"قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها"
-
"لقد عدت!"
-صدح صوت إيما في القصر، تدخل ويُغلق الباب ببطء من خلفها من تلقاء نفسه وتسمع صوت لوكا البعيد..
"هل سافرتي أم ذهبتي لشرب الماء وعدتي؟"
"ألم تفتقدني؟ يبدو أن لوسي فعلت"
-قالت إيما وهي تجلس على ألأرض وتحتضن لوسي التي تكورت في حضنها، وأخذت تمسح على جسدها الناعم حتى ظهر لوكا، ينظر الى شقيقته التي تجلس على على الأرض قُرب الباب، ترتسم إبتسامة على شفتيه وينحني لها ليحطيها بذراعيّه..
"لقد أفتقدتك، لم يتبق لي أحد في القصر كيّ أعانده"
-عبست إيما لكنها أبتسمت تُطلق ضحكة خافتة في نهاية المطاف وتمد ذراعيها إلى أخيها القريب..
-
"تبدين شاحبة.."
"هل أفعل؟"
-سألت إيما بنبرة منخفضة، وكأنها تسأل نفسها، اومأت جورجينا وهي تمرر يدها في خصلات شعر إيما التي تُلقي برأسها على فخذيّها..
"نعم يا عزيزتي، قليلًا.."
"ربما بسبب تعب السفر بالطائرة"
-أستمرت جورجينا في تمرير أصابعها خلال خصلات إبنتها، تنظر لها بصمت قبل ان تتمتم..
"ربما.."
-
-توالت الأيام كأوراق تقلبها الرياح، تعاقب فيها الليل والنهار كأنهما يطاردان بعضهما بلا توقف، تاركين خلفهم شعورًا بأن الوقت قد أنزلق من بين أيديهم دون أن يشعروا.
-وقد وجدت كارِن نفسها تقف هنا أمام جورج الذي يمسك بكتفيها ويمرر أصابعه بلمسة مهدئة على عظام عنقها، وتُحدق هي لعيّناه وتومأ ببطء، بينما يلقي هو بكلماته المطمئنة على مسامعها..
"سأذهب الآن، لم يتبق الكثير من الوقت على العد التنازلي.."
"ماذا عن ديڤا وماسيمو؟"
"لقد تأخرا قليلًا بسبب الشوارع المكتظة بالسيارات، لكنهما قادمان يا عزيزتي، لا تقلقي.."
-اومأت كارِن وعيّناها مليئتان بالقلق، تنظر إلى الفراغ قبل أن ترتكز نظراتها على عيّني جورج مُجددًا..
