6

133 16 19
                                    

يجلس شاردا في الحديقة فالطبيب الآن عليه فحص توأمه لمساعدته على التحسن فنظر بحزن لجرح يده عندما سقط اليوم و لم يسمحوا له باستعمال المطهر الخاص بهم و هو لا يعرف أين وضع ليون أشيائهم التي وعده بتوصيلها فهو سافر بعد إحضارهم مباشرة منذ عدة أسابيع و قد تعب كثيرا من كراهيتهم الغريبة له ... 

رآه أحد الخدم فجلس جواره ليخاف فابتسم الآخر قائلا "أتعلم لماذا يكرهك أغلب الخدم أيدن؟!" ... أومأ له نفيا موشكاوعلى البكاء ليجيبه "لأن السيد بعد وفاة عائلته لم يهتم بأخيه الصغير الذي في سنكم و الذي توسله ليبقى معه بل ذهب لكم و أوصى بأفضل الأشياء لكما و السيد الصغير يبكي كل يوم و يهمل نفسه ... لا تقلق هم لن يؤذوك!!" 

كان الصغير حزينا فهو لا يعلم بوجود طفل آخر هنا و تم إهماله بسببهما فزم شفتيه لأنهما لم يتلقيا شيئا يستحق كل هذه الكراهية و يهمهم له ثم يقف أمام الغرفة ينتظر خروج الطبيب الذي طمأنه قائلا بابتسامة "لقد ساعدت أخاك لينام لذا ارتح أنت أيضا!!" 

شكره بمنتهى التعب ليدخل تحت السرير و ينام بإرهاق بالغ فقد تعب حقا من مجريات يومه التي تظلم حقا صغر سنه و عجزه ... 

.....

..............

.......................

مر شهران على عمل الصبي في قصر من أنقذه ليستلم راتبيهما معا و يركض يريها لتوأمه قائلا بحماس "أخي انظر!!" 

شحب وجهه عندما رأى أخاه الذي يفحصه الطبيب لكنه يبدو في حال سيئة فنهره الأكبر بغضب قائلا "لماذا لا تتفقده كل ساعة أيدن؟! ... لا أعرف لماذا حاليا هو يتعرض لنوبات كهذه لكن تلك الحقن أثرت على تنفسه و سيحتاج عملية في أقرب فرصة لذلك تواصل مع وصيكم و هذه تكاليفها إن طلب معرفتها!!" 

ودعه و رحل ليسقط الفتى على ركبتيه منهارا بالبكاء و متجاهلا أخاه المرهق و الذي يلوم نفسه كثيرا فقد اختنق بسبب الحمى التي مرض بها لعدم وجود مدفأة في الغرفة و أخوه مجبر على الاهتمام به رغم أنه أوقف الدراسة بالفعل ... 

شعر بالمنشفة بالمبللة على جبينه و هو منفجر بالبكاء ليعتذر مجددا و قبل أن يرد دخل عليهما كبير الخدم فيضع له سدادات الأذن كالعادة و يتلقى هو التوبيخ و الكلمات الجارحة ... 

قرأ بصعوبة شفاه الأكبر ليفهم أنه غاضب من أجل صابون الملاءات فيحزن كثيرا و يشتم ذلك الشاب الذي تركهما كفأرين في هذه المصيدة و لم يسأل عن حالهما و لو لمرة ... 

انتهى الأمر بصفعتين فقط ليرحل و يجلس الصغير أرضا باكيا بصمت فهذا كثير عليه ... عاد للعناية بحمى توأمه الذي أخبره بصعوبة بسبب الألم "أيدن أنا ... أشعر بجسدي كله و ... أشعر بضغطتك على يدي و ... هي مؤلمة!!" 

أقدار متشابكة || Crossed fatesحيث تعيش القصص. اكتشف الآن