„قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها."-
"ربطتها بشكل جيّد اليوم"
-نظر إليساندرو إلى ربطة عُنق ماسيمو، أرتسمت إرتسامة صغيرة على شفتيّ ماسيمو ينظر له والده ويرفع حاجباه..
"أنت غريب حقًا اليوم، لكنك ستبرر هذا لاحقًا.."
-قال إليساندرو مُتجهًا للجدار الزجاجي، يفتح الستائر شبه الشفافه، من بيّن أشجار المدخل العملاقة ضوء خافت، ضوء السيارة السوداء، سيارة بينتلي ذات صناعة بريطانية مُتقنة..
-يضع ماسيمو زُجاجة الويسكي على الطاولة قبل أن يمشي بجانب والده، ينظران بصمت للسيارة في الخارج..
-بعد مُدة قصيرة قد وصل الرجل إلى غرفة الأجتماع الواسعة، يستقبله الإثنان..
"يُسرنا وصولك بسلام، لا بد أن الرحلة مُتعبة "
-يومأ آرون بهدوء، إبتسامة صغيرة تظهر على شفتاه..
"نعم، لم تكن قصيرة لكنها ليّست مُتعبة في النهاية"
-نطق بنبرته الحادة، نبرة ثابتة تُلائم مظهره في البدلة الكُحلية الداكنة، شكله كرجل في شبابه لا تبدو عليه علامات الكبر سوى بعض من خُصلاته الرمادية الشائبة، وتجاعيد بالكاد تُرى في أطراف عيّناه الحادتان.
-وسيم جدًا لكوّنه في نهاية الأربعينات.
"تُسرني رؤيتك لأول مرة بعد لعب التنس بالأظرف الكُحلية والسوداء لإربعة أشهر"
-قال آرون بذات النبرة لكنها أقل حدة هذه المرة، تظهر إبتسامته على شفتاه، إرتسمت إبتسامة صغيرة على شفتيّ ماسيمو الذي لا يزال واقفًا أمامه.
-نظرات آرون مُتفحصة وهادئة جدًا، ينظر لماسيمو الذي تقدم للطاولة التي أستقر عليها إليساندرو بالفعل، يسكب الويسكي في الكأس ذو الزجاج السميك، ثُم وبصمت حوّل نظره للغرفة، طاولة الاجتماع الطويلة، الملفات المُنظمه، الأرفف التي تحمل بعضًا من القطع الفاخرة، اللوحة الضخمة على الجدار، الساعة ذات الطابع الفرنسي، الجدار الزُجاجي العالي الذي تنسدل عليه الستائر البيضاء ذات الملمس الرقيق.
-يتأمل كُل شيء بصمت.
-
"إن خرجت الآن، لن يلحظك أحد"
-قالت إيما تنظر إلى ناتشو الذي يرتدي معطفه بالفعل، رفع رأسه بعد إنتهائه من رفع أكمامه..