ودعت تلك العائلة الصغيرة أصغر أفرادها اللاهث من الحمى و الذي حدق في والديه و توأمه بحزن قائلا "و لكن بابا!! لماذا تذهبون في هذا المطر!! ألا يمكنكم الانتظار حتى أشفى و أرافقكم ... أريد رؤية منزلنا في المدينة كذلك!!"
انحنى المعني لطول طفله الصغير يعطيه قبلة دافئة على جبينه و يعطي توأمه واحدة لينطق بمرح "شخص مهم لي و لأمك مريض و علينا مقابلته سريعا بني ... لن نتأخر عليك كثيرا صغيري آيدن!! سيرافقنا آلفن أولا و عندما تتحسن سأعود من أجلك لأجعله يرى طفلي المحبوب، اتفقنا؟!"
مد له خنصره ليشابكه الصغير مع خاصته قائلا بحزم "لا تنسَ أنك أفضل طبيب هنا بابا!! و أنت أخي! أريد حلوى المدينة التي رأيناها في السابق، وعد؟!"
ضحك و وعده ليودعهم بشرود و هو يمسك صدره كابحا تلك الغصة التي تكتنزه فهو يشعر أنها آخر مرة يراهم ليركض نحوهم و يعانق والديه مجهشا بالبكاء بينما يصيح "بابا ماما ... أرجوكما لا تتأخرا ... أنا خائف من فقدانكما ... عودا مع أخي أنا سأنتظركم هنا!!"
ضم شقيقه بعدها بقوة ليلوح لهم و يدخل المنزل كئيبا فقد راوده كابوس يفقدهم فيه و يبقى وحيدا فغفى على الأريكة لوحده مكتئبا للغاية ...
بعد ثلاثة أيام ...
يقف بنظرات خاوية أمام التابوتين اللذان يحويان جسدي والديه فمسح على وجه أمه الذي احترق معظمه ليقبلها ثم يفعل المثل لأبيه الذي كان رأسه مفصولا عن جسده ...
كانت الجنازة بسيطة للغاية و لكنه لم يحتمل ذلك الشعور الخانق و هو يرى رئيس القرية يأمرهم بالدفن فشد يده قائلا بصوت بالكاد خرج "قليلا ... بعد ... سأكلمهما قليلا فقط!!"
ركض نحوهما سريعا ليهمس بألم "لماذا ذهبتما و تركتمانا ... أخي في منزل الطبيب و هو مريض و لا يتحرك ... أ أنا أعدكما أننا سنعتني ببعضنا و ... و سأنتظر استيقاظ أخي!!"
قبلهما مجددا ليركض نحو زوجة رئيس القرية يبكي و هو يعانقها بمرارة لتبادله بحنان فهو أضحى يتيما دون سابق انذار ...
عاد معهم لمنزلهم حيث استلقى على السرير يبكي بمرارة فهو لا يحب الوحدة و ما يعيشه الآن أشبه بالدخول للجحيم لوحده ...
تذكر أخاه الذي وجدوه و نقلوه ملفوفا بالجبائر ليسألهم بهلع "أخي؟ لن أفقد أخي صحيح؟ أرجوكِ أخبريني أنه لن يموت على الأقل!!"
توتر الرجل من انفعاله و رغم تفهمه لأنه مجرد طفل إلا أن الوقت يداهمه فمسح على شعره و هو يجيبه بشيء من الارتباك "لا يوجد أقارب لك أبدا صغيري لذلك سيأخذونك للميتم و أخوك! ... يحتاج عملية مكلفة للغاية حتى يشفى و لكن الأمر ليس مضمونا لذلك سيبقونه هكذا حتى يجدوا حلا!!"
أنت تقرأ
أقدار متشابكة || Crossed fates
Novela Juvenilو شاء القدر أن يسوق طرقنا معا حتى و إن فارقتَ الحياة فقد وجدت نفسي مع نسخك الصغيرة ... أخي . . . . تحكي القصة عن أيدن الفتى البريء الذي يجد نفسه فجأة في جنازة والديه و شقيقه الذي يحتاج معجزة كي يستيقظ فيواجه قسوة هذا العالم حتى يلتقي بمن يخرجه من ت...