كِيان

8.5K 417 214
                                    


"قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها"

-

-المكان ساكن وخالي بشكل موحش الا من صوت الأجهزة الطبية التي تراقب حالة جيوفاني المُستلقي على السرير، موصول بإجهزة التنفس والمراقبة، يُفتح الباب ببطء، ما إن أُغلق الباب حتى هرعت جورجينا إلى السرير، تتباطأ خطواتها عند رؤية حالته وتقف في مكانها.

-تنظر لإبنها وتتساءل كيف وصل لهذه المرحلة، أنه حذر دائمًا، هادئ وحريص على الإهتمام بنفسه، تتقدم إلى السرير وشهقاتها تتعالى في الغرفة الصامتة، تمسك بوجهه وتلمسه، تُمرر أصابعها على شعره وبلطف شديد تلمس الخدوش على وجهه، تتجنب لمس الضمادات والشاش الملفوف على ذراعيّه، تُرخي وجهها قرب وجهه في محاولة لإيقاف دموعها لكنها تبكي بشدة أكثر من السابق الآن.

"ما الذي حدث يا صغيري؟"

-همست تنظر لجفنيّه، لصدره الذي يرتفع ويهبط بهدوء شديد يُكاد يُلحظ، تُبعد دموعها عن محجريّها لكنهم يمتلئان مُجددًا، تجلس على الكرسي بجانب السرير، كانت قد تركته تاليا في مكانه قبل خروجها، تمسك بيده الباردة وتُحني رأسها قليلًا..

"أنت طفلي الأول، أنت فرحتي وعائلتي يا جيوفاني، ستنهض من هذا السرير وستعود لتعانقني كما أعتدنا، حسنًا؟ أنا هنا، سأبقى حتى تفتح عيّناك اللتان لطالما أحببتهما، سأنتظرك حتى تفتح هاتيّن العينان اللتان لطالما كانا كالوهج الذي يخبرني بأن كل شيء بخير"

-قالت جورجينا بكلمات متقطعة، صيحاتها تغلبها فتضع رأسها على حافة السرير قُرب رجليّه، وتنهار باكية بصوت أعلى من قبل، تشد يدها على البطانية الخفيفة التي تُغطي جزء جسده السفلي، تبقى معه في هذه الغرفة لمدة طويلة، تحكي له عن ذكرياتهم القديمة، وتهمس له بحكاياتهم الصغيرة وكأنها تخاطب قلبه ليعود لها مُجددًا.

-

-تجلس ديڤا مُمسكةً بتاليا القريبة، تضع رأسها على كتف ديڤا وتستمر دموعها في الإنهمار، تُبقي يدها على رأس تاليا، تُمرر يدها عليه ببطء مُحاولةً في تهدئتها، قد جاءت جورجينا قبل مدة أيضًا، تفكر ديڤا في كل ما يحصل بسرعة كبيرة، لا يزال لوكا جالسًا في مكانه، مُغمضًا عيّناه، أختفى ماسيمو في الممر المؤدي إلى غرفة جيوفاني قبل دقائق قصيرة.

-يقف ماسيمو بصمت بجانب والده، إليساندرو الذي يقف عند الباب ويرمي بثقل جسده على الجدار الذي يتكئ عليه، ينظر له ماسيمو ولم يره في هذه الحالة من قبل، بكاء والدته لا يزال عالقًا في أُذنه، لا يتوقف عن التكرار، يُمرر يده على وجهه يُحاول التخلص من الثقل الذي يشعر به، لا يبتعد أبدًا.

HIM & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن