ينظر بغضب للصغير الذي عاد باكيا للمنزل و هو ينطق وسط دموعه "هذا صعب جدا عم ليون!! أنا أسير في نومي نحو العمل و أجد نفسي في أماكن لا أعرفها ... جد لي حلا هذا مخيف للغاية!!"
ضمه إليه بحنان قائلا "سأحرسك من اليوم فصاعدا و كلما خرجت للعمل دون وعي سأوقفك و ستكون البوابات مغلقة حتى الخلفية التي تتسلل منها في نومك أيها الشقي!!"
همهم بتعب بينما يشد عليه باكيا فهو لا يريد إظهار خوفه لأحد و خصوصا أخاه الذي سينكسر مجددا بعدما تحسن فقط لأنه السبب في هذه الحالة كونه لم يكن متأكدا مما يفعل و جعله يغادر و يعمل ...
عادا معا للقصر ليتناولا الفطور و الصغير مستمتع بسماع حكايات عن أبيه فهو يشعر بالأُلفة أكثر لأن عمه من يحكيها له بكل حماس العالم ...
استيقظ آلبيرت أيضا ليصعد أيدن و يلبس ثيابه المدرسية ثم ينزل عابسا ليقبل خد شقيقه و عميه قائلا بانزعاج "أنا حقا أريد العودة للنوم و ليس الدراسة عم ليـ أقصد عمي!!"
بعثر له شعره و أعطاه مصروفه ليودعهم عابسا و يذهب مع السائق الذي يضحك كل لحظة على تذمره فهم يعرفون أنه متحمس لكنه لا يريد الابتعاد عن عائلته ...
نظر توأمه لظهره بشرود أخرجه منه آلبيرت الذي دفع به نحو المصعد الذي بناه لهم ليون من أجل الكرسي المتحرك و ينتظرا هما الآخران معلمهما الذي يدرسهما مستمتعا بتنافس الطفل و عمه المشاغبين ...
مضت بهم سنة من غياب ذلك الشاب عنهم ليعود بنظرات باردة و ينتبه لانتظارهم له كعادتهم فيتمتم بمرح "قبضت على عمي و أمي أخيرا!! لقد زال الخطر و انتهت همومي ... ألن تباركوا لي أيها الأشقياء؟!"
عانقوه بقوة منفجرين بالبكاء ليبتسم بحنان و يأخذهم نحو غرفة المعيشة ليفتح حقيبة السفر فينسوا وجوده و يركضوا لتفقد الهدايا لينفجر ضحكا و يحمل أخاه مخاطبا المشاغبين الآخرين "هذا المشاغب سيبقى معي لفترة و سنلتقي عند العشاء، اتفقنا؟! اتركا له حصة من الهدايا قبل فتحها!!"
وعداه بذلك ليبتسم و يحمل أخاه ثم يصعدا نحو الغرفة حيث أجلسه على السرير قائلا بابتسامة دافئة "هل افتقدتني في غيابي عزيزي آلبيرت؟!"
نظر له الأصغر بدهشة فأخوه لم يخاطبه بهذا الحنان من قبل لكنه تذكر وعده بأنه سيكون حنونا لاحقا فأومأ بحزن هامسا "كثيرا! ... افتقدتك كثيرا ليون!! كنت قلقا عليك من عمي و أمك و خفت أن لا تعود مثلما رحل أبي!!"
عانقه الأكبر بابتسامة فأخوه لطيف للغاية ليبتعد بعدها ملاحظا تردده و يسأله "أنت تذكر أنني وعدتك بأنني سأكون أفضل أخ لك ما إن أنهي أغلب واجباتي، صحيح؟!"
أنت تقرأ
أقدار متشابكة || Crossed fates
Novela Juvenilو شاء القدر أن يسوق طرقنا معا حتى و إن فارقتَ الحياة فقد وجدت نفسي مع نسخك الصغيرة ... أخي . . . . تحكي القصة عن أيدن الفتى البريء الذي يجد نفسه فجأة في جنازة والديه و شقيقه الذي يحتاج معجزة كي يستيقظ فيواجه قسوة هذا العالم حتى يلتقي بمن يخرجه من ت...