إدراك

7.6K 402 214
                                    


"قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها"

-

-أُرتب شعري مُجددًا بمشبك الشعر وأضع إحدى رجليّ على الأُخرى وذراعاي مُستقران على طاولة مكتبي من خلفي، تبعدني مسافة قصيرة عن ماسيمو الذي يقف أمامي، أتأمله بصمت وأُركز على يداه اللتان تعملان على إدخال أطراف قميصه داخل بنطاله الذي يرتخي على عظام وركيه دون حزام.

"ما زلتِ شاردة الذهن يا حبي"

-أرفع رأسي عند سماع كلماته وأعبس بينما أمد يدي لطرف كعبي ليكون في مكانه الصحيح قبل أن أقف على الأرض مُجددًا تاركةً سطح طاولة مكتبي خلفي، أقف قريبة وأُراقب تحركاته، أنه يضع حزامه مُجددًا، ويُرتب قماش بنطاله..

"لست شاردة الذهن.."

-قُلت قبل أن يأخذني ماسيمو في حجره ببطء، يُحيطني بذراعيّه ولا يستغرق مني الأمر مدة طويلة حتى أُرخي رأسي على صدره، يمسح بيده على خصلات شعري قبل أن ينطق بنبرة هادئة..

"سأغادر الشركة بعد قليل لبعض الأعمال، وسأذهب لإنهاء بعضها مع أبي، هُناك بعض الإجتماعات الذي يحتاجني فيها وما شابه.."

"هنلك الكثير، أوليّس؟"

-نطقت بنبرة منخفضة ولا يزال رأسي مُستقرًا قُرب صدره حتى شعرت به يتراجع للخلف بمقدار بوصة واحدة فقط تسمح له بالنظر في عينيّ، أشعر بيده على مؤخرة رأسي وأرفع رأسي له..

-أنه يميل رأسه قليلًا وإبتسامته واضحة..

"أوليّس؟"

-حيّنها أُدرك مايقصد.

-أنها المرة الثانية في اليوم ذاته.

"لا تفعل.."

-نبست بنبرة خافتة والإبتسامة تغزو شفتاي وتدفعني لدفن رأسي مُجددًا نحو صدره، أستطيع الشعور بذراعاه تلتفان حولي مُجددًا وسماع صوت ضحكته الهادئة التي تحمل شيئًا من العُمق..

"ديڤا؟"

-رفعت رأسي مُجددًا استجابةً لصوته الذي يُناديني بخفوت، أنظر له لمدة قصيرة قبل ان اومأ ليُكمل كلامه..

"سيأتي شخص ما اليوم إلى الشركة، لا أعلم الكثير لكنني أود أن أسألك إن كنتِ تستطيعين الإعتناء به.."

-اومأت ببطء بينما كنت أُعالج طلبه في ذهني قبل أن أبتسم وأميل برأسي كما يفعل..

"سأفعل"

-نطقت وأومأ هو، يُقبلني بعد أن عُدت خطوة للوراء سامحةً له بالرحيل، حدق بشفتيّ لثوانِ قصيرة قبل أن يخطو قريبًا مُجددًا ويميل نحوي رافعًا يداه لإطراف وجهي..

HIM & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن