ينظر بشرود لأخيه الذي أخرج المفتاح من حقيبة قديمة ليسأله بحزن "هل أنت متأكد من أننا نفعل الصواب آلفين؟!"
همهم له و هو يرشده لما عليه أن يضع حتى ملأ حقيبتين من الثياب و واحدة فقط بالأوراق و المفاتيح ثم قررا المغادرة ...
كان أيدن حزينا لأنه سيغادر و ربما يعود لذل التوسل لأصحاب المحلات من أجل العمل لكنه قرر الثقة بأخيه فهو من كان يعلم أكثر منه عن عائلتهما ...
وصلت السيارة الحي المقصود ليودعا السائق بابتسامة و يرشد آلفين توأمه نحو المكان حتى وصلا إلى شقة تبدو فخمة فسأله بإعجاب "هل هذه هي الشقة أخي؟! يبدو أن بابا كان ثريا!!"
همهم له بهدوء و أعطاه المفتاح ليفتح متحمسا و يدفع به في كل غرفها يستكشفان ليقرر بعدها "حسنا!! سنتشارك غرفة بابا للنوم و عندما تشفى سنختار غرفة لكل منا، اتفقنا؟!"
ابتسم الأكبر على حماس توأمه و أومأ له ليدخلا غرفة والدهما و يرشده للبحث حوله حتى وجدا ورقة ما فيحدثه بهدوء "هذا رمز فتح الخزنة ... قال بابا أنه يخبئ فيها مبلغا للإحتياط لنا و هو يكفينا لأسبوعين إلى حد الشهر لو اقتصدنا!! عد لإطعامي بالإبر المغذية و خذ المال لك لتشتري ما تحتاجه و تدرس!!"
رفض الدراسة غاضبا ليتنهد توأمه و يطلب منه تمديده فيناما معا لأنهما مرهقان من التجهيز طوال اليوم ... استيقظ بعد ساعات مرهقا ليرى أخاه ينظم ملابسهما في الخزانة بعدما وضع ملابس والدهم في الأعلى ثم ظهر الضيق على وجهه و هو يرى الحفاظات التي اشتراها له فهو سيعود لإجهاد نفسه بسببه و لن يستطيع فعل أي شيء ...
انتبه الأصغر لاستيقاظه فقفز عليه قائلا بمرح "أنت كسول للغاية أخي!! لقد وضع لنا العم ليون طعاما في الحقيبة و قد سخنته ... هيا للأكل!!"
أخذه نحو المطبخ ليطعمه ببشاشة لكنه سأله بهدوء "ألست غاضبا مني أيدن؟! أعني ... بسببي أنا خسرت كل ما تحبه و أُرغِمت على بيع منزلنا و أغلب الأشياء التي بها ذكرياتنا و عانيت حتى استعدت صحتك التي خسرتها بسببي!! و لـ!!"
قاطعه بإدخاله الملعقة في فمه متجاهلا كلماته فهو حزين بشكل عميق لارتباطه الوثيق عاطفيا بليون كأب ثان له و قد تعلق به حقا ...
فهم أخوه نظراته بكونه يحتاج شرحا سريعا فتنهد و حرك مقبض الكرسي نحو غرفة المعيشة قائلا "سبب رغبة بابا في السفر سابقا كانت لأن أخاه اتصل به يخبره بأن والده يحتضر و هو لم يره منذ عشر سنوات قرر أخذنا و زيارته لكنك مرضت و لم نأخذك ... بابا أوكل صيانة السيارة للعم جون باعتباره يعرف ميكانيكيا جيدا في القرية المجاورة لكنه خرب الفرامل و لوحة التحكم الداخلية و لو ضغط بابا على أحدهما بقوة ستتمزق الأربطة و يفقد هو التحكم بالسيارة و هذا ما حدث ... اصطدمت سيارتنا بشجرة على الجرف و خرج بابا و فتح لي الباب و أمرني بالاختباء لكنه ما إن فتح باب ماما حتى انفجرت السيرة و بصعوبة أخرجها و وقتها حاوطنا الرجال المخيفون و أخذ أحدهم ماما بينما أمسك أحدهم بابا و ... و!!"
أنت تقرأ
أقدار متشابكة || Crossed fates
Teen Fictionو شاء القدر أن يسوق طرقنا معا حتى و إن فارقتَ الحياة فقد وجدت نفسي مع نسخك الصغيرة ... أخي . . . . تحكي القصة عن أيدن الفتى البريء الذي يجد نفسه فجأة في جنازة والديه و شقيقه الذي يحتاج معجزة كي يستيقظ فيواجه قسوة هذا العالم حتى يلتقي بمن يخرجه من ت...