عُمق

9.6K 450 223
                                    


"قراءة مُمتعة لأجنحتي التي لا أتمكن من التحليق دونها"

-

-أنامله الراجفة تلمس الملاءات الباردة أثر الرحيل، نهض من السرير مُسرعًا باحثًا عن أي أثر لها، أي شيء يدل على أنها لا تزال موجودة، ينظر من حوله في الغرفة قبل أن يخرج منها ماشيًا إلى غرفة المعيشة، تفحص المكان بأعيّنه وقلبه المتألم، فاتحًا الستائر التي تكشف له المساحة الخالية من سيارتها..

-عاد جيوفاني إلى الغرفة بخطوات ثقيلة، ينظر إلى اللا شيء، رفع رأسه ينظر إلى سريره عند وصوله، إلى سريرهم.

-السرير المُبعثر، السرير الفارغ، تعكس إضاءة الشمس بإضاءة ذهبية ساطعة على السرير والملاءات البيضاء، ينظر للمخدات المُبعثرة وقميصه على الأرض، ولم يتبقى شيئًا في المكان سوى الذكريات مُجددًا..

-والسرير الذي يحمل المزيد من الألم في هذه المرة، تقدم جيوفاني بخطوات بطيئة جالسًا على حافة السرير ولا يستطيع التوقف عن التحديق إليه، يشعر بأنه سينهار في أقرب لحظة، هذا المنظر من أمامه لا يذكره الا بشيء واحد..

-ذلك الصباح، وذلك السرير الذي أستيقظ فيه، السرير البارد والمجهول، الشقة الخالية، الاسأله العديدة والغيمة العملاقة المكونة من علامات الأستفهام.

-هناك هالة ضخمة مُتكونة من مشاعره تُحيط به في هذا السرير.

-

-تحرك الشرطي أمام ناتشو، يمشي في المُقدمة، ينظر له من فوق كتفه عدة مرات للتأكد من أنه لا يزال يمشي خلفه، بينما مشى ناتشو بخطوات مُعتدلة في ممرات السجن الذي سيغادره بعد لحظات قصيرة.

-لم يستغرق الأمر مُدة طويلة وقد كان ناتشو خارج بوابة السجن، ينظر إلى المكان من حوله، لم يسعه الا أن يبتسم إبتسامة واسعة عند مُلاحظة إيما التي تتكئ على سيارتها المركونة في مكان قريب وتتفحص طلاء أظافرها بأعينها.

-أقترب منها ماشيًا بخطوات مُتسارعة قبل أن يجذبها بداخل حضنه، يداه عالقتان على ظهرها راميًا برأسه على كتفها بينما أحاطت هي جسده بذراعيّها.

-قد أستقر الاثنان في السيارة الآن، إيما تقود مُستمعة لكلماته، تتنهد تنهيدة طويلة قبل أن تلتفت له للحظة قصيرة وتُعيد تركيزها على الطريق، عقد ناتشو حاجبيّه وتكلم..

"ألا تقتنعين بالفكرة؟ لقد تدبرت الأمر بالفعل"

"نعم لقد فعلت، لقد تدبرت الأمر، لكنك لم تحله كاملاً بعد، لقد دفعت مبلغ الكفالة لتخرج، ماذا عن باقي الديون؟ مع العلم بأن جمع الشركات رمتك جانبًا كالجذر"

HIM & Iحيث تعيش القصص. اكتشف الآن