مرت قرابة السنة و الصبي الأشقر يعتني بشقيقه و يدرس كما أنه يعمل في أي شيء لتوفير ثمن مستلزمات أخيه اليومية ...
دخل صباحا صفه متأخرا ليضربه المعلم بالعصى على كفيه بقسوة و ينطق بانزعاج "متى ستتعلم النظام أيدن شيربي ... شقيقك المريض كان أكثر التزاما منك و درجاته كانت عالية أيضا!!"
أخفى الطفل شهقته الباكية لينطق بارتجاف "سـ سأحاول الوصول أبكر معلمي!! سـ سامحني هذه المرة!!"
أشار له ليجلس ففعل بحزن يحاول التركيز على دروسه دون فائدة فكل تفكيره حول مصدر لمزيد من المال من أجل حقن دواء أخيه ...
انتهى الدوام أخيرا ليركض ببهجة إلى المنزل و ينزع ثياب المدرسة بينما يخاطب أخاه النائم "أتعرف ألفن ... اليوم تمكنت من شراء فاكهتك المفضلة، ألن تستيقظ كي نتشاجر عليها؟!"
أوشك على البكاء عندما لم يتلقّ أي إجابة فتسلق السرير يقوم بالتدليك اليومي له قائلا بغضب "لن أستسلم أبدا مهما تجاهلتني أيها الجاحد ... سأذهب لقطف بعض الأوراق من الغابة و سأبيعها فتمنّ لي التوفيق!!"
تنهد عاجزا عن تحمل صوت صداه الذي يتردد في الغرفة فحمل السلة بهدوء و سار نحو الغابة رغم الإرهاق الشديد الذي يشعر به ...
كان يسعل باستمرار و هو يجمع الأعشاب الطبية فلم يكن منتبها لما أمامه حتى تعثر في جسد شخص ما ليفزع بشدة عندما رأى الدم و قد تذكر تماما جثة والده التي رآها دون رأس فتحسس نبضه ليبتسم بسعادة و يجر جسده بتعب نحو العيادة فهي قريبة من الغابة ...
عانى حقا للف ضماداته و علاجه فمسح عرقه قائلا بمرح "لقد أنقذته حقا!! أليس هذا رائعا ألفين؟!" ... ذبلت نظراته سريعا لأنه لم يجبه ليبتسم بانكسار و يعود نحو سلته في الغابة ليحضرها و ينظف الأوراق ثم يجمعها بشكل منظم و يبتسم بمرح فهو سيبيعها جاهزة غدا ...
عادت له نوبة السعال ليحاول كتمانه و يدثر ذلك الشاب ثم يقبل جبين توأمه ثم يتوجه لسوق القرية علّ أحدهم يشفق عليه و يوظّفه عنده ...
وجد بعد عناء عملا في تنظيف أدوات محل الميكانيكي فكان يعمل باجتهاد تام لو لم يره أحد زملاء صفه الذي سأله باستغراب "أيدن ماذا تفعل هنا؟!"
تشنجت ابتسامته يشير لما أكمله "أنظف هذه الأدوات!!" ... همهم الآخر بهدوء ليعود الفتى لعمله متحمسا فهو سيدفع له ثمن حقنة كاملة ...
شكره على المبلغ و ركض يبيع الأعشاب التي جمعها ليشتريها عليه العطار قائلا بابتسامة "أنت مجتهد حقا صغيري!!"
أنت تقرأ
أقدار متشابكة || Crossed fates
Fiksi Remajaو شاء القدر أن يسوق طرقنا معا حتى و إن فارقتَ الحياة فقد وجدت نفسي مع نسخك الصغيرة ... أخي . . . . تحكي القصة عن أيدن الفتى البريء الذي يجد نفسه فجأة في جنازة والديه و شقيقه الذي يحتاج معجزة كي يستيقظ فيواجه قسوة هذا العالم حتى يلتقي بمن يخرجه من ت...
