده شاده على يدها بقوة
دخلت جود وانصدمت وهي تمعنت بوجهه منار اردفت بصدمه " منار "
رفع نظره مشاري لها ودموعه متجمعه بعيونه ، اردف بحزن " جود خذي جوالي واتصلي على رعد وقولي له يجي ويجيب معه دكتور "
جود ضاقت على حالةً مشاري هزت راسها وخذت جواله من فوق التسريحه وتوجهت للصاله تتصل على رعد
رعد " هلا والله مشاري "
جود بحياء " معك جود زوجت مشاري "
رعد بأستغراب " هلا ، خير في شيء "
جود " يقول مشاري تجي ضروري وتجيب معك دكتور الحين "
رعد بخوف " يلا مسافة الطريق "

عند مشاري
يناظرها بحزن وضيق غيرو اخته وين وجهها المرح وين ملامحه اللي تسعد الخاطر وقف وانحنى بجسمه يبوس راسها وتوجه للصاله
جود جلست على الكنبه ويدها تحت خدها تفكر بمنار منو عمل فيها كذا ووين كانت ، رفعت راسها لمشاري اللي جلس قبالها وهو يشد على راسه بقوة
جود أردفت بضيق " مشاري ، منار من وين جت "
مشاري بشرود " مادري مادري "
جود سكتت لبرهه تناظره شلون تايهه وقفت وجلست جنبه تردف " مشاري لا تتعب نفسك بالعكس مفروض تفرح منار رجعت والحين هي حولك "
مشاري بعصبية " حولي لكنها مو منار طالعيها شلون متغيره شلون وجهها شاحب ماهي اختي ماهي مناري ، قتلوها قتلوها "

بعد ساعه
وقف مشاري وتوجه يفتح الباب
رعد تنهد وهو يطالع مشاري بصحه وعافيه " الحمدلله خفت صاير لك شيء "
مشاري طالع بأبو لمى جنبه وانصدم ما كان يبي يقول لاحد " ياليت أنا صاير لي شيء ياليت ، حياكم ادخلو "
رعد لف لأبو لمى " حياك يا عمي "
ابو لمى " الله يحييك "
رعد مسك مشاري على جنب وبتوتر " وش صاير روعتني "
مشاري مسح على وجهه بكف ايده " منار منار هنا "
عقد حواجبه بتساؤل " انت مجنون وش تقول "
ابو لمى ناظرهم بغرابة " هاه يا عيال منو المريض "
توجه له مشاري وهو يناظر بعيونه " عمي اللي مريض مو أنا "
ابو لمى " حرمتك مريضة؟ "
هز رأسه بنفي " لا اللي مريض اختي اختي منار "
طالعه بحزن يقنع نفسه بانه مشاري ما تعود على غياب منار ، حط كفه على كتفه " مشاري يا ولدي ، أنا أدري انك مو مستوعب موت منا.."
قاطعه مشاري " عمي اللي بتشوفه الحين أبيه بيني وبينك " مسك يد ابو لمى و توجه لغرفته ورعد بعدهم وهو متوتر
دخل غرفته وتوجه لسريره وإصابته الضيقة وهو يناظر منار على حالتها ما صحت لف لأبو لمى اللي كان مذهول ومو قادر يتكلم " عمي منار لها ساعه فاقده الوعي تفتح عيونها وترد تغفى عجزت وش اسوي ومو قادر اروح بها للمستشفى قبل ما اتكلم معها "
رعد بعد مشاري من قدامه وانصدم وهو يطالع منار " مشاري انت مستوعب ، منار هنا "
هز راسه مشاري بمشاعر فرح مع حزن " ايه يا رعد منار هنا لكن غيروها قتلوها قتلو مرحها وسعادتها "
ابو لمى بعد ما استوعب وش يصير قدام اردف للعيال " اطلعو برا بفحصها "
مشاري ناظر منار بحزن وطلع هو ورعد
بعد دقايق طلع ابو لمى ووجه باهت
بلع ريقه قبل لا يسأله " هاه يا عمي طمني "
ابو لمى تنهد " تعالو نجلس قبل "
عند جود كانت تسمعهم ويدها على قلبها
جلسو بالصاله ومشاري يناظر ابو لمى بتوتر " هاه عمي بشر "
ابو لمى " مشاري منار تعرضت لضرب مبرح يعني كدمات عميقة بجسمها "
مشاري شبك كفوفه بتوتر " هي بخير "
ابو لمى " كمان في جرح بجانب قلبها بسبب طلقة رصاصه "
وقف مشاري بغضب " وش لا لا تقولها .. منو قتلها .. منو "
وقف رعد يمسكه " أهدأ يا مشاري خلنا نفهم "
مشاري لف له " يقولك ضرب وطلقة رصاص انت سامع وش يقول "
ابو لمى " أنا ركبت لها مغذي وكتبت لها أدويه وكريم للكدمات بس مو هنا المشكله .. المشكله انه منار احتمال كبير تدخل بحالة اكتئاب وإذا تخطينا الحاله ، ضروري نكون منتبهين لها يعني نبعد عنها اي مشكله وأي ضيق ..هي محتاجه لدعم نفسي يعني دعم عايلتها وصديقاتها "
مشاري تنهد بحزن على اخته " ما بخليها تروح من إيدي ما بخليها "
ابو لمى وقف وربت على كتفه " ايه هي محتاجه لك .. أنا استئذن "
رعد لف لمشاري " انتبه عليها ولو صاير شيء اتصل لي "
هز رأسه مشاري وطلعو رعد وابو لمى
طلعت جود مسرعه لمشاري ودموعها على خدها
مشاري ناظرها " سمعتي "
جود هزت راسها وهي تبكي " مشاري خليك جنبها لا تخليها لاحزانها منار محتاجه اهلها "
مشاري بسخرية " اهلها ؟ احنا مو اهلها يا جود مو اهلها "
جود مسحت دموعها " ما عليه حتى لو مو اهلها انتو اللي عاشت معهم عمرها كله "
مشاري هز راسه بشرود وتوجه لغرفته سحب كرسيه حق مكتبه وثبته جنب سريره جلس عليه وقعد يناظر فيها ، نطق بقهر " مناري سامحيني سامحيني ياروحي ما قدرت أحميك ولا قدرت قوتي تجيبك سامحيني لأني بكيت على موتك وانتي حيه وكنتي محتاجه لي سامحيني " مسح دمعته بندم وقلبه يعتصر على حالها ، رجع راسه لورا وقعد يناظرها لين غفت عيونه

أروآح من غير سعادة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن