----
تسللت الظلمة إلى المدينة، مخفيةً تحت غلافها السميك كل علامات الحياة.
كان جونغكوك يسير بخطوات هادئة، كأنما يجسد الليل نفسه، وكان يراقب ضحيته الأولى.
كانت فتاة شابة تدعى ليزا، تسير بخطوات واثقة، غير مدركة أنها محاطة بأجواء من الخطر.
التفت إليها وهي تنظر إلى هاتفها، مستغرقة في محادثة نصية.
كانت تضحك بين الحين والآخر، ضحكة خفيفة تنم عن براءة ساذجة.
لكن في نظر جونغكوك، كانت تلك الضحكات تدق كأجراس التحذير.
لم يكن الأمر بالنسبة له مجرد شغف بالقتل؛ بل كان صوت تلك الضحكات يثير بداخله الشخص الآخر، ذلك الذي ينتظر بفارغ الصبر اللحظة المناسبة.
لم يرد أن يثير شكوكها، لذلك حافظ على مسافة آمنة.
كانت رائحته هادئة، متناسقة مع نسيم الليل، وأخذ يخطط لكل خطوة بدقة.
في عقله، كان هناك صراع داخلي: شخصية هادئة، شغوفة بالحياة، وشخصية أخرى متعطشة للدماء. كانت الشخصيات تتبادل الحوار، كل منهما تدعي أنها الأجدر بالسيطرة.
توقفت ليزا عند متجر صغير لبيع الزهور، وكأنها تستعد لاختيار باقة لتزيين غرفتها.
اقترب منها، ووقف على بعد خطوات قليلة، يراقبها وهي تفحص الأزهار بعناية. "يا لها من لحظة مثالية"، همست الشخصية المظلمة في داخله.
جونغكوك استغل الفرصة، حيث بدت مشغولة تمامًا، وقرر أن يظهر بمظهر المارة العاديين.
اقترب منها ببطء، محاولًا أن يبدو كأنه فضولٌ لطيف.
"زهور جميلة، أليس كذلك؟" قال، بصوت هادئ يتناغم مع أجواء الليل.
التفتت إليه، وعينيها مليئتان بالدهشة، ثم ابتسمت. "نعم، إنها رائعة! أعتقد أنني سأشتري بعضًا منها."
ابتسم لها، بينما كانت أفكاره تتصارع. "لا يبدو مخيفًا، أليس كذلك؟" تساءلت الشخصية الهادئة في عقله.
لكنه كان يعرف في أعماق نفسه أنه كاذب.
تلك الابتسامة الودية كانت تغطي على ظلامه الداخلي.
"هل تحتاجين مساعدة في اختيار الأفضل؟" سألها، بينما كانت عينه تراقب حركاتها.
"أفكر في هذه الوردات الحمراء"، قالت، مشيرةً إلى باقة من الأزهار.
"اختيار رائع"، رد بابتسامة عريضة، ثم أمسك بأحد الأزهار، وعندما تراجعت لتبتعد قليلاً، تعثر شيئًا في داخله.
كان لديه رغبة قوية في السيطرة على هذا الموقف. لم يكن يريد أن يكون مجرد مُشاهد، بل كان يتوق ليكون الفاعل.
كلما زادت ابتسامتها، زادت درجة التوتر في جسده. كان يريد أن يلتقطها، أن يشعر بقوة السيطرة، لكن في تلك اللحظة، كانت تنبض بالحياة بشكل لافت.
ضحكت من شيء قالته صديقة لها عبر الهاتف، وكانت تلك الضحكة تلاحقه كظلٍ غير مرحب به.
"هل أنت بخير؟" سألته، وعندما نظرت إليه، كان ذلك بمثابة صفعة قوية للجزء الهادئ من نفسه.
كانت تلك النظرة تجعله ينسى كل شيء ويعود إلى واقع سلمي، لكنه يعرف أن هذا لن يدوم.
"أنا بخير، شكرًا لك"، قال، بينما كان عقله يموج بأفكار مظلمة.
في أعماقه، كانت تلك الشخصية المظلمة تستعد، كانت على حافة الانطلاق، وبدأ يراودها الشغف الذي لطالما طاردته.
بينما كانت تبتعد ببطء، شعر بأن الوقت يقترب، لكن يجب عليه أن ينتظر.
فقد كان يعلم أن اللحظة المناسبة ستأتي، وعندما تأتي، لن يفوته أي شيء.
استدارت ليزا لتغادر، وكان هو يمشي خلفها بخطوات هادئة، وبسرعة، شعر بالنشوة تملأه.
في تلك اللحظة، كل شيء كان مجرد خطوات نحو النهاية.
لم يكن يعلم أنه على وشك اتخاذ قرار سيتغير معه كل شيء إلى الأبد.
انتهى الفصل.
أنت تقرأ
Ding dong
Ação"في مدينة يغمرها الظلام، كل دقّة جرس قد تكون آخر ما تسمعه. رواية "دينغ دونغ " تكشف عن صراعٍ داخلي بين الحب والجنون، حيث يطارد البطل ضحاياه تحت قناع البراءة... احذر من نغمة Ding Dong!" جميع الحقوق تعود لي ككاتبة اصلية ✨ بدأت في:الثاني والعشرون من ما...